تتكرر عمليات تدنيس المقابر اليهودية والنصب التذكارية للمحرقة في اليونان. كما أن معظم ضحايا العنف العنصري هم من اللاجئين والمناهضين للفاشية ونشطاء مجتمع الميم. فلماذا تنتشر أشكال التطرف والعنصرية في هذا البلد؟
إعلان
لا يوجد سوى استطلاع رأي واحد حول معاداة السامية في اليونان، أجري قبل حوالي ست سنوات.الاستطلاع أجرته المنظمة الحقوقية الأمريكية، رابطة مكافحة التشهير (ADL) والذي صدمت نتائجه المجتمع اليوناني بشدة. إذ أن 69 بالمائة من سكان الدولة الأوروبية لديهم أحكام مسبقة معادية للسامية.هذا ما قد يجعل من اليونانيين أكثر الشعوب معاداة للسامية في أوروبا، لأنه في عام 2014، كان لدى26 في المائة "فقط" من الأوروبيين أحكام مسبقة ضد اليهود في المتوسط. صحيح أن المسح الذي أجرته رابطة مكافحة التشهير (ADL) قد يُوضع موضع شك من قبل كثيرين، لكن نظراً لعدم إجراء مسح إضافي، لا يزال من غير المعروف ما إذا كان ذلك الرقم المخيف، الذي تم التوصل إليه، صحيحاً بالفعل.
يبقى شيئا واحد مؤكدا وهو أنه لا توجد حالات عنف معروفة ضد اليهود في اليونان. ما يقرب من خمسة آلاف فرد من الجاليات اليهودية في البلاد، التي كانت صغيرة للغاية منذ القتل الجماعي في الحرب العالمية الثانية أثناء الاحتلال النازي في ألمانيا في الفترة ما بين (1941-44)، لا يخشون التعرض للاعتداء.
في مدينة يوانينا اليونانية الواقعة شمال غرب البلاد، تم انتخاب موسى إليساف، أول عمدة بلدية يهودي في اليونان في عام 2019. اليونان تمجد أيضاً ذكرى رئيس أساقفة أثينا، داماسكينوس باباندريو (1891-1949)، الذي أنقذ أرواح الآلاف من اليهود اليونانيين البالغ عددهم مائة ألف خلال الاحتلال النازي. لكن ليس من السهل أيضاً نسيان تخاذل اليونانيين عند ترحيل يهود مدينة سالونيكي اليونانية. فقد قُتل 95 بالمائة من حوالي 53 ألف مواطن يهودي ينحدرون من أكبر مدينة يهودية في أوروبا، والتي كانت تعرف باسم "القدس الثانية" أثناء المحرقة. كما استولى النازيون على عقاراتهم بمساعدة مواطنين يونانيين.
انتشار الشعارات النازية
إلى جانب عمليات التخريب المتعمد التي تستهدف المقابر اليهودية والنصب التذكارية للمحرقة، باتت الشعارات المعادية للسامية أو رسوم الغرافيتي التي تحمل شعارات نازية أكثر انتشاراً في اليونان. في الآونة الأخيرة، تم تدنيس المقابر اليهودية في أثينا وفي جزيرة رودوس والنصب التذكاري للهولوكوست في مدينة سالونيكي اليونانية. يأتي هذا، بعد أسبوع واحد بالتحديد من اتخاذ القضاء اليوناني قراراً تاريخياً وغير مسبوق. إذ حُكم على قيادة حزب النازي الجديد اليوناني "الفجر الذهبي" بالسجن مدة طويلة، ليس فقط بسبب جرائم القتل والإيذاء الجسدي و الحيازة غير القانونية للأسلحة، ولكن أيضا بسبب تشكيل منظمة إجرامية.
منذ ذلك الحين لا يُسمح لأي شخص في اليونان أن يقول "لم أكن أعرف"، بالأخص أولئك 9.93 بالمائة أو 536.910 ناخبا منحوا أصواتهم للحزب النازي "الفجر الذهبي" في الانتخابات الأوروبية لعام 2014.النازيون الجدد باتوا الآن في نظر القضاء اليوناني "مجرمون“ وهم أيضاً المسؤولون الرئيسيون عن معاداة السامية وبالتالي يمكن اعتبار عمليات التدنيس الحالية "عملاً تضامنياً" من قبل مؤيديهم.
الحزب النازي الجديد "المعتدل"
لا يزال لدى النازيين الجدد في اليونان ما يكفي من المؤيدين المحتملين. أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة "Prorata" لصحيفة "Efimerida ton Syntakton" في الـ16أكتوبر/ تشرين الأول أن 21 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن الفجر الذهبي "المعتدل" سيكون ميزة للبلاد. هذا الرقم مروع للغاية لأنه ظهر مباشرة بعد إدانة حزب النازيين الجدد. رئيس الجالية اليهودية في مدينة سالونيكي والمجلس المركزي للجاليات اليهودية في اليونان، ديفيد سالتييل، يرى أنهم مقتنعون بأن الحكم ضد الحزب النازي اليوناني "الفجر الذهبي" لن يقلل من الأيديولوجية المعادية للسامية في اليونان. وأضاف أن معاداة السامية كانت موجودة قبل وقت طويل من تأسيس حزب النازيين الجدد، وستستمر في التواجد. يرى سالتييل أنه من المطمئن أن معاداة السامية اليونانية لم تتسبب على الأقل في أي وفيات كما هو الحال في البلدان الأخرى.
ضحايا مناهضة الفاشية
ضحايا التطرف اليميني في يونان القرن الحادي والعشرين هم مهاجرون ومناهضون للفاشية ونشطاء من مجتمع الميم.على مدى سنوات، يطارد أنصار "الفجر الذهبي" اللاجئين ويتلقون التصفيق من "المواطنين القلقين" بشأن بلادهم و"التفهم" من العديد من وسائل الإعلام وسلطة الدولة التي كانت تغض الطرف عن خطر اليمين. العديد من السياسيين من الحزب المحافظ الحاكم، الديموقراطية الجديدة (ND) هيمنت الشعارات ضد اللاجئين على مسارهم السياسي. الشعارات المعادية للسامية لا تحظى بالقبول داخل المجتمع، على الأقل في الوقت الحالي. في سبتمبر/ أيلول من عام 2013، طعن أحد أنصار "الفجرالذهبي" مغني الهيب هوب المناهض للفاشية، بافلوس فيساس، وقد حُكم على الجاني بالسجن مدى الحياة قبل أيام.
إعدام ناشط مثلي الجنس
انطلقت يوم الأربعاء الماضي، محاكمة قضائية أخرى كبرى في أثينا. القضية تتعلق بجريمة قتل، الناشط المثلي، زاك كوستوبولوس، الذي تعرض للضرب المبرح حتى الموت في وضح النهار في وسط أثينا قبل عامين. أصابع الاتهام وُجهت إلى صائغ وسمسار وأربعة من رجال شرطة. مستشارهم القانوني هو عضو البرلمان في حزب الديموقراطية الجديدة (ND)، أثناسيوس بليفريس، نجل أحد منظري النازية في اليونان.
في عام 2018 ، تحدثت الشرطة اليونانية عن"إيذاء جسدي مفترض أدى إلى قتل أحد اللصوص“. معظم وسائل الإعلام تبنت هذه الرواية كما هي ومن دون النظر لها من زاوية نقدية، إلى أن ظهر مقطع فيديو لأحد المارة أثناء وجوع الجريمة، يُظهر أن كوستوبولوس كان ضحية للإعدام خارج نطاق القانون.
كاكي بالي/ إ.م
ألمانيا - محطات في تاريخ العنف اليميني المتطرف
أحدثها جريمة قتل مروعة في مدينة هاناو يُشتبه بأن دافعها عنصري. منذ عام 1990 بلغ عدد ضحايا اليمين المتطرف 198 شخصا أغلبهم من أصول أجنبية. ملف الصور هذا يلقي نظرة على جرائم هذا اليمين وأنشطته خلال ثلاثة عقود.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
أول ضحايا اليمين المتطرف انغولي
يعد الأنغولي آمادو أنتونيو كيوا من أول ضحايا عنف اليمين المتطرف في ألمانيا، وقد هاجمته مجموعة من النازيين الجديد في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990، وقتله المهاجمون ومثلوا بجثته.
صورة من: Amadeu Antonio Stiftung
ضحايا أتراك في هجوم بمدينة مولن
مبنى في مدينة مولن شمال ألمانيا، تعرض لهجوم نفذه النازيون الجدد في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1993، وأسفر إحراق البناء عن مصرع 3 أشخاص من أصول تركية، والبمنى كان يسكنه بشكل أساسي مهاجرون أتراك إلى ألمانيا.
صورة من: AP
الخلية النازية السرية في 1996
يمينيون راديكاليون بمدينة أيرفورت. لأكثر من 10 سنوات ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا. ومن بين المتهمين بجرائم متنوعة أوفه موندلوز وأوفه بونهارت ومانفريد لودر (صورة ملتقطة للثلاثة في عام 1996)
صورة من: privat/dapd
هجمات اليمين المتطرف طالت حتى المراقص
صورة تظهر 3 من ضحايا هجوم اليمين المتطرف، حيث هاجم ذوو الرؤوس الحليقة مرقصاً للديسكو في ألمانيا في 19 كانون الثاني/ يناير 2003، وقتلوا طعنا 3 شبان يظهرون في الصورة.
