1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل بدأت "حرب الوثائق" بين الجزيرة والعربية؟

٢٥ يناير ٢٠١١

فيما أثار نشر قناة الجزيرة لوثائق تتعلق بسير مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية حنق السلطة الفلسطينية، لم يحظ نشر وثائق مماثلة من قبل "العربية" بأي اهتمام يذكر، دويتشه فيله حاورت الصحفي عادل دوريش حول هذه المفارقة.

دون تعليق أو إشارة صريحة إلى قناة الجزيرة، نشرت فضائية العربية على موقعها الاثنين (25 يناير/ كانون الثاني) النص الكامل لوثائق مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وما وصفته بـ"محاضر جلسات المحادثات المتعلقة بما يعرف بقضايا الوضع النهائي".

وقالت العربية إن ما نشرته يمثل خارطة إسرائيلية مقترحة لم يقرها الجانب الفلسطيني. وكان ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد أعلن يوم الاثنين (24 يناير/ كانون الثاني) نفيه تقديم أي تنازل فلسطيني في موضوع القدس، معتبرا أن ما يتعلق بالخرائط، ليس سراً ومشيراً إلى أن "الجزيرة" عرضت الخارطة الإسرائيلية باعتبارها خارطة فلسطينية.

الصحفي عادل درويش المحرر السياسي في مجلة ميدل ايست والكاتب في صحيفة ديلي ميل قال، في حديث مع دويتشه فيله، "إن الظاهر في نشر الوثائق هو التنافس المهني، إذا تغاضينا عن نظرية المؤامرة، واضع هنا التنافس المهني بين قوسين، فالسؤال هنا هو هل تنشر ما وصلك فورا دون أن تضعه في سياقه التاريخي، أم أن عليك أن تضعه موضع فحص وتحليل قبل أن تنشره ؟ هذا دون أن ننسى أن للجزيرة أجندتها السياسية التي تختلف عن الأجندة السياسية لفضائية العربية".

"الخبر السيء هو الخبر الجيد"

المعلومات التي حصلت عليها فضائية الجزيرة ونشرتها، تولت صحيفة الغارديان الصادرة في لندن ترجمتها ونشرها في اليوم التالي وحازت اهتماما إعلاميا كبيرا، هذه المعلومات كانت عبارة عن مذكرات عما جرى بين القيادات المتفاوضة، فيما نشرت العربية محاضر جلسات، والفرق كبير بين الاثنين كما يرى الصحفي عادل درويش، لأن المذكرات قد تعني طرفا واحدا في المحادثات، أما المحاضر فهي نص ما جرى بين الأطراف المعنية دون تغيير وهذا ـ في رأي درويش ـ يكسب الوثائق التي نشرتها "العربية" مصداقية أكبر قد تصل بالقارئ إلى شاطئ المعرفة الصحيحة.

مكتب الجزيرة الذي اغلق في رام اللهصورة من: picture-alliance/dpa

ولم يحظ ما نشره موقع العربية باهتمام إعلامي يذكر بل أن قناة العربية نفسها لم تشر لما نشره موقعها الالكتروني في أي من نشراتها، كما لم تلق المحاضر التي نشرتها العربية حتى في رام الله أي صدى، حيث أحرق متظاهرون فلسطينيون غاضبون الثلاثاء أمام مقر رئيس السلطة الفلسطينية صورا لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهو يصافح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، كما احرقوا أعلاما إسرائيلية يتوسطها شعار الجزيرة .

عادل درويش عزى انعدام الاهتمام بما نشرته فضائية العربية إلى بديهية إعلامية بسيطة مفادها "أن الحدث السيء هو الخبر، أما الحدث السعيد فليس خبراً"، مضيفا أن ما نشرته العربية يدخل في نطاق المعتاد غير المثير فهي محاضر جلسات الجانبين، أما ما نشرته الجزيرة فهو يدخل في نطاق المفاجأة وقد يؤثر على محادثات السلام، لذا يهتم به الجميع.

من المستفيد من التسريبات؟

السلطة الفلسطينية كانت قد أصدرت أوامر مشددة بعدم التعامل مع الجزيرة بعد أن أغلقت مكتبها في رام الله، ويرى الصحفي البريطاني عادل درويش أن هذا الاختلاف مع الجزيرة ربما يكون قد دفع بمصادر السلطة الفلسطينية إلى أن تزود فضائية العربية بمحاضر الجلسات ردا على ما نشرته الجزيرة. وعلينا- حسب درويش- أن نسأل من هو المستفيد من هذه التسريبات؟ وجواب ذلك: أن المستفيد من نشر التسريبات هو الجانب الفلسطيني لأنها تظهر أن الفلسطينيين كانوا مستعدين لتقديم كثير من التنازلات في مجال الأمن والمستوطنات واللاجئين، والذي رفض هو المفاوض الإسرائيلي وهذا يسحب البساط من تحت الإسرائيليين. كما أن المستفيد من داخل البيت الفلسطيني هو حماس - والكلام هنا لدرويش- لأن الوثائق تظهر أن السلطة الفلسطينية قدمت تنازلات عديدة دون أن ترجع إلى الرأي العام الفلسطيني بشأن صحة هذه الإجراءات.

"الموقف الأمريكي هو الأضعف"

الصحفي العربي البريطاني عادل درويشصورة من: Adil Darwish

الإدارة الأمريكية التي شاركت في مسيرة السلام منذ اتفاقيات كامب ديفيد سارعت الاثنين لمحاولة احتواء الآثار الدبلوماسية الناجمة عن تسريب الوثائق، حيث وعدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالا يثني ذلك الولايات المتحدة عن سعيها لإعادة الحياة إلى عملية السلام حتى مع اعتراف مسؤولين أمريكيين بأن ما نشرته قناة الجزيرة من وثائق قد يؤدي إلى تفاقم الموقف الذي هو صعب في الأصل. وكررت كلينتون اعتراض الولايات المتحدة على استمرار بناء مستوطنات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وقالت:" إن العمل الشاق هو البديل الوحيد إذا كانت هناك رغبة في تحقيق السلام".

الصحفي عادل درويش وصف الإدارة الأمريكية "بأنها اضعف الإدارات الأمريكية فاعلية وتفعيلا في عملية السلام في الشرق الأوسط بغض النظر عن البلاغة الخطابية في خطاب الرئيس اوباما الشهير في القاهرة بخصوص الحقوق الفلسطينية والتواصل مع العالمي الإسلامي". وتساءل درويش :"إذا كان الفلسطينيون قد أثاروا موضوع القدس الشرقية فلماذا اختارت إدارة اوباما أن تصطدم مع الإسرائيليين في قضية المستوطنات بدلا عن الخيار الفلسطيني بشأن القدس الشرقية".

ملهم الملائكة

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW