1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تدعم مصر قوات حفتر؟

مصطفى هاشم وريهام مقبل- القاهرة٤ أغسطس ٢٠١٤

بتصاعد المواجهات بين الميليشيات المتقاتلة في ليبيا لتصل إلى قصف بالطائرات الحربية بين إسلاميين وقوات حفتر، وبين فصائل أخرى، يتساءل البعض إذا كانت مصر تلعب دورا حاليا أو مستقبليا وإن كانت تدعم إحدى الفصائل على حساب أخرى.

Libyen Tripolis Explosionen Kämpfe Zintan Brigade 03.08.2014
صورة من: Reuters

يتزايد الحديث مؤخرا عن الدور الذي تلعبه مصر أو من الممكن أن تلعبه في المستقبل بشكل أكبر، خاصة بعد مقتل 21 شخصا من عناصر الجيش المصري في هجوم مسلحين على إحدى نقاط حرس الحدود بمحافظة الوداي الجديد؛ بالقرب من الحدود مع ليبيا في يوليو/ تموز الماضي، والذي عد بمثابة ناقوس خطر لا يمكن تجاهله.

وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية قد كشفت في 7 يوليو الماضي أن مسؤوليين من أجهزة المخابرات المصرية والتونسية والجزائرية اجتمعوا في بداية الشهر نفسه لدراسة تقارير أمنية غربية تحذر من انتقال تنظيم " الدولة الاسلامية"-( داعش سابقا ) إلى ليبيا وسبل مكافحته.

وتسبب احتدام العنف في العاصمة طرابلس وفي بنغازي بشرق البلاد منذ أسبوعين إلى إجبار آلاف الأجانب للنزوح إلى تونس المجاورة طلبا للنجاة من "جحيم المعارك المتصاعدة"، وكثفت مصر جهودها لمساعدة المصريين للخروج من ليبيا.

السيسي: متطرفون يخترقون مصر من ليبيا وينفذون عمليات إرهابية

" أنا عندي حدود ممتدة مع ليبيا اللي بتقوم بتأمينها مصر فقط.. فيه ناس متطرفين بتدخل تعمل أعمال إرهابية داخل مصر"، هكذا قالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوضوح، داعيا المجتمع الدولي بمواجهة مسئولياته "الأمنية والأخلاقية والسياسية" تجاه ليبيا.

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية بسبب تناحر بعض الميليشيات التي ساهمت في الاطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة مسلحة دعمها الغرب عام 2011.

وقال السيسي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي في القاهرة "تناولنا الموقف في ليبيا وتطوره وقلنا إن مهم قوي إن الوقت ميستهلكشي (لا يستنفذ) ويبقى فيه مواجهة حقيقية للواقع اللي بيتشكل في ليبيا على الأرض."

وأضاف "الميليشيات اللي بتتقاتل مع بعضها البعض دي لا بد أن تتوقف والمجتمع الدولي والمجتمع الأوروبي بالذات بعد تدخله عليه التزامات أخلاقية وإنسانية وأمنية تجاه الموقف في ليبيا وده أمر توافقنا فيه مع بعضنا البعض." وكان يشير إلى دعم حلف شمال الأطلسي للانتفاضة على القذافي

صحيفة "الخبر" الجزائرية قد كشفت في 7 يوليو الماضي أن مسؤوليين من أجهزة المخابرات المصرية والتونسية والجزائرية اجتمعوا في بداية الشهر نفسه لدراسة تقارير أمنية غربية تحذر من انتقال تنظيم " الدولة الاسلامية"-( داعش سابقا ) إلى ليبيا وسبل مكافحته- صورة من الارشيف للهجوم المسلح قاط حرس الحدود بمحافظة الوداي الجديد(مصر)؛ بالقرب من الحدود مع ليبيا في 20/07/2014صورة من: picture-alliance/dpa

السفير الليبي في مصر: ليبيا غير قادرة على تأمين الحدود

وعلّق السفير الليبي في القاهرة فايز جبريل في حديثه لـDW على حديث السيسي قائلاً "جوهر الأمر بين مصر وليبيا ليس أمن الحدود، بل الانفلات الأمني الذي تعيشه ليبيا". وتابع " ليبيا تعاني من تراكمات صعبة وتركة ثقيلة لنظام القذافي، كما تعاني حاليا من انتشار السلاح الذي سقط في يد كل من هب ودب، وهو ما يجعل العملية السياسية لا تسير بطريقة سلسة". مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مصر لا تتدخل في الشأن الليبي.