صورة من: DW/A. Grunau
الأجانب هدف دائم لخلية "إن إس يو"
قتلت خلية "إن إس يو" اليمينية المتطرفة عشرة أشخاص على الأقل من عام 2000 إلى 2007. تسعة من الضحايا من أصول أجنبية، كانوا يعيشون كلهم في ألمانيا. كما قتلت المجموعة الارهابية شرطية ألمانية. وقد قُتل الضحايا بدم بارد.
صورة من: picture-alliance/dpa
مسجد في لايبزغ تعرض لهجوم اليمين المتطرف
مجهولون يلقون براس خنزير في باحة مسجد بمدينة لايبزغ في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013. ويُحسب إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة.
صورة من: picture-alliance/dpa
عنف اليمين أكثر نشاطا في شرق ألمانيا
في عام 2014 سجل 47 اعتداء ذي دوافع عنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد. صورة لعنصر من حليقي الرؤوس في برلين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
اليمين المتطرف يرفض اللاجئين
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديد بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. الصورة من تظاهرات في مدينة فرايتال ضد اقامة مراكز ايواء اللاجئين عام 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
المشاعل من شعارات اليمين المتطرف
عناصر من اليمين المتطرف يستعرضون قوتهم في مدينة ماغديبورغ في 16 يناير 2015، وذلك في مناسبة لاحياء ذكرى قيام الحرب العالمية الثانية. وتسجل مدن شرق المانيا على وجه الخصوص ارتفاعا متسارعا في عدد الموالين لحركات اليمين المتطرف والنازيين الجدد.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Schlueter
المتهم بمهاجمة المرشحة لمنصب عمدة كولونيا
صورة من عام 2016، لعنصر من اليمين المتطرف ألقي القبض عليه بعد مهاجمته المرشحة لمنصب عمدة كولونيا هنريتا ريكر قبل يوم من انتخابها. الصورة تظهر المتهم وهو يدخل صالة المحكمة في دوسلدورف في 29 نيسان 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
اليهود مازالوا هدفاً للنازيين الجدد
أوفه أوتسي اوبالا صاحب المطعم اليهودي في مدينة كيمنيتس، يصف للصحفيين ما جرى في هجوم نفذته مجموعة من المقنعين المعادين لليهود والسامية، ويكشف عن اصابته في كتفه بحجر رماه به المهاجمون المقنعون في (27 آب / اغسطس 2018).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
الصليب المعقوف ما زال شعارهم
محموعة من النازيين الجدد يرفعون الصليب المعقوف وقد توهج فيه اللهيب في نيسان/ ابريل 2018. الصورة من طقوس خاصة جرت في منطقة لم يعلن عنها تمجيدا للحزب النازي.
صورة من: Reuters/G. Nakamura
اغتيال فالتر لوبكه
في الثاني من يونيو/ حزيران 2019 عُثِرَ على جثة فالتر لوبكه، رئيس المجلس المحلي لبلدية مدينة كاسل، في شرفة منزله مقتولا برصاصة في رأسه. ووجه الادعاء العام تهمة قتل لوبكه، لشتيفان إي. وداعمه المشتبه به ماركوس إتش.، وشتيفان معروف في السابق بأنه من النازيين الجدد. وكان لوبكه المتنمتي لحزب المستشارة ميركل من مؤيدي قضايا اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
معبد يهودي كهدف ليميني متطرف
سكان مدينة هاله الألمانية (شرق) يرفعون شعار:"سكان هاله ضد اليمين - الاتحاد من أجل الشجاعة الأخلاقية"، احتجاجا على جريمة وقعت في مدينتهم في 09.10.2019 عندما كان 52 شخصا يحتفلون بيوم الغفران داخل المعبد اليهودي بالمدينة، وحاول شتيفان ب. وهو شاب يميني متطرف (28 عاما) اقتحام المعبد، ولكنه فشل فأطلق النار على امرأة وشاب وجدهما في طريقه وقتلهما. وكان يعتقد أن "المرأة مسلمة" وفق تصريحه أمام المحكمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
هجمات بمدينة هاناو على مقاهي الشيشه
شهدت مدينة هاناو بولاية هسن مقتل 9 أشخاص في موقعين مختلفين ليلة 19 شباط/ فبراير 2020، ثم عثرت الشرطة بعد الجريمة بساعات على جثة المشتبه بأنه مطلق النار على الأشخاص التسعة وعلى على جثة والدته في مسكنه. إعداد م.أ.م / م.س