1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل "انتهى" البرنامج النووي الإيراني بالفعل كما أعلن ترامب؟

محي الدين حسين د ب أ، أ ف ب، رويترز، واشنطن بوست
٢٢ يونيو ٢٠٢٥

تصريحات متضاربة بين أمريكا وإيران حول مصير البرنامج النووي الإيراني بعد الهجمات الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية. فبينما أعلن ترامب أن البرنامج "انتهى"، أكدت إيران أنه لا يمكن تدميره. فما مصيره إذن؟

صور أقمار اصطناعية لمنشأة نطنز النووية في إيران (15.06.2025)
إيران تقول إن أن "التكنولوجيا النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها بأي هجوم"، فما حقيقة ذلك؟صورة من: Maxar Technologies/Handout/REUTERS

عملية "مطرقة منتصف الليل" الأمريكية التي شملت شن ضربات على ثلاث من أهم المنشآت النووية الإيرانية، بينها منشأة فوردو التي تعتبر "قلب" البرنامج النووي الإيراني، تثير تساؤلات واسعة حول مصير البرنامج، وسط تصريحات متضاربة بين أمريكا وإيران، بل وحتى من واشنطن نفسها.

فبينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تنفيذ العملية، أن برنامج إيران النووي "انتهى"، ووافقه في ذلك وزير دفاعه بيت هيغسيث، قال نائبه جيه دي فانس بعد ذلك أن واشنطن نجحت في "عرقلة" برنامج إيران النووي "إلى حد كبير" و"أرجأته لفترة طويلة جدًا"، مؤكدًا أنهم سيعملون الآن على تفكيكه بشكل دائم "خلال السنوات المقبلة".

إيران: البرنامج لن يتوقف

وقد أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وقوع هجمات على مواقعها في فوردو ونطنز وأصفهان، لكنها أكدت أن برنامجها النووي "لن يتوقف". وقال متحدث باسم المنظمة: "على الجميع أن يعلم أن هذه الصناعة (النووية) متجذّرة في إيران، ولا يمكن اقتلاع جذور هذه الصناعة الوطنية"، مضيفًا "صحيح أن أضرارًا لحقت بنا، لكنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها هذه الصناعة لأذى". كما أكد الحرس الثوري الإيراني أن "التكنولوجيا النووية الإيرانية والسلمية لا يمكن تدميرها بأي هجوم".

وعن التضارب في التصريحات الأمريكية والإيرانية، قال الباحث في "معهد دراسات الشرق الأوسط" التابع لـ"كلية الملك بلندن" أندرياس كريغ في تصريح لـ"أ ف ب" إن "ترامب استند إلى معلومات استخبارية مفتوحة المصدر ليؤكد تدمير فوردو، في حين يؤكد الإيرانيون أن الأضرار سطحية فقط"، مشيرًا إلى أن صعوبة معرفة النتائج الحقيقية الآن بالنظر إلى طبيعة تحصين المنشآت المستهدفة.
وحتى مدير الوكالة الدولية رافاييل غروس قال إنهم لا يستطيعون تقييم الأضرار التي وقعت تحت الأرض في منشأة فوردو، وهي موقع محصن تحت الأرض على عمق يقارب 90 مترًا.

هل استطاعت إيران إنقاذ برنامجها قبل الهجوم؟

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ذكرت أن صور أقمار اصطناعية التقطت في 19 حزيران/يونيو الحالي تظهر "نشاطًا غير عادي" للشاحنات والمركبات في منشأة فوردو. وأضافت الصحيفة أن الصور الملتقطة في اليوم التالي تظهر تحرك معظم الشاحنات شمال غرب منشأة فوردو وتمركز شاحنات أخرى قرب مدخل الموقع، مشيرة إلى أن الصور تظهر 16 شاحنة على طول الطريق المؤدي إلى مجمع عسكري تحت الأرض.