بينما يرى الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، أن مصر ليس لديها دور فيما يحدث في ليبيا، باعتبارها حرب أهلية. ولكنها تمس الأمن القومي المصري، حيث لا توجد قوة مركزية ليبية يمكنها حماية هذه الحدود. وبالتالي، يجب على مصر ان تحمي حدودها منفردة دون التعاون مع العناصر الليبية الأخرى، حسب الزيات.

وشدّد على عدم وجود تنسيق بين القوات المصرية وقوات الجنرال المتقاعد في الجيش الليبي اللواء خليــــــفة حفتر، بل أن مصر تتحرك مع الأجهزة المركزية الرسمية. واستشهد بمثال زيارة رئيس الأركان الليبي قام رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء ركن عبدالسلام العبيدي، إلى المنطقة العسكرية طبرق، لتفقد الأوضاع هناك. بالإضافة إلى تكثيف التعاون مع دول الجوار لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة. ونوّه إلى عدم إمكانية تحريك القوات المسلحة المصرية إلى الحدود الليبية.

صورة من الارشيف لمليشيات إسلامية من مصراتة تصارع من أجل السيطرة على مطار طرابلسصورة من: picture-alliance/AP Photo

"مصر لا تريد أن يسيطر الإسلاميون على ليبيا"

يعتقد عمدة قبائل قناشات في محافظة مطروح الحدودية مع ليبيا وعضو لجنة المصالحات المصرية -الليبية عمران إمبيوه القناشي لـDW "أن الجانب المصري يساعد قوات حفتر، بالرغم من أن قواته مكونة من فلول نظام القذافي وليست بالقوة التي من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على ليبيا، لذلك تساعده مصر باستحياء"، حسب القناشي

وأوضح أن الجانب المصري يدرّب الجنود ووحدات الجيش الخاصة ووحدات الاستطلاع، خاصة أن معظم المناطق الحدودية المصرية الليبية تسيطر عليها قوات حفتر. وشدّد قائلاً: "مصر تريد أن تحمي حدودها بغض النظر عن دعم حفتر أو غيره".

ويفسّر القناشي "الجماعات الدينية تسيطر بشكل كبير على ليبيا، وهم ناهضوا عزل مرسي عن منصبه ولهم صلة قوية بالإخوان داخل ليبيا، ولذلك فهم يساعدون على إحداث القلاقل داخل مصر، ولو أحكموا السيطرة على كامل ليبيا سيهددوا مصر بشكل مباشر، خاصة أنهم يسيطرون على معظم المنافذ البرية".

نزوح هائل للعاملين في ليبيا إلى الحدود الليبية -التونسيةصورة من: Reuters/Zoubeir Souissi

ضرورة تواصل مصر مع جميع الأطراف

يرى زياد عقل، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن مصر حتى الآن تتعامل مع الأزمة في لبيبا، من منظور السيطرة على العمًال المصريين، عن طريق إرسال جسر جوي لعودة العمال من هناك. أمّا من حيث البعد الإقليمي، تقوم مصر بحضور اجتماعات وزراء الخارجية لدول الجوار لبحث عن حل للأزمة في ليبيا. وبالتالي، يرى عقل أن مصر بحاجة للتعامل مع التهديد في ليبيا بصورة فيها تركيز على الخطر الذي يهدد مصر مباشرة أكبر من الخطر الإقليمي أي المنطقة الشرقية.

ودعا عقل إلى أهمية التواصل مباشرة مع جميع الجهات المؤثرة على صنع القرار سواء الرسمية أو غير الرسمية والميليشيات بمختلف انتماءاتهما، والفاعلة في المنطقة الشرقية. وأشار أيضا إلى أهمية الدور التنموي الذي يمكن أن تلعبه ليبيا، خاصة ببناء الجيش الليبي والخبرات سواء العسكرية أو الأمنية أو البيروقراطية، لا سيما في ظل الاستقرار السياسي النسبي الذي تشهده مصر.

وبسؤاله عن مدى وجود دعم مصري لقوات حفتر، أكد أن هناك دعم نابع من فكرة ظهور قوة عسكرية باسم الدولة الليبية، ورفض الدولة المصرية بالأساس فكرة الميليشيات. وتابع " توجه حفتر يفيد الخارجية المصرية ويتفق مع الرؤية المصرية للأحداث في ليبيا، ولكن لا يبدو أن هناك دعم ملموس لقوات حفتر".

و يستبعد عقل تعامل النظام المصري مع القوات الإسلامية، فمصر لن تساند الطرف المؤيد للإخوان. لذلك، فمصر من الدول المؤيدة لإعادة الانتخابات البرلمانية، والذي كان يسيطر عليه الإخوان المسلمين، حسب تعبيره.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW