هل تصبح البرتغال هدفا جديداً للمهاجرين عبر المتوسط؟
٢٣ ديسمبر ٢٠١٩
أثار وصول ثمانية مهاجرين من المغرب إلى سواحل البرتغال على متن قارب خشبي حفيظة السلطات في لشبونة، حتى أن قائد البحرية البرتغالية دعا إلى اليقظة ومراقبة الحدود، فما قصة هؤلاء المهاجرين؟
إعلان
تبلغ المسافة بين السواحل المغربية وسواحل البرتغال حوالي 700 كم، وهي المسافة التي قطعها ثمانية أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و26 عاما على متن قارب خشبي لمدة خمسة أيام حتى الوصول إلى بلدة صغيرة جنوب البرتغال تدعى مونته غوردو، عند ساحل ألغارفا غير البعيد عن الحدود الإسبانية. الخبر نقلته وكالة اسوشيتدبرس، التي ذكرت أن المهاجرين كانوا يملكون محركين في القارب ونظام ملاحة مرتبط بالأقمار الاصطناعية.
استغربت السلطات البرتغالية كيفية وصول المهاجرين بهذه الطريقة إلى السواحل، متسائلة إن كانت هذه هي خطوة استباقية لوصول عدد أكبر من المهاجرين عبر هذا الخط. مجلة "برتغال ريزدنس" وشبكة SIC التلفزيونية لم تستبعد أن يكون المهاجرون قد وصلوا قرب السواحل البرتغالية بواسطة سفينة أكبر أنزلتهم في القارب للوصول إلى سواحل البرتغال.
تم نقل المهاجرين من ألغارفا إلى لشبونة، وتم إسكانهم في نزل للاجئين، فيما تحقق السلطات في كيفية وصولهم إلى سواحل البلاد. ونقلت الصحيفة أن المهاجرين انطلقوا كما يبدو من بلدة الجديدة التي تبعد نحو 100 كم جنوب الدار البيضاء.
دائرة الأجانب والحدود في البرتغال قالت إن المهاجرين سيتم منحهم حق اللجوء ويمكنهم البقاء في البلاد. غير أن وصولهم دفع رئيس أركان الجيش البرتغالي الأدميرال انطونيو ريبيرو إلى الدعوة لليقظة وحراسة الحدود البحرية للبلاد. وقال لوكالة لوزا للأنباء إن "الفرق بين اختيار إسبانيا والبرتغال ليس كبيرا. فهي مسألة اختيار فقط".
مجلة "برتغال ريزدنس" نقلت عن الأدميرال أن القوات البحرية ستتعاون مع الشرطة وحرس الحدود وحرس السواحل للمراقبة معاً، وحماية الحدود سواء البحرية أو الجوية. مديرة دائرة الأجانب والحدود كرستينا غاتوس "أبلغت المجموعة التي وصلت، بحقهم في الحصول على حق اللجوء" بالإضافة إلى الحصول على حق العناية الطبية والسكن.
البرتغال بحاجة للمهاجرين
تعاني البرتغال من مشكلة هجرة الشباب والأيدي العاملة منها، فقد كتبت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في تقرير نشر في شهر آب/ أغسطس الماضي، أن أكثر من 50 ألف شاب من ذوي الاختصاصات غادروا البلاد ما بين عامي 2011 و2014 نتجية الأزمة المالية التي ضربت البلاد والعالم عام 2008. ويحتاج قطاع الزراعة في البرتغال إلى الأيدي العاملة. ونقلت صحيفة فايننشال تايمز أن "عدد العمال النيباليين العاملين في قطاع الزراعة في بلدة النتيخيو الصغيرة بلغ بين عامي 2016 و 2018 أكثر من ألف عامل"، حسب مصادر رسمية. كما نقل موقع "برتغال نيوز" أن عدد المهاجرين إلى البرتغال بلغ نحو "83 ألف مهاجر تم منحهم تصاريح إقامة منذ بداية العام حتى أيلول/ سبتمبر 2019".
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدولية (OECD)أشارت إلى أن "البرتغال هي ثاني بلد في العالم من حيث النمو في عدد المهاجرين". كما أن عدد طلبات اللجوء في ارتفاع مضطرد، ففي عام 2018 وصل إلى 1200 طلب لجوء بزيادة أكثر من 22 بالمائة، وأغلب الطلبات لمهاجرين من أنغولا وأوكرانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
لكن هذا العدد مازال ضعيفا مقارنة بأعداد المهاجرين إلى الدول الأوروبية التي تمتلك حدودا ساحلية. فحسب تقرير صادر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بلغ عدد اللاجئين والمهاجرين في عام 2019، إلى إسبانيا نحو 27.400 ألفا، وفي إيطاليا 10 آلاف، واليونان 57 ألفا، فيما بلغ عددهم في مالطا نحو 3 آلاف وفي قبرص 1700.
كما واصل عدد المهاجرين الوافدين إلى إسبانيا المجاورة انخفاضه في عام 2019 مقارنة بعام 2018. ولاحظت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا في الفترة بين يناير/ كانون الثاني وأكتوبر/ تشرين الأول عام 2019 قد انخفض بنسبة 50 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018. وأشار التقرير إلى أن معظم الأشخاص الذين يصلون إلى إسبانيا من المغرب بنسبة 30 بالمائة والجزائر 15 بالمائة وغينيا 13 بالمائة ومالي 11بالمائة.
من القرن الإفريقي إلى اليمن.. طريق الهجرة المزدحم بالاغتصاب والتعذيب
رغم الحرب الطاحنة الضروس فيه، يصل عشرات الآلاف من المهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن، أملاً في الوصول إلى السعودية والحصول على عمل فيها.. تعرف في هذه الجولة المصورة على أخطر طرق الهجرة في العالم!
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المحطة الأولى: جيبوتي
يفصل مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كم بين اليمن وجيبوتي، لهذا السبب تعد جيبوتي بلد العبور الأول لكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن. ينحدر معظمهم من إثيوبيا والصومال. الصورة تظهر 3 فيتات أثيوبيات بعد وصولهن إلى جيبوتي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المهاجرون القصر
الرحلة عبر اليمن من القرن الإفريقي إلى السعودية واحدة من أسرع طرق الهجرة نمواً في العالم - على الرغم من اندلاع حرب ضارية في اليمن، ووصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن أكثر من مرة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". أغلب المهاجرين الذين يغادرون بلدان مثل إثيوبيا والصومال هم فتية. مثل هذا الصبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، يغطّي عينيه لحمايتها من عاصفة رملية، بعد عبوره إلى جيبوتي من إثيوبيا.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
عبور المحيط في قوارب متهالكة
الوصول إلى اليمن عبر القرن الإفريقي يرتب على المهاجرين عبور المحيط. وغالباً ما يتم نقلهم في قوارب متهالكة وصغيرة جداً ما يعرض حياتهم للخطر. في كانون الأول/يناير 2019، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 52 شخصاً قبالة شواطئ جيبوتي. في هذه الصورة يظهر المهاجرون بعد وصولهم إلى وصلوا إلى شواطئ رأس العارة في منطقة لحج باليمن في أواخر تموز/يوليو من هذا العام.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
انتهاك صارخ للحريات
ما أن تنتهي الساعات الطويلة التي يقضيها المهاجرون على متن القوارب الخشبية المزدحمة والمتهالكة حتى يتم نقلهم في شاحنات بواسطة المهربين إلى مجمعات في الصحراء. ويمارس هؤلاء المهربين أبشع طرق التعذيب على المهاجرين والذي يعد انتهاكاً صارخاً يمس حريتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ابتزاز عائلات المهاجرين
يقوم المهربون بسجن المهاجرين في سجون سرية، ثم يبتزون عائلاتهم في دفع ثمن إطلاق سراحهم. السلطات اليمنية لا تبذل أي جهد في سبيل وقف مثل هذه الأنشطة الإجرامية. يتعرض معظم المهاجرين إلى تعذيب يومي بالضرب أو التجويع، بينما تتعرض نساء وفتيات للاغتصاب على أيدي مختطفيهن، وفقاً لتقارير وكالة أسوشيتد برس.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
تعذيب مروع
عبد الرحمن مهاجر إثيوبي عمره 17 عاماً. بعد وصوله إلى رأس العارة، قام المهربون بحبسه وطلبوا أرقام هواتف الأشخاص الذين يمكنهم تحويل الأموال لإطلاق سراحه. أخبر خاطفيه أنه ليس لديه رقم. تعرض للضرب وتُرك دون طعام و ماء لعدة أسابيع. وفي إحدى الليالي، ضرب أحد المهربين ساقه بقضيب معدني. ورمى به في الصحراء. ليعثر عليه بعد ذلك سائق عابر وينقله إلى المستشفى حيث بترت ساقه هناك.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
حالة نادرة من الرأفة
فاطمة وزوجها يعقوب وصلا إلى اليمن على متن قارب من جيبوتي برفقة طفليهما، وجود الطفلين معهما دفع المهربين إلى الرأفة بحالهما والإفراج عنهما. يسعى الزوجان للوصول إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك سيكون شاقا عليهما خاصة وأنهما سيعبران طرقا صخرية وصحاري تضربها العواصف الرملية ودرجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ملعب مدمر يتحول لملجأ مهاجرين
يقع ملعب"22 مايو-أيار" لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية معبر المهاجرين الشرقي. تحول هذا الملعب إلى ملجأ مؤقت للمهاجرين رغم تعرضه لدمار جزئي إبان الحرب. هذا المهاجر الإثيوبي البالغ من العمر 14 عاماً، يأخذ قسطا من الراحة على سرير في الإستاد بعد تعرضه لإيذاء جسدي أثناء رحلته إلى اليمن. قامت قوات الأمن بإيواء مهاجرين أسرتهم خلال جولاتها في الملعب.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
في مرمى النيران
يسافر العديد من المهاجرين في اليمن الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر محافظة الضالع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الجنوبي. البقاء في الضالع أو السفر من خلالها خطير جداً. لجأ هؤلاء المهاجرون في كوخ صغير في سوق القات. يبعد خط القتال الأمامي بين رجال القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بضع مئات من الأمتار.
الكاتب: مارا بيرباخ/ حمزة الشوابكة