هل تتخلى تركيا عن دعم الإيغور وتسلم المطلوبين منهم للصين؟
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠
وسط مخاوف الإيغور المقيمين في تركيا من الترحيل إلى لصين عقب المصادقة على اتفاقية تبادل مطلوبين، قللت أنقره من هذه المخاوف لدى هذه الجالية المسلمة، لكن تقارير اتهمت أنقرة بإعادة إيغور سرا إلى الصين عن طريق طرف ثالث.
إعلان
تظاهر مواطنون من الإيغور مقيمين في تركيا اليوم الأربعاء (30 ديسمبر/كانون الثاني 2020) لليوم التاسع على التوالي للتعبير عن مخاوفهم إزاء اتفاقية تبادل المطلوبين بين الصين وتركيا، وذلك بعد مصادقة بكين السبت الماضي على المعاهدة المبرمة في 2017.
وقللت تركيا من مخاوف أن تؤدي هذه الاتفاقية حول تبادل مطلوبين مع الصين، إلى قيام أنقرة بترحيل جماعي للإيغور المسلمين.
ويذكر أن البرلمان التركي لم يصادق بعد على الاتفاقية، لكن الموافقة عليها في بكين أثارت توترا لدى جالية الإيغور المقدر عدد أفرادها بنحو 50 ألفا.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المتحدث باسم مجلس الإيغور العالمي ديلكسات راكسيت إن "هذه الاتفاقية تثير رعب الإيغور الذين هربوا من الصين ولم يحصلوا بعد على الجنسية التركية". وأضاف "ندعو الحكومة التركية (...) إلى الحؤول دون أن تصير هذه الاتفاقية أداة اضطهاد"، مؤكدا أن بكين تمارس ضغطا اقتصاديا على تركيا حتى تصادق على الاتفاقية.
في غضون ذلك لم يذكر وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو متى يحتمل أن يناقش البرلمان التركي الاتفاقية، لكنه قال إن المصادقة عليها لا تعني أن "تركيا سترحل إيغورا إلى الصين". وأضاف في تصريحات للصحافيين في أنقرة "حتى الآن، كان هناك طلبات من الصين لعودة (أشخاص) فيما يتصل بإيغور في تركيا. وكما تعلمون فإن تركيا لم تتخذ خطوات كهذه".
واعتبر جاويش أوغلو أنه سيكون "من الخطأ وغير العادل القول إنها اتفاقية من أجل ترحيل الإيغور. نحن أكثر حساسية تجاه مسائل كهذه من آخرين".
لكن تقارير إخبارية اتهمت تركيا بإعادة إيغور سرا إلى الصين عن طريق دول ثالثة. وقد نشرت مقالات صحافية تتهم تركيا بتسليم أشخاص من الإيغور سرا إلى الصين، أثارت ضجة في صفوف الرأي العام.
معاناة أقلية الايغور في معسكرات إعادة التأهيل في الصين
03:53
ويتحدث الإيغور إحدى فروع اللغة التركية ويرتبطون بعلاقات ثقافية مع تركيا تجعلها مقصدا مفضلا لهم لتجنب الاضطهاد في إقليم شينجيانغ بشمال غرب الصين. وكانت أنقرة منذ أمد طويل أحد المدافعين الرئيسيين عن قضية الإيغور، لكن ذلك تراجع مؤخرا، حسب مراقبين.
وتركيا هي الدولة الوحيدة ذات الغالبية المسلمة التي دانت حتى الآن علنا معاملة الإيغور في الصين، واعتبرت وزارة الخارجية التركية بداية 2019 أنها تمثل "عارا على الإنسانية". لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشاد العام الماضي بالسياسة الصينية في إقليم شينجيانغ، واعتبر أن الناس "سعداء" هناك، وفق ما نقلت عنه "وكالة أنباء الصين الجديدة" الرسمية.
وفرضت الصين في منطقة شينجيانغ (شمال غرب) سياسة رقابة قصوى على الإيغور إثر وقوع هجمات دموية ضد مدنيين، تحمّل بكين انفصاليين أويغور إسلاميين مسؤوليتها. ووفق خبراء أجانب، تعتقل السلطات الصينية مليون شخص على الأقل أغلبهم إيغور في "معسكرات" تصفها بكين بأنها "مراكز تدريب مهني" غايتها مساعدة السكان على إيجاد وظائف والوقاية من التطرف. ولجأ آلاف الإيغور إلى تركيا، ويقولون إنهم ضحايا اضطهاد.
عندما تصطدم السياسة بالرياضة
أثار دعم اللاعب الدولي الألماني مسعود أوزيل أقلية الإيغور في الصين وانتقاده صمت الدول الإسلامية على اضطهادها موجة من ردود الفعل السياسية. فيما يلي نظرة على بعض الاحتجاجات السياسية في عالم الرياضة.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
أوزيل يدعم أقلية الإيغور
تحول لاعب أرسنال الإنجليزي مسعود أوزيل والفائز بكأس العالم مع المنتخب الألماني إلى شخصية سياسية في السنوات الأخيرة. لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أدى إلى نهاية مسيرته الكروية مع منتخب المانشافت. صانع الألعاب أثار الانتقادات في بكين بعد تعليق نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتقد خلاله صمت المسلمين إزاء تعرض أقلية الإيغور المسلمة للاضطهاد في الصين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Stansall
نضال إميلي دافيسون القاتل
أوائل الأمثلة على الاحتجاج من عالم الرياضة تعود إلى عام 1913، يومها انتصرت الحركة المنادية بحق المرأة في الاقتراع بفضل الاحتجاج القاتل لإميلي دافيسون. في يوم سباق الخيل "دربي" في إبسوم دخلت دافيسون المضمار ليصدمها حصان الملك جورج الخامس "أنمر". كانت دافيسون تقاتل من أجل حق المرأة في الحصول على التصويت، وهو ما حدث بعد خمس سنوات.
