هل تراجعت أكبر شركة إسكان بألمانيا عن نيتها في طرد مستأجرين؟
٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢
تمتلك شركة "فونوفيا" لتأجير المساكن نحو نصف مليون شقة في أنحاء ألمانيا. ومع ارتفاع أسعار الفائدة وزيادة تكاليف الخدمات، تنوي الشركة التخلي عن مساكنها وهددت بطرد المتخلفين عن سداد التكاليف الإضافية لكنها عادت لتنفي ذلك!
إعلان
"عندنا لن يخسر أحد شقته لمجرد أنه لا يمكن دفع تكاليف التدفئة"، بهذا التصريح، الذي نقلته صحيفة "فيلت" عن الرئيس التنفيذي لشركة "فونوفيا" (Vonovia) ) لتأجير المساكن في ألمانيا ، رولف بوخ، يبدد الرجل المخاوف، بعدما نُقل عن الشركة قبل ذلك نيتها في طرد المستأجر الذي يتأخر في دفع مستحقات الشركة المالية عليه. كما أكد بوخ لوكالة رويترز للأنباء أنه "لن يكون هناك إنهاء" لعقود الإيجار.
وكانت فونوفيا قد نشرت هذا الأسبوع وثائق، أوضحت فيها أنها تريد إنهاء عقود المستأجرين الذين لا يوفون بالتزاماتهم المالية تجاه الشركة وإذا لزم الأمر: "الحل الأخير: إرسال إشعار الإخلاء". وذلك في حال تأخر المستأجر عن سداد نفقات السكن الإضافية (التكاليف الجانبية) ووصل المبلغ إلى حدود إيجار شهرين. وتشمل التكاليف الجانبية خدمات التدفئة وتوفير المياه ونقل القمامة وخدمة المرافق العامة وغيرها.
وفي حال التخلف عن الدفع ستتواصل الشركة مع المستأجر للتعرف على الأسباب. وستساعد الشركة المتخلفين الذين يتلقون إعانات البطالة في التواصل مع "مكتب العمل" (Job Center) بغية الحصول منه على تلك المبالغ المستحقة الدفع.
وبسبب ارتفاع أسعار الغاز، يمكن أن ترتفع فواتير الخدمات والتكاليف الجانبية للمستأجرين. ووفقاً لمعلومات الشركة، تعمل حوالي 55 بالمائة من أنظمة التدفئة على الغاز. وكانت "فونوفيا" (Vonovia) قد أعلنت أنها ستخفض التدفئة ليلاً لتوفير الغاز بين الحادية عشرة ليلاً والسادسة صباحاً. كما قامت الشركة منذ شهور بإبلاغ المستأجرين عن طرق توفير استهلاك الطاقة وأوضحت الشركة: "ارتفاع أسعار الطاقة مشكلة تصيب الجميع وتتطلب بالتالي حلاً من كل المجتمع".
وفي السنوات القادمة، تعتزم "فونوفيا"، التي تتخذ من مدينة بوخوم الألمانيةمقراً لها، والتي نمت بشكل أساسي من خلال عمليات الاستحواذ، التخلي عن الشقق والمنازل التي تمتلكها وتبلغ قيمتها حوالي 13 مليار يورو.
وبرر رولف بوخ الخطوة بقوله: "في أوقات ارتفاع أسعار الفائدة، يكون من المنطقي خفض الديون".
وتمتلك شركة "فونوفيا" حوالي 490.000 شقة في ألمانيا.
خ.س/ص.ش
أبرز عادات الألمان عند الانتقال إلى مسكن جديد
ينتقل أكثر من ثمانية ملايين ألماني سنويا من مساكنهم إلى مساكن أخرى، سواء إلى شقق أو منازل. ويعيش معظم الألمان في مساكن بالإيجار، أما "أصحاب الملك" فنسبتهم أقل من نصف الألمان. وتحدث مفاجآت كثيرة عند الانتقال من مسكن لآخر.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst/C. Klose
ألمانيا: بلد المستأجرين
في سوق الإسكان في ألمانيا، لا يزال استئجار منزل أو شقة هو الأمر السائد، أما التملك فليس هو القاعدة هنا. ووفقا لإحصائية أجريت عام 2018 بلغ عدد ملاك المساكن 42 في المائة فقط ، بينما كانت نسبة المستأجرين للمساكن 58 في المئة. وهذا هو أدنى معدل للملكية في الاتحاد الأوروبي بأكمله. وتحتل رومانيا مركز الصدارة، حيث يمتلك 96 في المائة من الناس مساكن خاصة.
