لطالما يشعر المريض بعد تعافيه من الانفلونزا بالتعب والخمول والإجهاد عند أقل مجهود عضلي وعقلي يبذله. فهل تتبع الإصابة بالانفلونزا حالة من الإنهاك والإجهاد النفسي تتطور إلى الاكتئاب؟
إعلان
الانفلونزا، ذلك المرض الفيروسي الذي يتميز بالتفشي الموسمي على نطاق واسع، يمكن أن يؤدي إلى حالة من الاكتئاب. وقد توصل باحثون في المستشفى الجامعي بمدينة فرايبورغ الألمانية إلى أن الالتهابات الفيروسية التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى عُسرٍ في المزاج أحد أسبابها هو البروتين CXCL10--، الذي يُقاوم في العادة الفيروسات، حسب ما جاء في الموقع الألماني المختص بشؤون الصحة "هايل براكسس نيت".
وخلُصت الدراسة التي قام بها باحثو المستشفى الجامعي الألماني بمدينة فرايبوغ إلى أن بروتين CXCL10-- يقوم بالإضافة إلى جذب الخلايا المناعية، التي تدافع عن الجسم ضد الأمراض المعدية، يقوم أيضا بإعاقة عمل الخلايا العصبية في قرن آمون. وكما ذكر تقرير نشره موقع "أوغسبورغر ألغيماينه" فإن إعاقة عمل الخلايا العصبية يؤثر سلبا على عملية نقل معلومات إدراك وتقييم العواطف والمدارك الحسية. وبما أن عمل هذه الخلايا العصبية يتعرض للخلل بعد الإصابة بالانفلونزا فإن نظام الإنذار والاستشعار للاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق يتأثر أيضا ما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب.
في صور...أعراض الاكتئاب الشتوي وطرق علاجه
يعد الاكتئاب الشتوي من الأمراض التي تظهر في فصل الشتاء وتختفي مع بداية الربيع، جولة مصورة للتعرف على أعراض الاكتئاب الشتوي وطرق علاجه.
صورة من: lunamarina/Fotolia.com
ما هو الاكتئاب الشتوي؟
هبوط مفاجئ في المزاج وإرهاق مستمر ونقص في الطاقة والحاجة الى النوم المفرط والشهية المفرطة. هي أعراض شائعة لدى الكثيرين في الشتاء وتذهب بحلول فصل الربيع. يرجع خبراء الأمراض النفسية أسباب هذه الأعراض إلى الإصابة باكتئاب موسمي والمعروف أيضا باكتئاب الشتاء.
صورة من: Fotolia/Jochen Schönfeld
أعراض غير مقلقة
وبحسب رأي خبراء الأمراض النفسية فإن معالجة هذه الأعراض ليس ضروريا، إلا إذا استمر الشعور بهذه الأعراض لفترات طويلة، فهنا ينصح الخبراء بضرورة استشارة الطبيب.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
أين يكثر انتشاره؟
وتبلغ نسبة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشتوي في أوروبا حوالي 9 بالمائة وتختلف أعراضه من شخص لآخر. وهو مرض يكثر انتشاره في الدول الاسكندنافية وألمانيا بينما ينخفض في البلدان المطلة على البحرالأبيض المتوسط .
صورة من: picture-alliance/dpa
تشخيص ليس بالسهل
ولا يعد تشخيص الاكتئاب الشتوي أمرا سهلا. وترجع صعوبة التشخيص إلى ضرورة تمييز أعراض الاكتئاب المعتاد والذي غالبا ما يبدأ بفقدان الشهية والأرق.
صورة من: hikrcn/Fotolia
علاج الاكتئاب الشتوي ضوئيا
يؤكد خبراء الأمراض النفسية أن للضوء دور كبير في علاج الاكتئاب الشتوي على عكس الاكتئاب العادي، إذ يتم استخدام مصابيح خاصة تبلغ استطاعتها القصوى حوالي 10 آلاف درجة يتم تسليطها على المريض لمدة 30 دقيقة في الجلسة الواحدة. وتختلف شدة الإضاءة بحسب درجة الاكتئاب. ويحتاج العلاج الضوئي مدة أسبوعين. وللحصول على أفضل نتائج للعلاج ينصح الأطباء بإجراء المعالجة صباحا، وتتميز هذه الطريقة بعدم وجود أعراض جانبية.
صورة من: picture-alliance/ dpa
نصائح يومية
ويشدد خبراء الأمراض النفسية على ضرورة إجراء بعض التغييرات في روتين الحياة اليومي. ولدى البقاء لفترات طويلة في المنزل ينصح خبراء الأمراض النفسية بالنظر من خلال النوافذ أو القيام بتغيير مكان العمل وإنارة المكاتب بشكل كاف.
صورة من: Petro Feketa/Fotolia
الاختلاط بالآخرين
على الرغم من نقص الطاقة الذي يميز اكتئاب الشتاء، يوصى خبراء الأمراض النفسية بالاختلاط مع الناس والابتعاد عن العزلة.
صورة من: Fotolia/ETIEN
الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن
يوصي خبرا الأمراض النفسية بتناول أطعمة مركبة من الكربوهيدرات المعقدة، بحيث تكون عملية الهضم طويلة ويحافظ الجسم على نسبة السكر في الدم وعلى نسبة السيروتونين في حالة مستقرة لفترة طويلة.
صورة من: Fotolia
ممارسة الرياضة بشكل متكرر
أحد التفسيرات لظهور الاكتئاب في فصل الشتاء هو التغيرات الهورمونية في الجسم، بما في ذلك انخفاض مستوى السيروتونين الذي يسبب الاكتئاب. القيام بنشاط رياضي يزيد من مستوى السيروتونين، ما يعني أنه بمثابة مضاد طبيعي للاكتئاب.
صورة من: lunamarina/Fotolia.com
9 صورة1 | 9
واعتمد الباحثون في تجربتهم على فئران لدراسة مدى تأثير العدوى الفيروسية على سلوك الحيوانات وقاموا بقياس القدرة التعلمية والحالات المزاجية لهذه الحيوانات بعد تعافيها من الانفلونزا. ووفقا للمعلومات التي توصل لها الباحثون في تجربتهم فإن الحيوانات التي أصيبت بالانفلونزا كانت ضعيفة القدرات التعلمية ونشاطها قليل. وبرر فريق الباحثين من المستشفى الجامعي بفرايبورغ ذلك بأن: "حسب البيانات المتوفرة وبما لا شك فإن عمل بروتين CXCL10-- يقع له خلل مع بداية الإصابة بالعدوى الفيروسية ما يُفسر التغييرات السلوكية بعد ذلك".