مما لا شك فيه أن زيادة الوزن قد تكون سبباً وراء العديد من الأمراض مثل السكري، وآلام المفاصل، وأمراض الدورة الدموية، ومصاعب التنفس وغيرها. ولكن هل من الممكن أن تشكل خطراً على صحة مخ الإنسان بشكل من الأشكال؟
إعلان
قال باحثون من بريطانيا إن أجزاء بعينها من مخ الإنسان يمكن أن تتقلص عند زيادة وزنه بشكل كبير. وبرهن الباحثون من خلال دراستهم، التي نشروا نتائجها الخميس (11 كانون الثاني/ يناير) على الموقع الإلكتروني لمجلة "نيورولوجي" المتخصصة في أبحاث علم الأعصاب، على أن هذا التأثير موجود بشكل خاص لدى الناس، الذين تتراكم لديهم دهون في منطقة وسط الجسم.
غير أنهم أكدوا في الوقت نفسه، أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت زيادة الوزن هي التي تسبب هذه التغيرات في المخ، أم أن تغير المخ هو الذي يساعد في زيادة الوزن. ولم يحاول الباحثون من خلال الدراسة معرفة العواقب الناجمة عن تغيرات المخ التي أثبتوا وجودها لدى أصحاب الوزن الزائد.
وليس هناك شك لدى العلماء المتخصصين في أن زيادة الوزن يمكن أن تكون سبباً وراء العديد من الأمراض التي تشمل السكري، وآلام المفاصل، وأمراض الدورة الدموية، ومصاعب التنفس. وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت هذه الزيادة تمثل خطراً على المخ أيضاً، وما حجم هذا الخطر.
10 أغذية في متناول اليد لتنشيط الدماغ
01:35
وعثر باحثون من خلال دراسات سابقة في الماضي على مؤشرات على وجود مثل هذا الخطر. ودرس باحثون تحت إشراف مارك هامر، المتخصص في الطب الرياضي بجامعة لوبورو البريطانية، كيفية تأثير الوزن الزائد على ما يعرف بالمادة الرمادية في المخ، بشكل خاص.
وقيم الباحثون في سبيل ذلك بيانات خاصة بحوالي 9 آلاف شخص، متوسط أعمارهم 55 عاماً. وحصل الباحثون على مؤشر كتلة الجسم الخاصة بهؤلاء الأشخاص، وهو المؤشر الذي يرصد وزن الجسم بالنسبة للطول، وكذلك نسبة الخصر إلى الورك. واعتبر 19 في المئة من هؤلاء الأشخاص بدناء، حيث بلغ مؤشر الكتلة لديهم 30 فأكثر.
ثم حدد الباحثون حجم المخ لدى هؤلاء الأشخاص باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي، وذلك لمعرفة حجم المادة الرمادية والبيضاء. وخلص الباحثون من خلال الدراسة إلى أن حجم المادة الرمادية لدى الأشخاص، الذين يرتفع لديهم مؤشر الكتلة، وكذلك الذين ترتفع لديهم نسبة الخصر إلى الورك، أقل من حجمه لدى الأشخاص الذين لديهم مؤشر طبيعي لنسبة الخصر إلى الورك.
ر.ض/ع.ش (د ب أ)
أمراض الدماغ الناتجة عن ممارسة الرياضة
الصدمات التي تصيب الرأس أثناء ممارسة بعض الرياضات قد تؤدي إلى أضرار كبيرة في الدماغ، وتسبب تغيرات سلوكية وإدراكية و"خرف ارتجاج الدماغ". تكمن المشكلة في افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة للتعرف على هذه الأمراض.
صورة من: Getty Images/D. Rogers
كان لاعب كرة القدم الأمريكية مايك ويبستر يلقب بـ"مايك الحديدي". حاز أربع مرات مع فريقه على لقب السوبر بول، وهي البطولة الوطنية لكرة القدم الأمريكية. لكن مايك تعرض لعدة إصابات دماغية رضية بسبب ممارسته لهذه الرياضة العنيفة وتوفي مبكراً في سنة 2002 وهو في الخمسين من عمره. اكتشف الأطباء بعد تشريح جثته وجود ارتجاجات في الدماغ، ولذلك يعد مايك أول لاعب يصاب بأمراض الدماغ الناتجة عن الرياضة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/G.J. Puskar
الطبيب الشرعي بينيت أومالو (وسط الصورة) هو أول طبيب يختص بعلاج وتشخيص أضرار الدماغ المزمنة الناتجة عن ممارسة الرياضة. تعرض أومالو للكثير من الضغوطات والتهديدات للتوقف عن البحث عن أسباب هذه الأمراض، لكنه أستمر في عمله ما جعله نجماً عالمياً، وهو ما حفز المخرج بيتر لانديسمان (يمين) لعمل فيلم يروي قصة حياته من بطولة ويل سميث (يسار). الفيلم يحمل عنوان "كونكشن" (وتعني ارتجاج الدماغ).
صورة من: picture alliance/AP Photo/M.S. Gordon
الصدمات التي تصيب الرأس تسبب تغيرات سلوكية وإدراكية للشخص، ويسمى هذا المرض "سي تي إي" أو "خرف ارتجاج الدماغ". ويحدث لدى الملاكمين مثلاً فقدان القدرة على الكلام والكآبة والخرف. وتسبب الصدمات المتكررة أضراراً في الخلايا العصبية بالدماغ وإطلاق البروتينات التي تتجمع في الجسم، مسببة التغيرات السلوكية وزيادة الميل إلى العنف وارتفاع الرغبة في الانتحار.
صورة من: picture-alliance/dpaW. Grubitzsch
انتحر الكثير من لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية بين عامي 2008 و2015، مثل تيري لونغ وتوم ماكهيل ويوفان بيلشر وأدريان روبنسن وديف ديورسون (في الصورة)، الذي انتحر في سنة 2011 وتبرع بدماغه للطب. وبعد الكشف على الدماغ وجد الأطباء إشارات على وجود مرض خرف ارتجاج الدماغ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Walsh
حتى في عالم الكرة القدم يعاني بعض اللاعبين من إصابات الدماغ، إذ تعرض لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم كريستوف كريمر في المباراة النهائية لمونديال 2014 لصدمة في الدماغ، لكنه استمر في اللعب لدقائق بعد ذلك، ما كاد يعرضه لخطر الإصابة بـ"الصدمة الثانية"، التي قد تؤدي إلى خرف ارتجاج الدماغ. المشكلة التي يعاني منها الرياضيون والأطباء هي افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة طبياً للتعرف على المرض.
صورة من: picture alliance/dpa/T.Eisenhuth
يمكن للاعبي كرة القدم التعرض لإصابات الدماغ عبر الاحتكاك بالرأس مثلاً مع لاعب آخر. وذكرت دراسة حديثة صادرة عن المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية أن مخاطر التعرض لإصابات الدماغ تصل إلى نحو 38 في المائة عند لاعبي الدفاع وإلى 28 في المائة عند لاعبي خط الوسط والهجوم وإلى سبعة في المائة عند حراس المرمى.
صورة من: picture alliance/dpa/N.Schmidt
تعد الرغبي أكثر الرياضات التي تحدث فيها حالات خرف ارتجاج الدماغ، بالإضافة إلى ارتجاج الدماغ والإصابة الدماغية الرضية، حسب المؤسسة الاتحادية الألمانية للعلوم الرياضية، ومن ثم تتبعها كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد وكرة السلة. وتعد الإصابات في الدماغ بسبب ممارسة كرة القدم قليلة مقارنة بالرياضات الأخرى، ولكن وبسبب انتشار اللعبة جماهيرياً تنتشر هذه الحالات بين ممارسيها.
الكاتب: زمن البدري/ DW