هل تؤدي حقن فقدان الوزن إلى تأخر ظهور أعراض الشيخوخة؟
٣ سبتمبر ٢٠٢٤
اشتهرت حقن أنقاص الوزن التي يستعملها أيضا مرضى السكري بفعاليتها الكبيرة، مما جعل الإقبال عليها يتزايد. فهل تساعد أيضا على الشفاء من أمراض أخرى، وتأخر الشيخوخة؟
إعلان
اهتم الباحثون في الآونة الأخيرة بتأثير حقن إنقاص الوزن على مختلف الأمراض الأخرى، ومدى إسهامها في تحسن صحة من يتابعون العلاج اعتمادا عليها، إن كان لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، أو لإنقاص الوزن.
واتضح أن عقاري Wegovy وOzempic يتجاوزان المهمتين الأساسيتين اللتين يوصفان لأجلها. فحسب الدراسات العلمية الجديدة، فإن المكون الرئيسي لهذا الدواء، سيماغلوتيد، يمكن أن يساهم في إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية. لكن كيف؟
يشرح البروفيسور هارلان كرومهولز، من كلية الطب بجامعة ييل، بعد نشر العديد من الدراسات الجديدة في أكبر مؤتمر لأمراض القلب في العالم ESC في لندن، أن العنصر الأساسي للدواء له "فوائد كثيرة تتجاوز ما تخيلناه في الأصل".
ويمكن حسب الخبراء، استخدام العقار لعلاج العديد من الأمراض المرتبطة بفشل القلب والتهاب المفاصل ومرض الزهايمر والسرطان أيضا. وقال كرومهولز في تقرير لموقع "تي أونلاين" الألماني: "لن يكون من المفاجئ بالنسبة لي أن نلاحظ إبطاء عملية الشيخوخة على المرضى الذين يتعالجون اعتمادا على هذا العقار لما له من تأثير إيجابي على الصحة عموما".
المكون الأساسي فعال ضد كورونا!
وبين تقرير آخر لصحيفة الغارديان البريطانية فعالية هذه الأدوية، مشيرا إلى أن العديد من الدراسات الأمريكية التي أجريت حول الحالة الصحية لما يزيد عن 17600 شخص تفوق أعمارهم 45 عاما، كانوا يستخدمون الأدوية التي تحتوي على عقار سيماغلوتيد لمدة ثلاث سنوات. أغلبهم كانوا يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن ويعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، لكنهم غير مصابين بمرض السكري.
وكشفت الدراسات أن الأشخاص ضمن هذه الفئات، كانوا أقل عرضة للوفاة حتى مرضى القلب والأوعية الدموية ومن أصيبوا بفيروس كورونا. كما أوضحت الدراسات أن الأشخاص الذين استعملوا الدواء لإنقاص الوزن كانوا أكثر عرضة للإصابة بكوفيد، لكن الوفايات في صفوفهم كانت أقل.
حقنة إنقاص الوزن والاقتداء بالمشاهير
03:53
علاج لمرضى قصور القلب!
ساهم الدواء في الحماية من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب لدى كل المستعملين بغض النظر عن جنسهم، لكن الفعالية كانت أكثر وضوحا بالنسبة للنساء. كما أن العلاج أدى إلى تحسين أعراض أمراض قصور عضلة القلب وخفض مستويات الالتهاب في الجسم، سواء كان المشاركون قد فقدوا الوزن أم لا.
وقال بنجامين سيريكا، المشرف الرئيسي على إحدى الدراسات ذات الصلة، والبروفيسور المتخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن النتائج "تؤكد أن الوزن الزائد والسمنة يزيدان من خطر الوفاة لأسباب عديدة، لكن العلاج بالسيماغلوتيد يمكن أن يغير ذلك".
جدير بالذكر أن هذه الأدوية لا تمنح إلا بموافقة الطبيب، وتعمل على سد الشهية، وتتوفر على شكل حقن. وقد حذر الخبراء من أنها لا تعد حلا سريعا لإنقاص الوزن أو بديلا لنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، ويجب تناولها فقط تحت إشراف طبي، وأن لها أيضا آثارا جانبية، لعل الأكثر شيوعا منها هو الغثيان واضطراب المعدة والانتفاخ.
م.ب
الكبد الدهني.. مخاطره وطرق الوقاية منه!
يعد الكبد من الأعضاء التي تدهش المختصين بعدد عملياته ووظائفه في الجسم، لكن العادات الغذائية السيئة والسمنة وقلة الحركة تعرقل هذه العمليات فيُصاب المرء بـ "الكبد الدهني"، فما هو؟ وكيف نتخلص منه؟
صورة من: Fotolia/ag visuel
معمل كيميائي يثير حيرة العلماء
في بطن كل إنسان معمل كيميائي عالي التخصص، يُدهش العلماء مراراً وتكراراً بعمله على إزالة السموم وإنتاج الهرمونات والمساعدة في هضم الدهون لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية والتحكم بمستويات السكر في الدم. إنه الكبد الذي يعلّم حتى جهازنا المناعي على التمييز بين الصديق والعدو وبنحو 500 عملية استقلابية يحمي الكبد أعضاء الجسم ويضمن ديمومة عافيتها.
صورة من: dpa-infografik
عادات غذائية سيئة
لكن هذا العضو وبكل ما يمنحه لديمومة الحياة، يعاني ببطء، بسبب العادات الغذائية السيئة تتزايد أعداد المصابين بما يسميه الأطباء "الكبد الدهني" أو "تدهن الكبد". وتقول الإحصائيات إن كل ثالث شخص بالغ في الدول الصناعية المتقدمة يعاني من "الكبد الدهني غير الكحولي" المتأتي من التغذية الخاطئة وزيادة الوزن وقلة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
ما هي الأعراض؟
مرض الكبد الدهني من الأمراض الصامتة عموماً، ليست له أعراض، وخصوصاً في مراحله الأولى. ومع تقدم المرض يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل التعب وفقدان الشهية والضعف والغثيان وتأثر القدرة على اتخاذ القرارات ومشاكل التركيز. وفي حالات أخرى: أوجاع البطن، خصوصاً في الجانب الأيمن العلوي منه، وظهور بقع داكنة في بعض أماكن الجسم، خصوصاً على الرقبة ومنطقة تحت الإبطين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose
علاقة وثيقة بمرض السكري
ويتحدث الأطباء عن الـ "كبد الدهني" فقط عندما يخزن العضو أكثر من خمسة بالمائة من وزنه من الدهون. ويرتبط هذا المرض ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع 2. وفي أسوأ الحالات يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/J. Tack
سيد التجديد
لا توجد أدوية تقلل من تراكم الدهون على الكبد، لكن الكبد نفسه هو سيد التجديد، كما تقول الدراسات العلمية، إذ يمكن له يتعافى تماماً حين يغير المصابون بهذا المرض نمط حياتهم في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/A.& H.-F.Michler/OKAPIA
هكذا يذوب دهن الكبد
العلاج الأكثر فعالية لمرض الكبد الدهني في مراحله البسيطة هو: فقدان الوزن. والقليل منه يأتي نتائج كبيرة، فإنقاص الوزن بنسبة 5 بالمئة فقط يمكن أن يكون كافياً لتقليل نسبة الدهون من 20 إلى 30 بالمئة، كما جاء في دراسة لمستشفى توبينغن التعليمي. وينصح الأطباء بـ "إنقاص الوزن المؤهل" المعتمد على تغيير غذائي طويل الأجل، يُستغنى فيه عن الفركتوز والكربوهيدرات والأحماض الدهنية المشبعة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Begsteiger
مرضى السكري
أما المرضى الذين يعانون من مرض السكري فيجب أن يُدعمون بأدوية السكر في الدم والتي تساعد أيضاً في إنقاص الوزن. عن ذلك يقول اختصاصي أمراض الكبد أندرياس فريتشه: "عندما يجتمع السكري والكبد الدهني، نفضل وصف أدوية انقاص الوزن مثل نظائر GLP-1 ومثبطات SGLT-2".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
المكسرات بدلا من الكعك.. والخضروات بدلا من الشوكولاتة الحلوة
بمجرد أن يصبح الكبد في صحة جيدة يستطيع هذا العضو المهم تنفيذ مهامه الأيضية مرة أخرى دون قيود، ما ينعكس على كافة أعضاء جسم الإنسان، فتتحسن حساسية الكبد للأنسولين وينخفض معدل السكر في الدم وتتراجع نسبة الدهون في الدم. ولتحقيق ذلك يجب جعل المكسرات بديلاً عن المعجنات والابتعاد عن كل ما يحتوي على معدلات عالية من السكر، مقابل تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة منخفضة الدهون.