1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل ترك هاينريش بول أثراً أدبياً في المنطقة العربية؟

١٦ يوليو ٢٠١٠

توفي قبل 25 عاماً هاينريش بول الذي يُعد من أهم الأدباء الألمان بعد الحرب العالمية الثانية. توج أدب بُول في عام 1972 بجائزة نوبل، وترجم إلى عديد من اللغات ومن بينها العربية. ولكن، ما الصدى الذي أحدثه في العالم العربي؟

صورة من: dpa

في عام 1972 قررت لجنة نوبل منح هاينريش بول (1917ـ1985) أرفع وسام أدبي في العالم، تقديراً "لإبداعاته التي جددت الأدب الألماني وأثْرته". وبالفعل، كان بول واحداً من أبرز ممثلي التيار الأدبي الجديد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. بدأ بول حياته الأدبية بكتابة القصة القصيرة متأثراً بأسلوب الأديب الأمريكي هيمنغواي. كانت قصصه تعبيراً عن الحرب بعيون المجند الذي يكره الحرب. عبثية الحرب وضعف الجنود في ساحة القتال وعجز الإنسان البسيط عن فعل شيء، ثم الأنقاض التي خلفتها الحرب في البيوت والنفوس: هذه هي الموضوعات التي تناولتها قصصه في تلك الفترة، مثل "عند الجسر" أو "موت إلزه باسكولايت" أو "أيها الجوال، إذا وصلت إسبـ...."، وبهذه الأعمال تحول بول إلى اللسان المعبر عن البسطاء والخاسرين والجنود العائدين إلى الجبهة بعد الحرب، أو كما قال الكاتب بروكهارد شبينن ذات مرة: "قراءة بول كانت تعني بالنسبة لي فهم الندبات التي أراها في جسد والدي".

ناقد "المعجزة الاقتصادية"

في سنوات الستينات انتقل بول إلى الرواية، مصوراً أحوال المجتمع الألماني في فترة ما سُمي بـ"المعجزة الاقتصادية"، ومنتقداً التحولات التي شهدها المجتمع الاستهلاكي الجديد. كما وجه بول، الكاثوليكي المتدين، نقداً حاداً وعنيفاً إلى الكنيسة، كمؤسسة وسلطة تماشي النظام السياسي.

سيارة "فولكس فاغن" أضحت في الستينات رمزاً للمعجزوة الاقتصادية في ألمانياصورة من: Josef Heinrich Darchinger

في تلك الفترة كتب الأديب واحدة من أشهر رواياته، وهي "آراء مهرج" التي تحولت إلى فيلم سينمائي ناجح. أعقبت تلك الرواية روايات أخرى حققت نجاحاً جماهيريا ونقدياً كبيراً مثل "صورة جماعية مع سيدة" وروايته الشهيرة "شرف كاتارينا بلوم الضائع" التي حولها المخرج المعروف فولكر شلوندورف إلى فيلم لقي رواجاً كبيراً. أضحى هاينريش بول، وبخاصة في السنوات الأخيرة قبل رحيله "ضمير الأمة الألمانية"، غير أن الأضواء انحسرت عن أدبه بعد وفاته في السادس عشر من يوليو / تموز عام 1985. ويرجع النقاد ذلك إلى أن أعماله، لا سيما رواياته، تناقش قضايا مرتبطة بعصرها، مما يُشعِر القراء اليوم بتقادم أدبه. ما يتبقى من أدب بول – هكذا يجمع النقاد - هي قصصه القصيرة الساخرة، مثل "صمت الدكتور موركه" و"ليس في عيد الميلاد فقط" و"سيحدث شيء".

بول مترجماً إلى العربية – هل من صدى؟

صدرت الترجمة العربية لرواية "صورة جماعية مع سيدة" عن دار المدى في دمشق

عرفت أعمال بول طريقها إلى المنطقة العربية منذ عقود طويلة، إذ ترجم منذ الستينات عدد كبير من قصصه القصيرة، كما ترجمت لاحقاً بعض رواياته مثل "شرف كاتارينا بلوم الضائع" و"صورة جماعية مع سيدة". هل هناك من أثر أحدثته أعماله في المنطقة العربية؟ هل أقبل القراء عليها؟ هل التفت إليها النقاد؟ عن هذه الأسئلة يجيب الدكتور عبده عبود، أستاذ الأدب المقارن ورئيس قسم اللغة الألمانية وآدابها في جامعة دمشق، بقوله إن تلقي أدب بول قد اختلف من مرحلة إلى مرحلة، فقد كان الاهتمام بأدبه قليلاً قبل حصوله على جائزة نوبل، وهو الأمر الذي ينطبق على عديد من الأدباء الألمان وغير الألمان.

وبخصوص تقييمه للترجمات العربية التي صدرت في سوريا، يقول عبود إن رواية "شرف كاتارينا بلوم الضائع" التي نقلتها نوال حنبلي لم "تشهد إقبالاً كبيراً"، غير أن المترجم المخضرم صلاح حاتم تولي "دور القيادة فيما يتعلق باستقبال أدب هاينريش بول في سوريا على الأقل"، فترجم روايتين هما "سيدات أمام منظر لنهر طبيعي" و"صورة جماعية مع سيدة"، إلى جانب بعض القصص القصيرة. ويضيف عبود: "أعتقد أن صلاح حاتم، وهو مترجم موهوب، نجح في نقل أعمال بول بشكل جيد"، غير أن القراء لم يُقبِلوا بشكل كبير على تلك الترجمات، ولذلك لم تحدث صدى كبيراً. فهل تمثل ذكرى مرور 25 عاما على وفاة بول مناسبة للقراء العرب لكي يعيدوا اكتشاف أعمال الحائز على جائزة نوبل؟

الكاتب: سمير جريس

مراجعة:منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW