هل تشارك تركيا فعلا بقوات مقاتلة مع حكومة الوفاق في ليبيا؟
٢٠ ديسمبر ٢٠١٩
بعد أن فعلت حكومة السراج مذكرة التفاهم للتعاون العسكري، قال مصدر عسكري تابع لحفتر الجمعة إن هناك فرق اقتحام وقناصة أتراك يقاتلون إلى جانب قوات الوفاق في محور خلة الفرجان بطرابلس، فيما تستبعد تركيا ارسال قوات إلى ليبيا.
إعلان
بعد أن فعلت حكومة السراج مذكرة تفاهم للتعاون العسكري مع تركيا، أتهمت قوات حفتر بإرسال فرق اقتحام وقناصة للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق، لكن تركيا استبعدت إرسال قوات مقاتلة إلى ليبيا، فيما أعربت موسكو عن قلقها.
غداة إعلان حكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج عن "تفعيل" مذكرة تفاهم للتعاون العسكري مع تركيا، ذكر مصدر عسكري تابع لقوات ما يسمى "بالجيش الوطني الليبي" بقيادة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر اليوم الجمعة (20 كانون أول/ديسمبر 2019) أن هناك فرق اقتحام وقناصة أتراك يقاتلون في صفوف حكومة الوفاق.
وأضاف المصدر العسكري، الذي فضل عدم الكشف عن أسمه لدواعي عسكرية في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" نشرت اليوم الجمعة، "لقد رأينا جنودا أتراك يقاتلون على الأرض في محور خلة الفرجان بطرابلس في صفوف المليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق ونراهم بأعيننا"، مؤكدا على أن "الجنود هم عبارة عن قناصة وفرق اقتحام أتراك".
وأشار المصدر إلى أن "المليشيات المسلحة والمرتزقة الذين معهم كل يوم في تراجع إلى الوراء أمام مدفعيات قواتنا المسلحة"، مشيرا إلى أن "الجيش الوطني الليبي والوحدات العسكرية تسيطر كل يوم على أماكن جديدة، لكن تقدم قواتنا بطيء لكن دائم".
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد وقعمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، على مذكرتي تفاهم، الأولى بشأن السيادة على المناطق البحرية، والثانية أمنية.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية الأربعاء الماضي عن الرئيس التركي القول "سنعمل على تسريع التعاون بين تركيا وليبيا، وعبرنا للجانب الليبي عن استعدادنا للمساعدة في أي لحظة إذا احتاج الأمر".
من جانبه، استبعد مبعوث تركيا إلى طرابلس أمر الله إيشلر قيام بلاده بإرسالقوات إلى ليبيا بموجب اتفاق عسكري مع حكومة الوفاق. ولكن إيشلر قال في مؤتمر صحفي في أنقره إن بلاده يمكنها إرسال خبراء لتقديم الاستشارات العسكرية والتدريب حال طلبت طرابلس ذلك، حسبما ذكرت اليوم الجمعة وكالة بلومبرغ. وسوف يصوت البرلمان التركي على الاتفاقية الأمنية والاقتصادية مع حكومة طرابلس غدا السبت.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج قد وجه أمس الخميس رسائل إلى رؤساء الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، والجزائر، وتركيا، طالب فيها هذه الدول الصديقة بتفعيل اتفاقيات التعاون الأمني، والبناء عليها "لصد العدوان الذي تتعرض له العاصمة طرابلس من أية مجموعات مسلحة تعمل خارج شرعية الدولة، حفاظاً على السلم الاجتماعي، ومن أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا".
في غضون ذلك، قال الناطق الرسمي باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري إن "مقاتلات الجيش الوطني الليبي استهدفت مواقع عسكرية في مصراتة استخدمت لتخزين الأسلحة والمعدات التركية". وأضاف البيان الصادر في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة أن "استهداف (من قبل سلاح الجو العربي الليبي) مصراتة سوف يتواصل يومياً دون انقطاع وبشكل مكثف لم يسبق له مثيل نهارًا وليلاً إذا لم تسحب مصراتة ميليشياتها من طرابلس وسرت خلال 3 أيام بحد أقصى".
وفيما تتهم الأمم المتحدة وأطراف أخرى روسيا بدعم قوات حفتر، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية قوله اليوم الجمعة إن موسكو "قلقة بشدة" من احتمال إرسال تركيا قوات إلى ليبيا، مضيفا أن الاتفاق الأمني بين تركيا والحكومة الليبية المعترف بها دوليا يثير تساؤلات كثيرة.
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من جانبها أعربت عن أسفها "لقيام الطرفين المتصارعين بالاستقواء بالخارج وبتبادل التخوين وبتعريض وحدة ليبيا للخطر". وأضاف البيان أن البعثة " تؤكد أنها مؤمنة بحتمية الحل السياسي".
ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ، رويترز)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س