هل تزيد بعض الفيتامينات من خطر الإصابة بسرطان الرئة؟
١٥ ديسمبر ٢٠٢٤
هل يمكن لما نعتبره "صحيًا" أن يتحول إلى خطر يهدد حياتنا؟ فيتامينات مثل "C" و"E" ارتبطت بفوائد لا تحصى لصحتنا، لكن أبحاثًا حديثة أثارت جدلًا حول دور المكملات الغذائية في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.
إعلان
الفيتامينات جزء لا يتجزأ من حياتنا الصحية، فهي عناصر أساسية يحتاجها الجسم لأداء وظائفه اليومية بشكل سليم. ومع ذلك، فإن عبارة "الاعتدال هو المفتاح" تثبت صحتها مجددًا عندما يتعلق الأمر بتناول المكملات الغذائية.
بحسب الجمعية الألمانية للسرطان، يمكن للإفراط في تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامينات مثل "B12" و"C" و"E" أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.
ففي دراسة نُشرت عام 2019، تبين أن الجرعات العالية من فيتامين "B12" قد تعزز نمو الخلايا السرطانية الموجودة بالفعل. الفيتامين لا يسبب السرطان، لكنه يخلق بيئة مثالية لنمو الأورام في حال وجودها. الأمر لا يتوقف عند "B12".
أظهرت دراسة حديثة في Journal of Clinical Investigation أن بعض مضادات الأكسدة مثل فيتامين "C" و"E" قد تساعد الأورام السرطانية على بناء أوعية دموية جديدة، مما يوفر لها العناصر الغذائية التي تسرع من نموها وانتشارها. المفارقة هنا أن هذه الفيتامينات، التي نعتبرها حامية للجسم، يمكن أن تتحول إلى سلاح خفي يدعم الأورام.
ما سبب الخطورة؟
الخبراء يشيرون إلى أن التركيز العالي للفيتامينات في المكملات الغذائية يختلف عن الكميات الطبيعية الموجودة في الأطعمة. فعلى سبيل المثال، الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة تحتوي على تركيزات متوازنة، مما يجعلها آمنة بل ومفيدة لصحة الجسم. أما المكملات، فقد تؤدي إلى "جرعة زائدة" تتجاوز احتياجات الجسم، وهو ما قد يُحدث تأثيرات عكسية.
بحسب صحيفة أوغسبورغر أللغيماينه تسايتونغ فإن الجمعية الألمانية للسرطان تؤكد أن تناول المكملات الغذائية يجب أن يقتصر على الحالات الضرورية مثل الحمل أو وجود اضطرابات صحية تعيق امتصاص العناصر الغذائية. ومن الضروري استشارة الطبيب وإجراء فحوصات لتحديد مستويات الفيتامينات قبل البدء بتناول أي مكمل غذائي.
بينما توفرالفيتامينات من مصادرها الطبيعية فوائد عظيمة، فإن المكملات الغذائية ليست دائمًا الخيار الأفضل. الحفاظ على توازن صحي وتجنب الجرعات الزائدة هو المفتاح لتفادي مخاطر غير متوقعة.
إذًا، قبل أن تُدخل حبة مكمل في روتينك اليومي، تأكد من أنك تفعل ذلك لحاجة حقيقية، وليس مجرد رغبة في تحسين الصحة دون استشارة مختص.
أعده للعربية: علاء جمعة
فيتامين سي.. حصن منيع ضد الأمراض والفيروسات الفتاكة!
قوة جهاز المناعة أمر حاسم في التصدى لفيروس كورونا. ومن أجل تقويته يحتاج الجسم إلى عناصر غذائية معينة يأتي على رأسها فيتامين سي. تعرف على فواكه وخضروات غنية بهذا الفيتامين، ودوره في التصدي للأمراض والجرعات الموصى بها.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/D. Freigner
الكيوي
معظم الثديات تنتج فيتامين سي في أجسامها ما عدا البشر. والطعام هو أحد الطرق التي يحصل بها جسم الإنسان على كمية من هذا النوع من العناصر الغذائية الدقيقة القابلة للذوبان في الماء. ويوجد فيتامين سي بكثرة في فاكهة الكيوي والبرتقال الكريفون أو ما يسمى بالليمون الهندي وأيضا في بعض الخضروات مثل البروكلي والفلفل.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/S. Schnepf
كل جسم يحتاجه
أهمية تزويد الجسم بالكمية الكافية من فيتامين سي لا تقتصر على كبار السن والمرضى والنباتيين، وإنما أهميته وأهمية وظائفه البيوكيميائية هي نفسها في أي جسم كان. فيتامين سي هوأحد المغذيات الدقيقة التي لا تمد الجسم بالطاقة فقط، ووإنما ضرورية لوظائفه الأساسية ومنها عمل الخلايا وكذلك الجهاز المناعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gabbert
مضاد للأكسدة
يعمل فيتامين سي كمضاد للأكسدة على التقليل من الأضرار التي تسببها جذور الأوكسجين الحرة للجزيئات الأساسية في الجسم، والتي تنتج خلال عمليات تحويل الطعام إلى طاقة والتي تعرف بالتمثيل الغذائي. وتؤدي الملوثات مثل التبغ إلى الإجهاد التأكسدي الذي يحدث بسبب اختلال في قدرة الجسم على التخلص من الجذور الحرة وزيادة تكوينها. مما يزيد من حاجة الجسم إلى فيتامين سي.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Rothermel
النشاط الإنزيمي
يستخدم جسم الإنسان فيتامين سي الموجود في الفراولة مثلا في حمايته من الجذور الحرة وهو عامل مساعد مهم أيضاً في مجموعة متنوعة من الأنشطة الإنزيمية، مثل تخليق بروتين الكولاجين الذي هو جزء من الأوتار والعظام والغضاريف والجلد. لذلك يمكن أن يشير ضعف التئام الجروح إلى نقص في فيتامين سي.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
مكافحة العدوى
يحتاج الجسم إلى فيتامين سي لمكافحة العدوى. وكمضاد للأكسدة فإن فيتامين سي ليس مسؤولا فقط عن حماية الخلايا، ولكن أيضاً عن الهجمات في حالة الإصابة. كما يحفز هجرة الخلايا المناعية المعروفة بالعدلات إلى موقع الإصابة ويحفز كذلك البلعمة وهي عملية التخلص من النفايات الخلوية وقتل مسببات الأمراض.
صورة من: picture-alliance/Panther Media/R. Tsubin
الوقاية من أمراض خطيرة
النقص الحاد لفيتامين سي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض الأسقربوط، الذي يعرف بالبثع أوعوز الفيتامين سي أيضا. ومن أعراض هذا المرض الخطير ضعف إلتئام الجروح والكدمات وتساقط الشعر والأسنان وآلام المفاصل. وإن عشرة مليغرامات من فيتامين سي يوميا كافية للحماية منه. حصول الجسم على جرعة كافية من فيتامين سي يرتبط أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية والسكتات الدماغية.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
الجرعة المناسبة
وفقا لدائرة حماية المستهلك فإن جرعة فيتامين سي اليومية الموصى بها للرجال هي 110 مليغرامات وللنساء 95 مليغراما. لكن باحثين من جامعة ولاية أوريغون الأمريكية يوصون بـ 400 مليغرام لجميع البالغين. وإن تناول جرعة زائدة من الفيتامين غير ضارة إذ يتخلص الجسم منها مع البول. إن فوائد فيتامين سي هي نفسها سواء أكان على شكل مكمل غذائي أو عبر الغذاء العادي أي الخضار والفاكهة.
إعداد:يوليا فيرجين/ إيمان ملوك