صورة من: picture alliance/dpa/A. Warnecke
من أين جاء تفضيل الإيجار بألمانيا؟
بعد الحرب العالمية الثانية لحق الدمار بقسم كبير من المنازل بألمانيا، وكان هناك نقص حاد في المساكن، رؤوس الأموال الخاصة كانت شحيحة، لذلك دعمت حكومات "ألمانيا الغربية" بناء "المساكن الاجتماعية" لغير القادرين على أسعار سوق العقارات. أماَّ في "ألمانيا الشرقية"، فكانت الملكية الخاصة تعتبر من الرأسمالية، ولذلك مستهجنة. ورغم أن معظم الألمان ما زالوا مستأجرين، إلا أن الاتجاه لتملك الوحدات السكنية يتزايد.
صورة من: picture-alliance /K. Ohlenschläger
نصيحة: تحقق من أسعار الإيجارات!
ينبغي على يرغب في استئجار مسكن جديد التحقق من سعر الإيجار المتبع في المنطقة. ويوجد في ألمانيا "فهرس إيجار" رسمي لكل مدينة، يوفر معلومات حول متوسط سعر الإيجار في المكان. ومع ذلك، ونظرًا للنقص في المساكن، يطلب الملاك غالبا مبالغ أكبر بكثير. في نهاية عام 2018، كان على المستأجرين في ميونيخ، مثلا، دفع نحو 17,56 يورو شهريا لكل متر مربع.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
مسابقة الفوز بشقة
إذا كنت ترغب في استئجار شقة أو منزل، فاستعد لما يشبه مسابقة المواهب وعليك أن تقدم نفسك كمستأجر مثالي. سيتم طرح أسئلة شخصية عليك من أجل التعرف على عاداتك في السكن. وستسأل أيضا عن ظروفك وقدراتك المالية. وفي الواقع فإن الأسئلة المتعلقة بجنسية المستأجر أو خططه العائلية مسألة ممنوعة إلا أنه رغم ذلك يتم طرح أسئلة بخصوصها.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose
خاصية الإيجار "الدافئ" و"البارد"
يمكن أن يكون الإيجار "دافئًا" أو "باردًا". الإيجار البارد هو دفع الإيجار الشهري فقط، في حين أن الإيجار الدافئ يشمل عادة التدفئة والكهرباء والمياه. إما هل سيدفع المستأجر هذه التكاليف مباشرة للجهات المعنية أم أنه سيعطيها للمالك، فهذا أمر يعتمد على عقد الإيجار. والتكاليف الإدارية هي أيضًا جزء من الإيجار الدافئ.
صورة من: Imago/Panthermedia/jirkaejc
التأمين المالي
كجزء من عقد الإيجار يتعين على المستأجر إيداع تأمين مالي لصالح صاحب المسكن. وبعد نهاية فترة الإيجار، يحصل المستأجر على مبلغ التأمين، وفي بعض الحالات تضاف له فوائد رمزية. ويخصم من هذا التأمين تكاليف أي ضرر أو مستحقات أخرى لم يسددها المستأجر. وأحيانا يكون على المستأجر دفع تأمين للسكن المقبل، قبل أن يحصل على مبلغ التأمين، الذي دفعه لسكنه القديم.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst/C. Klose
مساكن غير مؤثثة
ربما يكون الأمر محيرا للوافدين الجدد إلى سوق العقارات الألماني، لكن المنازل والشقق المعروضة للإيجار في ألمانيا عادة ما تكون غير مفروشة بالموبيليا، بل وحتى بدون موقد أو ثلاجة أو حتى مصابيح. وفي بعض الأحيان يمكنك شراء مطبخ المستأجر السابق بسعر مخفض. وخلاف ذلك عليك أن تكون مستعدا لشراء قطع الأثاث الخاصة بك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Remmers
انتبه عندما تنتقل إلى المسكن الجديد
ليس من الطبيعي في ألمانيا أن تقوم في يوم انتقالك للمسكن الجديد بوضع علامات رسمتها بنفسك لكي تحتفظ بمكان لتركن فيه شاحنة نقل أغراضك أمام المنزل مباشرة، في ظل ندرة أماكن ركن السيارات أصلا. فهنا تحتاج إلى إذن من السلطة المحلية. علاوة على ذلك يجب عليك بعد النقل مباشرة أن تسجل عنوانك الجديد في مكتب تسجيل المواطنين.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Remmers
مرحبا بك في بيتك
بعد العثور على المسكن وتوقيع عقد الإيجار ثم الانتقال إليه وتثبيت مستلزمات المطبخ، يحين موعد حفلة تدشين المسكن الجديد. من خلال تلك الحفلة يوجه الألمان الشكر لجميع من ساعدوهم في هذه الخطوة، كما يتعرفون على الجيران الجدد ويعرفوهم على مسكنهم. ومن التقاليد أن يحضر الضيوف الخبز والملح عند الانتقال للشقة، اعتقادا بأن ذلك يجلب الحظ السعيد والبركات. اعداد: كريستينا بوراك/ ص.ش