هل تصبح الثعابين غذاء المستقبل لمواجهة الجوع العالمي؟
٢٠ يوليو ٢٠٢٤
بينما يتزايد البحث عن حلول مبتكرة لمشكلة انعدام الأمن الغذائي في العالم، يبرز خيار غير متوقع لكنه واعد، لحوم الثعابين. على الرغم من سوقها المحدود حالياً، فإن فوائدها الغذائية تجعلها خياراً مثيراً للاهتمام.
إعلان
بينما يتزايد البحث عن حلول مبتكرة لمشكلة انعدام الأمن الغذائي في العالم، يبرز خيار غير متوقع لكنه واعد، لحوم الثعابين. على الرغم من سوقها المحدود حالياً، فإن فوائدها الغذائية تجعلها خياراً مثيراً للاهتمام.
في سياق الطلب العالمي المتزايد على اللحوم، تمثل الزواحف خياراً مُهملاً حتى اليوم، على ما يرى العلماء، خصوصاً وأنّ مكافحة التغير المناخي تدفع إلى إعادة النظر في عادات الاستهلاك والإنتاج الغذائي.
وخلصت دراسة نُشرت خلال آذار/مارس في مجلة "نيتشر" وشملت خمسة آلاف من الثعابين الشبكية والبورمية من مزرعتين في تايلاند وفيتنام، إلى أنّ "تربية الثعابين قد توفر استجابة مرنة وفعّالة لانعدام الأمن الغذائي في العالم".
ويقول باتريك أوست، وهو عالم متخصص بالزواحف والبرمائيات وأحد معدّي الدراسة، "يمكن للثعابين البقاء قيد الحياة لأشهر عدة من دون طعام أو ماء، ومع الحفاظ على حالتها الجسدية"، مشيراً إلى أنها تتكاثر بسرعة.
سوق مقيّدة
ولحوم الثعابين التي تُستهلك منذ فترة طويلة على نطاق صغير في مختلف أنحاء جنوب شرق آسيا، لم تجد بعد أسواقاً دولية على الرغم من أنّ ملمسها قريب من الدجاج وتحتوي على كمية منخفضة من الدهون المشبعة.
وصُنّفت لحوم الحيوانات المجترة وخصوصاً لحم البقر، "مرات عدة على أنها أكثر أطعمة لها تأثير على البيئة"، بحسب الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.
ويُتَرجَم هذا التأثير بانبعاثات غازات الدفيئة وتغييرات في استخدام الأراضي. وتدعو الأمم المتحدة والمدافعون عن المناخ إلى الاعتماد بصورة متزايدة على الأنظمة الغذائية النباتية، لكنّ منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي تشير إلى أنّ الطلب على اللحوم سيزداد بنسبة 14% بحلول عام 2032، مدفوعاً بالنمو السكاني في المناطق ذات الدخل المنخفض، وارتفاع مستوى المعيشة في الدول الآسيوية.
وفي الوقت نفسه، تزيد الظواهر المناخية المتطرفة مثل الجفاف من صعوبة الزراعة التقليدية في مناطق كثيرة بالعالم لا يتناول السكان فيها ما يكفي من البروتين. وفي العام 2021، أدّى سوء التغذية الناجم عن نقص البروتين والطاقة إلى وفاة نحو 190 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم، بحسب دراسة "غلوبل بوردن اوف ديزيس". ودفعت هذه النتيجة إلى استكشاف بدائل للحوم، سواء أكانت من حشرات صالحة للأكل أو لحوماً مُنتَجة داخل مختبرات.
مشوي أم مقلي
لكنّ هذه الأطعمة الجديدة لا تزال في مراحلها الأولى، فيما يستوفي بيع لحوم الثعابين المعايير الصحية المشددة خصوصاً في الأسواق الكبرى كالولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.وعلى الرغم من كل العقبات، يرى باتريك أوست أنّ لحم الثعابين يظهر "قدرات هائلة". ويقول "يمكن شواؤه أو طهيه على نار خفيفة مع الكاري واليخنة"، مضيفاً "أحب أن أقليه حتى يصبح طرياً ومقرمشاً وأتناوله مع صلصة الزبدة والثوم".
لكنّ ناشطين في مجال حقوق الحيوان ينتقدون ظروف قتل الثعابين. وفي مطلع العام، اتهمت منظمة "بيتا" غير الحكومية مزرعة إميليو مالوتشي بالوحشية في التعامل مع الأفاعي، بعدما صوّرتها سرّاً تُقتل بالمطارق قبل تقطيعها .ووضع المربي ملصقات كبيرة على جدران منزله تشرح كيفية قتل ثعبان "بطريقة غير وحشية"، وقال إنّ مهنته لا تختلف عن تربية أنواع أخرى من الحيوانات. ويضيف "تُقتل الحيوانات داخل المزارع في مختلف أنحاء العالم، والأمر مماثل مع الثعابين".
ع.أ.ج/ خ س (أف ب)
عجائب وأرقام من عالم الأفاعي
عالم الأفاعي مليء بالعجائب، فمنها من تمتلك سما يمكنه قتل 100 رجل بلدغة واحدة، ومنها من تظهر بشكل ثعبان قاتل رغم أنها لا تحمل سما. عالم الأفاعي مثير جدا رغم أنها من أكثر الحيوانات فتكا بالبشر.
صورة من: picture-alliance/OKAPIA KG
أقوى الأفاعي سما
أفعى تايبان الداخلية هي أكثر أفعى سما في العالم. وتعيش في أستراليا. ويعتقد العلماء أن لدغة واحدة فقط من هذه الأفعى يمكنها قتل مائة رجل. والسم له خاصية إصابة الكائنات ذات الدم الحار خاصة، مثل البشر. ويعمل السم على الإضرار بالجهاز العصبي وبدم وبعضلات الضحية.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/R. Koenig
أكثر الأفاعي فتكا
الأفعى الأكثر فتكا لا تعني بالضرورة أكثرهن سما. إذ لا تعد لدغة أفعى "أشيس كاريناتوس" الرملية مميتة، إذ ينجو نحو 90 بالمائة من ضحاياها من آثار اللدغة وبدون علاج. رغم ذلك تعد هذه الأفعى التي تعيش في الصحراء الرملية، وخاصة في ساحل منطقة الخليج، من أكثر الأفاعي قتلا للبشر، لأنها عدوانية وتعض بصورة سريعة ومكثفة. ولذلك تنتج عن لدغاتها الكثير من حالات التسمم والموت.
صورة من: Frupus/nc
أكبر الأفاعي حجما
أما أكبر أفعى في العالم فهي أناكوندا التي تنتمي لفصيلة بواء. وتحب الظلام وتعيش في الأنهر العميقة في غابات أمريكيا الجنوبية. بعض أنواعها يصل طولها إلى 8.8 متر ووزنها إلى 200 كيلوغرام. أما معدل طول هذا الثعبان فيصل إلى 4 أمتار ومعدل وزنه يصل إلى 30 كيلوغرام. وتتغلب أناكوندا على ضحيتها عبر التفافها على الضحية ومن ثم خنقها ببطء.
صورة من: picture-alliance/OKAPIA KG
الأفعى العملاقة
يعتقد أن أفعى تيتانوبوا كانت أكبر أفعى عاشت على سطح الأرض، وذلك قبل أربعين مليون عام. ويعتقد أن طولها يصل إلى 13 مترا ووزنها قد يصل إلى 1135 كيلوغرام. ويظهر في الصورة ثعبان وبجنبه بقايا عمود فقري لأفعى تيتانوبوا المنقرضة وجدها العلماء في كولومبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الأصغر في العالم
أما أفعى "تيتراخيلوستوما كارلاي" فهي أصغر أفعى في العالم، ولا يتجاوز طولها عشرة سنتيمترات، ولا يتجاوز قطرها قطر السباغيتي، كما ذكر بلير هيدغيس من جامعة بنسيلفانيا الأمريكية الذي أكتشفها في سنة 2008. وتقتات هذه الأفعى على النمل الأبيض واليرقات وتعيش في جزيرة باربادوس في البحر الكاريبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
الأكثر طمعا
يمكن للأفاعي خلخلة الفك السفلي لابتلاع حيوانات أكبر من حجم الأفعى نفسها. لكنه في بعض الأحيان يكون طمع الأفعى قاتلا لها، ففي سنة 2005 انفجرت "أفعى النمر" في حديقة فلوريدا الوطنية بعد أن حاولت ابتلاع تمساح بكامله. ويظهر في الصور ذيل التمساح خارجا من بطن "أفعى النمر" الطماعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
الأكثر مكرا
الأفعى الغابونية تتميز بقابليتها الكبيرة على تغيير لونها وشكلها. ويمكن لرأسها أن يظهر كورقة ميتة للتمويه والعيش في الغابات المطرية الأفريقية. بالإضافة إلى ذلك تتميز الأفعى الغابونية بأنيابها الطويلة السامة، التي يصل طولها إلى خمسة سنتيمترات. ولا تعد هذه الأفعى عدوانية، ونادرا ما تهاجم البشر.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst
الأكثر حيلة
الثعبان الملك لا يعد ساما، لكنه يتحايل على الحيوانات التي لا تعرف ذلك، ويبدو بمظهر ثعبان سام حتى يخيفها. ويقلد الثعبان الملك الذي يحمل ألوان الأحمر والأبيض والأسود، ثعبان المرجان السام، ويتصرف مثله.
صورة من: picture-alliance/Eibner-Pressefoto
عشاق البحار
تعيش الأفاعي في البحار، ويمكنها العيش حتى في الشعب المرجانية. مع ذلك، تعود هذه الأفاعي إلى اليابسة للبحث عن الفريسة وللتزاوج. بعض أنواع أفاعي البحار تعد من أكثر الكائنات سما في العالم. وعكس السمك، لا تحتوي الأفاعي على خياشيم، وتحتاج للخروج من حين لأخر للتنفس خارج المياه.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/R. Dirscherl
أفاع طائرة
أفعى "كريسوبيليا" يمكنها القفز والتحليق في الهواء ولذلك يطلق عليها تسمية "الأفعى الطائرة". ويمكنها التحليق لمسافة 30 مترا. وتقتات على القوارض والسحالي والطيور، بما فيها الخفافيش. ولا تشكل أي خطرا على البشر.
الكاتب: بريغيته أوستيرات، صوفيا فاغنر/ زمن البدري