هل لطاقة الرياح عواقب وخيمة على البيئة حقا؟ دراسات أظهرت أنه من الممكن أن يكون هناك تغير محلي في درجة حرارة التربة بالقرب من توربينات الرياح، فهل يمكن لذلك أن يكون سببا في جفافها؟
إعلان
تعد طاقة الرياح عنصرا رئيسيا في الجهود المبذولة لخفض انبعاثات الكربون، لكن هناك الكثير من اللغط في وسائل التواصل الاجتماعي حول توربينات الرياح. كلام يتم تسريبه يزعم أن دراسة صينية أكدت أن توربينات الرياح من شأنها أن تتسبب بالمزيد من الجفاف.
وتظهر الدراسة في الواقع أن رطوبة التربة انخفضت في بعض مزارع الرياح في الصين، ومع ذلك، هذا لا يعني الجفاف، كما لم يتم فحص أسباب ذلك في الدراسة. ويقول خبراء لوكالة فرانس برس إن توربينات الرياح ليس لها تأثير واسع النطاق على جفاف البيئة أو المناخ العالمي.
الادعاء القائم على شبكات التواصل الاجتماعي بأن توربينات الرياح تسبب المزيد من الجفاف، يقول أيضا إن أجزاء من ألمانيا أصبحت "منطقة جافة" بسبب هذه التوربينات، كما جاء في تقرير لـ "القناة الألمانية الأولى". لكن الأدلة المقدمة تبقى مجرد فرضيات.
في الحقيقة الدراسة لا تدعم هذه الادعاءات على الإطلاق، كما يقول بيرنهارد ستوفيساندت، رئيس قسم الأرصاد الجوية للديناميكة الهوائية وطاقة الرياح العددية، معهد فراونهوفر لأنظمة طاقة الرياح (IWES): "الأمر الخاطئ بالتأكيد هو أن نربط توربينات الرياح بظاهرة الاحتباس الحراري والمناخ على نطاق واسع".
ويضيف العالم ستوفيساندت من معهد فراونهوفر: "هذه التوربينات ليست مسؤولة عن حالات الجفاف الحقيقية أيضا".
الأمر بسيط جدا، لأن توربينات الرياح ليست عالية بما فيه الكفاية للتأثير على طبقات الهواء التي تنشأ فيها السحب ويتشكل فيها هطول الأمطار، وهذا أيضا ما قاله ماتياس مودر، رئيس قسم علم المناخ الحضري والبيئي في معهد كارلسروه للتكنولوجيا وأستاذ علوم الأرصاد الجوية في جامعة دريسدن التقنية.
العالم مودر يرى أنه لا توجد دراسات حول هذا الموضوع ومن السخافة للغاية ربط نقص هطول الأمطار بتوربينات الرياح.
ع.اع.
الازدهار العالمي لطاقة الرياح
تزدهر توربينات الرياح المولدة للكهرباء . ففي نهاية عام 2013 بلغت الطاقة التي تم توليدها من الرياح حوالي 319 غيغاواط. وهو ما يعادل كمية الطاقة التي يتم إنتاجها عبر أكثر من 500 محطة طاقة تعمل بالفحم.
صورة من: H. Grabe/OSTWIND
طاقة الرياح في 103 دولة
توجد أغلب توربينات الرياح لتوليد الكهرباء حتى الآن في أوروبا وأسيا والولايات المتحدة، وبدأ الاهتمام بهذا التوجه في أمريكا الجنوبية وشرق أوروبا أيضا. وحاليا يتم توليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح في كثير من البلدان وهي تغطي 4 بالمائة من الاحتياج العالمي للكهرباء.
صورة من: Jan Oelker
طاقة رخيصة وآمنة
طاقة الرياح صديقة للبيئة وآمنة في الأزمات ووهي مستقلة عن الطاقة المستوردة ورخيصة مقارنة بأنواع الطاقة الأخرى. إذ تتراوح تكلفة واحد كيلوواط ساعي من طاقة الرياح ما بين 5 إلى 10 سنتا (يورو).
صورة من: Paul Langrock/OSTWIND
زيادة في الطلب على توربينات الرياح
تتوفر توربينات الرياح حاليا بأحجام مختلفة. توربينات صغيرة تكفي لتلبية احتياج قرية صغيرة أو عدة منازل صغيرة كهذه الموجودة في بيرو . ويتزايد العرض والطلب على توربينات الرياح الصغيرة في جميع أنحاء العالم.
صورة من: DW
مولد يكفي لـ1900 عائلة ألمانية
وتشهد توربينات الرياح تطورا باتجاه آخر، إذ يشهد حجمها ازديادا ملحوظا، كهذا المولد الذي يظهر الصورة اذ تبلغ استطاعته 3.4 ميغاواط وتكفي لتغطية احتياجات 1900 عائلة ألمانية.
صورة من: Jan Oelker
رغم قلة الرياح مربحة
يمكن نصب توربينات الرياح حتى في الأماكن التي تكون فيها قوة الرياح ضعيفة. إذ يتم ببناء أبراج أعلى، وتكون أجنحة المولد أكبر، وهنا تعد ألمانيا رائدة إذ يتم نصب المزيد من المولدات في المناطق الداخلية وحتى في وسط الغابات.
صورة من: Juwi
مزارع رياح كبيرة في البحر
حتى الآن يعد الحصول على طاقة الرياح من البحر أمر غير شائع جدا بسبب ارتفاع تكاليف الإنشاءات وصيانتها. وتعد بريطانيا رائدة، إذ يمكنهم توليد استطاعة كهربائية تصل إلى ثلاثة غيغا واط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الدانمارك هي الرائدة عالميا
تعد الدانمارك الرائدة عالميا في مجال طاقة الرياح. إذ توفر حوالي 40 بالمائة من احتياجات الطاقة الكهربائية عبر توربينات الرياح، وينبغي أن تصل إلى 50 بالمائة بحلول عام 2020.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحصول على الغاز من طاقة الرياح
بالتحليل الكهربائي يمكن الحصول على غاز الهدروجين من طاقة الرياح. ويمكن تخزين هذا الغاز لاستخدامه فيما بعد. وفي ألمانيا توجد التجهيزات الأولية لهذه التقنية.
صورة من: ENERTRAG/Tom Baerwald
ملكية الرياح تعود لمن؟
تعود ملكية مزارع الطاقة في ألمانيا إلى السكان المحليين، مثلا في قرية "شلالخ"في ألمانيا، تستفيد هذه القرية من بيع الكهرباء. وتشهد هذه المشاريع نموا متزايد وقبولا في جميع أنحاء العالم.
صورة من: Erich Grabow
صناعة طاقة الرياح مستقبلا
تعد معارض توربيانات الرياح في ألمانيا من أهم المعارض في مجال التكنولوجيا. فإلى جانب المعرض التجاري لطاقة الرياح الذي يقام في "هوسوم" شمال ألمانيا يوجد حاليا معرض آخر لطاقة الرياح في هامبورغ. أكثر من 1200 عارض من 30 دولة يعرضون أحدث الصيحات والاختراعات في هذا المجال.
صورة من: HUSUM WindEnergy/Messe Husum & Congress
سياسة مقيدة
الكثير من توربينات الرياح لتوليد الكهرباء يتم إنشائها حاليا في ألمانيا. 9 بالمئة من الكهرباء يتم توليدها عبر طاقة الرياح ويمكن أن تصل إلى 16 بالمائة بحلول عام 2020. إلا أن السياسية الألمانية تضع بعض القيود، ويأمل العاملون في هذا المجال تسهيل هذه القيود ابتداء من عام 2016.