وقالت الخبيرة النووية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إيلواز فاييت إن صور الأقمار الاصطناعية التي تُظهر نشاطًا في محيط فوردو "تشير إلى احتمال نقل مخزون اليورانيوم المخصّب إلى مواقع غير خاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضافت لفرانس برس: "كنا نملك معرفة، وإن غير كاملة، عن البرنامج النووي بفضل عمليات تفتيش (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)، أما الآن فلا عمليات تفتيش ممكنة".

"نقل اليورانيوم المخصب إلى مكان سري"

وقد أكد مصدر إيراني كبير لرويترز أنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو إلى مكان سري غير معلن قبل الهجوم الأمريكي. ويقول مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز إن الهجمات الامريكية الأخيرة "لن تنهي بالضرورة البرنامج النووي الإيراني"، مشيرًا إلى أن طهران أنتجت "مئات أجهزة الطرد المركزي المتطورة خلال السنوات القليلة الماضية والتي تم تخزينها في أماكن غير معروفة".

ولم تسفر الهجمات الأمريكية على المنشآت الثلاثة عن وقوع قتلى، رغم إصابة 11 شخصًا، كما أكد الهلال الأحمر الإيراني، وهو ما يشير ربما إلى استعداد إيران لسيناريو الهجمات الأمريكية رغم أنها نفذت بعد يومين فقط من تصريحات لترامب أكد فيها أنه سيتخذ القرار حول هجمات أمريكية محتملة على إيران في غضون أسبوعين. وقد أكد مصدر إيراني كبير لرويترز أن طهران كانت قد قلصت عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى.

"لا زيادة في مستويات الإشعاع"

وقد ذكر تحليل لوكالة الأنباء الألمانية أنه من المرجح أن إيران دفنت أنفاق الدخول لمنشأة فوردو قبل وقوع الهجمات الأمريكية، مشيرة إلى أن ذلك يعني إمكانية أن تقوم إيران بالحفر مجددًا للوصول إلى أي شيء بداخل المنشأة المحورية. وما قد يشير بالفعل إلى عدم تضرر اليورانيوم الإيراني المخصب هو عدم رصد زيادة في مستويات الإشعاع قرب المنشآت الإيرانية الثلاث بعد الضربات الأمريكية، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولاحقًا دول الخليج المجاورة لإيران.

ففي منشأتَي نطنز وفوردو اللتين استهدفتهما الضربات الأمريكية، قامت إيران بتخصيب اليورانيوم حتى 60 في المئة، وهي نسبة أعلى بكثير من السقف الذي حدده الاتفاق النووي 2015 -الذي انسحب منه ترامب في ولايته الأولى- والبالغ 3,67 في المئة، علمًا بأن النسبة ما زالت أقل من 90 في المئة المطلوبة لتطوير رأس حربية نووية.

لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت في تقرير أصدرته في نهاية أيار/مايو الماضي إن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تُخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وتمتلك مخزونًا يسمح لها نظريًا بتصنيع أكثر من تسع قنابل. ومن الصعب جدًا حاليًا معرفة ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية والأمريكية قد قضت على هذا المخزون.

 

خطر انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي
 

لكن ما يثير المخاوف الآن بخصوص البرنامج النووي الإيراني هو إعلان طهران أنها تدرس انسحاب البلاد من معاهدة حظر الانتشار النووي، وهذا ما قد يعني تخلص إيران من قيود في تطوير برنامجها النووي الذي يبدو أنها متمسكة به بالنواجذ رغم الهجمات الأمريكية والإسرائيلية والضغوط الدولية.
وعن إمكانية انسحاب إيران من المعاهدة، يقول الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا علي "قد يكون ترامب أحرز فوزًا تكتيكيًا، لكن إذا أحسنت طهران ممارسة اللعبة، فقد تُسلمه قنبلة سياسية وتنقل اللعبة النووية إلى مستوى أكثر غموضًا وخطورة".
وتبقى الآمال معقودة على عودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات وهي "المكان الوحيد لحل الأزمة" كما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، الألمانية أورزولا فون دير لاين.

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW