لعل أبرز ما يميز الخريف هو تساقط أوراق الشجر استعداداً لاقتراب الشتاء. لكن هل تعلم أن ما تراه مجرد تساقط للأوراق التي فقدت خضارها بفعل تغير فصول السنة، يعتبره عدد من العلماء من العوامل المحددة لسرعة دوران الكوكب بأكمله؟
إعلان
يشهد كوكب الأرض عدداً من الظواهر الطبيعية خلال فصل الخريف، حيث لا يعد انخفاض درجات الحرارة العلامة الوحيدة المميزة لهذه الفترة من كل عام، فإشارة البعض للخريف بالفصل الذهبي ليست فقط بسبب تغير لون أوراق الشجر وفقدانها لها، وإنما للتأثير الهام الذي يفترض عدد من العلماء حدوثه بفعل تساقط الأوراق.
تتساقط خلال فصل الخريف أوراق الشجر وينتهي بها الحال على الأرض، ما يعني أنها أقرب لمركز الأرض بحوالي 27 متراً، وهي متوسط المسافة بين قمة الأشجار وسطح الأرض، بما يخلق بعض الثقل لدى المركز، ما يؤدي بدوره إلى زيادة سرعة دوران الأرض.
تتكرر ذات الظاهرة ولكن بشكل معاكس خلال الربيع، حيث تنمو الأوراق من جديد على أغصان الأشجار، ما يخلق وزناً جديداً بعيداً عن مركز الأرض، ما يؤدي إلى انخفاض سرعة دوران الأرض.
لكن يظل الدور الذي تلعبه الأشجار من خلال تساقط أوراقها محدوداً، حيث يقتصر تأثير تلك الظاهرة الطبيعية على سرعة دوران الأرض بمعدل أجزاء من الثانية فقط، وفقاً لموقع صحيفة ديلي ميل البريطانية.
أما موقع "فوكوس" الألماني، فيُشير إلى أنه بالرغم من إمكانية حساب أقل التغيرات التي تطرأ على سرعة دوران كوكب الأرض بواسطة مقياس ليزر تابع لجامعة ميونيخ التقنية موجود في غابات ولاية بافاريا، ما زال لا يمكن التأكد بشكل كامل من مدى صحة فرضية تأثير تساقط أوراق الشجر على سرعة دوران الأرض.
ويتحدث الموقع عن أنه ما قد يقلل من وضوح تأثير هذه الظاهرة الطبيعية هي العوامل الأخرى التي تلعب دوراً أساسياً وأكثر وضوحاً في تحديد سرعة دوران الأرض، مثل قوة جاذبية كل من القمر والشمس، ومقدار الثلوج على قمم الجبال وثوران البراكين على سطح الأرض ووقوع زلازل والمد والجزر في البحار والمحيطات.
د.ب/ ي.أ
أوراق كبحر من الألوان .. عندما تستعد الأشجار لفصل الشتاء
في فصل الخريف تتغير ألوان أوراق الشجر وتتحول الغابات والمتنزهات إلى بحر من الألوان. لكنه سرعان ما يختفي بعد بضعة أسابيع. فلماذا؟
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
الأوراق لونها أخضر. حتى الطفل يدرك هذا الأمر. ومع ذلك، ينطبق هذا على فصلي الربيع والصيف فقط. لكن في الخريف تصبح كل الأوراق فجأة بنية أو حمراء أو صفراء. لكن من أين تأتي هذه الألوان الزاهية؟
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
الكلوروفيل هو المادة الخضراء التي تكسب النباتات لونها الأخضر، وهو المسؤول عن عملية التمثيل الضوئي وأيضاً عن تحويل النبتة للسكر من الضوء والماء وثاني أكسيد الكربون. ويمكن تشبيه الكلوروفيل بالدم في جسم الإنسان.
صورة من: picture-alliance/PhotoAlto/M. Constantini
عندما يقصر طول اليوم ويبرد الطقس أكثر، تدرك الشجرة أن الوقت قد حان للتحضير لفصل الشتاء. لذلك يتحلل الكلوروفيل ببطء وتتخزن مكوناته في الفروع وفي الجذع.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
لا تحتوي الورقة على الكلوروفيل فحسب، بل أيضاً على الصبغات الصفراء والحمراء. لكن اللون الأخضر يغطي عادة الألوان الأخرى. فإذا ما اختفى الكلوروفيل، تظهر فجأة الألوان الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Rumpenhorst
الكاروتين يلون الأوراق باللون الأصفر الذهبي أو البرتقالي، فيما يعيطها الأنثوسيانين اللون الأحمر. أما العفص في الأوراق فهي المسؤولة عن اللون البني. لكن هذه الصبغة لا يمكن رؤيتها إلا عندما لا تغطي الأوراق الخضراء كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
عندما تستنفد الشجرة كامل الكلوروفيل في أوراقها، تنتهي مهمة الأوراق. فتتشكل طبقة بين الفرع والورق تقطع إمدادات المياه والمواد المغذية عن الأوراق، لتبدأ بالتساقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Bein
تتعقن الأوراق المتساقطة وتتحلل بسبب البكتيريا والفطريات. بعدها تتحول إلى مواد غذائية قيمة تغطي التربة وتظل هناك لغاية الربيع. لكن في المدينة لا يمكن لجموع الأوراق المتساقطة أن تتحلل. لذلك يجب إزالتها وجمعها.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
تحتوي خلايا الأوراق على الكثير من الماء. وعندما يشتد برد الشتاء، تتجمد المياه وتتحول إلى بلورات ثلجية. فبدونها تموت الأوراق.
صورة من: picture-alliance/F. May
برد الشتاء في ألمانيا قارس، وهو ما تشعر به الأشجار أيضاً. فعندما تتجمد المياه، لا يتبقى لهم أي ماء سائل لعملية التمثيل الضوئي، ما يعني أنه لم تعد هناك حاجة لها. تبقى الأشجار عارية كما في الصورة وتنتظر حتى تطول الأيام أكثر ويصير الطقس أكثر دفئاً. بعدها يمكنها أن تنتج الأوراق والتمثيل الضوئي من جديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
لكن الأمر مختلف في منطقة حوض الأمازون، فالأشجار هناك دائمة الخضرة. وبما أن الطقس في المناطق الاستوائية ليس بارداً للغاية، فإن المياه بدورها لا تتجمد. لذلك لا تضطر الأشجار للدخول في سبات شتوي وتحافظ بذلك على مدار السنة على أورقها وأيضاً على مخزون الكلوروفيل، ما يعني أن ألوانها لا تتغير مثلما هو الحال عند أشجار ألمانيا. بيرغيته أوستيرات/ س.ع