صورة من: picture-alliance/dpa/empics/S&G
محمد علي يرفض تجنيد الجيش
رفض محمد علي التجنيد للقتال من الجيش الأمريكي في حرب فيتنام عام 1967. وأرجع نجم الملاكمة قراره إلى معتقداته الإسلامية ومعارضته للحرب. وألقي القبض على "كلاي" وأُدين لاحقًا بتهمة التهرب وجُرِّد من ألقابه، وجرى تعليق رخصة قتاله. وبقي كلاي، خارج الحلبة لمدة ثلاث سنوات حتى ألغيت إدانته في عام 1971.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Press
تحية "بلاك باور"
كانت واحدة من أكثر الاحتجاجات شهرة في عالم الرياضة عام 1968، عندما هز تومي سميث وجون كارلوس الأولمبياد في المكسيك بتحية "بلاك باور" على منصة التتويج بنهائي سباق 200 متر رجال. ونحى اللاعبان رأسيهما ورفعا القبعات السوداء على المنصة بينما يُعزف النشيد الوطني الأمريكي في خطوة أثارت غضب ملايين الأميركيين.
صورة من: AP
عبدالرؤوف يحتج على النشيد الأمريكي
احتّل لاعب كرة السلة الأمريكي محمود عبد الرؤوف عناوين الصحف في عام 1996 عندما رفض الوقوف للنشيد الوطني قبل المباريات، معتبرا أن العلم الأمريكي كان رمزًا للقمع. وقال أيضًا إن هذا الموقف يتعارض مع معتقداته الإسلامية. أوقفه الدوري الاميركي للمحترفين وفرض عليه غرامة أكثر من 31 ألف دولار لكل مباراة فاتته بسبب الإيقاف. غير أنه توصل بعد أيام من الخلاف إلى حل وسط مع الدوري.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Spencer Green
كاثي فريمان ترفع العلمين
في دورة ألعاب الكومنولث عام 1994، احتفلت كاثي فريمان بانتصاراتها في سباق 200 متر و400 متر من خلال
رفع علم إستراليا الوطني وعلم السكان الأصليين احتفاءً بأصولها. ووجه منظمو اللعبة للعداءة عقوبة اللوم، لكن فريمان احتفلت بالميدالية الذهبية في منزلها في سيدني عام 2000 بحملها كلا العلمين مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/EMPICS
بواتينغ ضد الهتاف العنصري
اتخذ لاعب كرة القدم الغاني المولد في ألمانيا كيفن برينس بواتينغ موقفًا ضد الهتافات العنصرية في عام 2013 من خلال الخروج من الملعب في مباراة ضد فريق الدرجة الرابعة الإيطالي برو باتريا. توقفت المبارة بعد 26 دقيقة عندما استهدف جزء من مشجعي فريق برو باتريا لاعب خط وسط ميلان الذي كان هو آنذاك، وكان رد فعله على الإيذاء بالتقاط الكرة وركلها عند الحشد في المدرجات خلفه.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Pizzoli
"لا استطيع التنفس"
تحتل حركة "حياة الأشخاص السود" موقع الصدارة في العديد من الاحتجاجات والحملات في السنوات الأخيرة بالولايات المتحدة. كان من أبرزها عام 2014 عندما ارتدى ليبرون جيمس وزملاؤه في دوري السلة الأميركي للمحترفين كيري إيرفينغ وجاريت جاك وكيفن جارنيت قمصان "لا أستطيع التنفس" في إشارة إلى الكلمات الأخيرة لإريك غارنر، وهو أمريكي أسود غير مسلح توفي بعدما وضعه ضابط الشرطة في مخبأ.
صورة من: imago/UPI Photo
احتجاج عند خط النهاية
صنع صاحب الميدالية الفضية الأوليمبية فيسا ليليسا اسمًا له في أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو - لكن هذا لم يكن بالضرورة لأدائه في الماراثون. حينما وصل العداء الإثيوبي خط النهاية في المرتبة الثانية وضع ذراعيه فوق رأسه تضامناً مع نشطاء "الأورومو" الذين نظموا احتجاجات في إثيوبيا طلبا للجوء.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Morin
ركوع كوبرنيك على الركبة
ركع لاعب كرة القدم الأمريكية كولن كوبرنيك على ركبته خلال النشيد الأمريكي في عام 2016، مما أدى إلى حملة "اركع على الركبة" احتجاجا على التمييز والعنف العرقي في الولايات المتحدة. انتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة كوبرنيك والحركة الشهيرة مما أدى إلى غضب اللاعبين والعديد من المواطنين الأمريكيين على حد سواء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. J. Sanchez
"يجب أن ندعو إلى التغيير"
جوين بيري وريس إمبودين أظهرا أيضا غضبهما من القضايا الاجتماعية في الولايات المتحدة. قبل عام من التنافس أمام جماهير ضخمة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، حيث احتج الاثنان على سياسات دونالد ترامب بعدما ركع أحدهما على ركبته في اللقطة التي اشتهر بها كولن كوبرنيك، وقام الآخر برفع يده على غرار تومي سميث وجون كارلوس قبل عقود.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Lima 2019 News Services/J. Sotomayor