1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتإيران

رغم تشدد المواقف.. واشنطن وطهران ترغبان في توقيع اتفاق نووي

٢٨ مايو ٢٠٢٥

رغم التصريحات النارية، تجري الولايات المتحدة وإيران مفاوضات بشأن اتفاق مؤقت محتمل بخصوص البرنامج النووي المثير للجدل، ويحتاج البلدان لهكذا اتفاق. وتلعب دول الخليج العربية دوراً رئيسياً كوسيط في هذه المسألة. كيف ذلك؟

صورة مركبة للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب (24/4/2025)
صورة مركبة للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

بعد المحادثات النووية مع إيران الجمعة الماضية (23/5/2025)، يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن هناك "خُطا تقدم حقيقية وجادة". وفي ولاية نيوجيرسي قال للصحفيين الحاضرين يوم الأحد، قبل عودته إلى واشنطن، إن المحادثات مع إيران كانت "جيدة جدا". وأضاف: "أعتقد أننا قد نعلن قريبًا بعضا من الأخبار الجيدة من الجبهة الإيرانية".

لهذه الأسباب تهتم واشنطن بعقد اتفاق مع طهران! 

"الولايات المتحدة وإيران تأخذان المفاوضات الحالية على محمل الجد وتريدان التوصل إلى اتفاق"، يقول سينا آزودي في مقابلة مع DW (دويتشه فيله). وآزودي هو أستاذ مساعد في تخصص سياسة الشرق الأوسط في كلية إليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، وهو أيضا خبير في العلاقات الدولية، يركز على السياسة الخارجية الإيرانية ومنع الانتشار النووي.

ويؤكد آزودي أن عقد اتفاقية مع إيران له أهمية كبيرة بالنسبة للحكومة الأمريكية لعدة أسباب، ويوضح: "هناك ثلاث قضايا رئيسية في السياسة الخارجية للبيت الأبيض: الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة والبرنامج النووي الإيراني. وسيكون التوصل إلى اتفاق مع إيران نجاحًا كبيرًا للسياسة الخارجية"، الأمريكية.

"اتفاق نووي" بين واشنطن وطهران.. مسألة وقت فقط؟

17:44

This browser does not support the video element.

الحكومة الإيرانية هي أيضا، ستولي أهمية كبيرة لاتفاق محتمل، يوضح آزودي، ويضيف أنه لم يتبق أمام إيران الكثير من الوقت للتفاوض، فآلية إعادة فرض العقوبات، وهي أحد البنود في الاتفاق الحالي، تقترب من التحقق ساعة بعد ساعة. ومن ثم، فإن كافة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران؛ قد تدخل حيز التنفيذ مجددا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، يضيف آزودي.

ثانياً، لن تقوم إسرائيل بمهاجمة إيران بدون موافقة الولايات المتحدة. ويعتقد السياسيون في طهران أنه مادامت المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران مستمرة، فإن وقوع مثل هذا الهجوم أمر غير مرجح.

ثالثا، الأزمة الاقتصادية في إيران تتفاقم، والعقوبات لها تأثيرات جسيمة، كما يقول آزودي. وقد وعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالعمل على رفعها. ولكنه لم يحقق شيئا حتى الآن، يضيف الخبير بالشأن الإيراني.

اتفاق مؤقت جديد؟

في منتصف أبريل/نيسان، بدأت الولايات المتحدة وإيران محادثات بشأن اتفاق نووي جديد محتمل بوساطة سلطنة عمان. ولا توجد علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 1979، وبالتالي فإن المحادثات بينهما لا تجري إلا عبر دول ثالثة.

الجولات الأربع الأولى من المحادثات بقيت بدون نتائج؛ لأن واشنطن وطهران لم تتمكنا من الاتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم. وتصر طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، في حين تصر الولايات المتحدة على وقف التخصيب تماما.

وبحسب تقارير، نشرتها صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية اليومية، فإن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي اقترح اتفاقا مؤقتا، يجري العمل عليه حاليا.

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (يسار) مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي في سلطنة عمانصورة من: Iranian Foreign Ministry/Anadolu/picture alliance

وأكد مسؤول أمريكي كبير لصحيفة "إسرائيل اليوم" أنه تمت مناقشة إمكانية التوصل إلى اتفاق أولي. بمعنى أنه في البداية يتم تجميد تخصيب اليورانيوم لمدة ثلاث سنوات؛ وفي المقابل ينبغي رفع العقوبات جزئيا.

ولن تكون هذه هي المرة الأولى، التي تتوصل فيها الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق أولي. فقد سبق وأن وقع الجانبان على اتفاق مؤقت في جنيف في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013. واستمرت المفاوضات فيما بعد، والتي أدت بدورها إلى التوصل إلى الاتفاق النووي (خطة العمل الشاملة المشتركة) في عام 2015.

وكان هذا الاتفاق تحديدا، هو الذي أنهى الرئيس الأمريكي ترامب العمل به في عام 2018 خلال ولايته الأولى؛ من أجل التوصل إلى "صفقة أفضل" مع إيران من تلك التي توصل إليها سلفه  باراك أوباما . ورداً على ذلك، بدأت إيران تنأى بنفسها تدريجياً عن الاتفاق. ويعتقد خبراء أن إيران اليوم أقرب إلى إنتاج قنبلة نووية، أكثر من أي وقت مضى.

وتنظر إسرائيل حاليا إلى البرنامج النووي الإيراني على أنه تهديد لوجودها. ولا تعترف القيادة الإيرانية بإسرائيل، وتهدد بتدميرها بشكل منتظم.

لكن طهران تؤكد رسميا أن برنامجها النووي يخدم أغراضا سلمية بحتة. بيد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تشعر بالقلق. وقال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم بمعدل أعلى من أي دولة أخرى غير نووية.

حل يحفظ ماء الوجه

يقول الفيزيائي بهروز بيات إن إيران بحاجة إلى حل يحفظ ماء وجهها حتى تتمكن من المضي قدماً في قضية تخصيب اليورانيوم. عمل بايات مستشاراً خارجياً للوكالة الدولية للطاقة الذرية ويعتبر خبيراً في البرنامج النووي الإيراني.

الوفد الإيراني يصر على حق إيران في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنيةصورة من: KhabarOnline/AFP

ومن بين الخيارات الممكنة لإيران مثلا، تشكيل اتحاد من بلدان في الشرق الأوسط، من بينها إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ومن ثم ستعمل هذه البلدان سويا على تخصيب اليورانيوم.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، اقترحت إيران في مطلع مايو/أيار إشراك دول الخليج في برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وذلك بهدف تبديد الاعتراضات الأمريكية بأن إيران ليس لديها شفافية.

ورغم ذلك، يؤكد بايات أنه من غير الواضح كيف يمكن تنفيذ مثل هذا النموذج على أرض الواقع. ويضيف أنه بالنسبة لإيران، سيكون السماح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم صوريا، حلاً يحفظ ماء وجهها، حتى ولو كان التنفيذ الفعلي يبدو مستبعداً للغاية.

دعم من دول المنطقة

وتدعم دول الخليج المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة. ويقول المحلل السياسي سينا آزودي: "من المهم للغاية بالنسبة لدول المنطقة ألا تندلع حرب جديدة في الشرق الأوسط. فمن يستثمرون في التنمية والتطور يحتاج إلى الأمن والاستقرار".

ويضيف آزودي أنه مع تصاعد التوترات بين أمريكا وإيران خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب، هاجم المتمردون الحوثيون اليمنيون، المتحالفون مع إيران، شركة أرامكو السعودية للنفط والغاز.

"بعد ذلك الهجوم، توقعت الرياض رد فعل واضحًا من قبل الولايات المتحدة، حليفتها الأهم. لكن ذلك لم يحدث"، كما يوضح خبير العلاقات الدولية آزودي، والذي أضاف: "في السعودية، أصبح هناك إدراك متزايد بأن إقامة علاقة أفضل مع إيران قد يكون أكثر فائدة من الناحية الاستراتيجية".

وشهدت العلاقات بين إيران ودول الخليج العربية تغيرات كبيرة في السنوات الأخيرة، وخاصة بين إيران والسعودية. ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2024، زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي العاصمة السعودية الرياض، واجتمع مع ولي العهد السعودي، الحاكم الفعلي للبلاد، محمد بن سلمان.

وردا على تلك الزيارة قام وفد سعودي رفيع المستوى بزيارة لإيران في أبريل/نيسان 2025. حيث قاد وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود وفداً حكومياً إلى طهران والتقى بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي. وبعد سنوات من التوتر، واصلت القوتان الإقليميتان المتنافستان تطبيع علاقاتهما، بل واتفقتا حتى على التعاون العسكري.

أعده للعربية: صلاح شرارة

تحرير: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW