1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تصبح "الحاسة السادسة" لدى الحيوانات وسيلة لرصد الزلازل؟

سلطت بحوث صدرت مؤخرا الضوء من جديد على ما يعرف "بالحاسة السادسة" عند الحيوانات والتي يمكن اعتمادها لرصد الزلازل. العلماء يأملون بالإستفادة من الصور التي إلتقطتها الأقمار الصناعية في تفسير هذه الظاهرة.

الفيلة كانت سباقة الى الهرب من الفياضاناتصورة من: dpa

أكد نائب رئيس إدارة مركز حماية البيئة في دولة سريلانكا عقب كارثة تسونامي الذي ضرب مناطق في جنوب شرق آسيا عن اعتقاده بقدرة الحيوانات على التنبؤ بالكوارث البيئية حيث تساعدها في ذلك ما يعرف "بالحاسة السادسة" على حد قوله. وقد عززت هذا الطرح شهادات فرق الإنقاذ في المحمية الوطنية الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد التي لم تسلم هي الأخرى من أمواج تسونامي، وذلك حين لم يُعثر على بقايا جثث الحيوانات التي كانت تعيش في تلك المنطقة، وهذا ما يشير إلى نزوحها من مكان الكارثة قبل وقوعها. وفي نفس السياق تحدثت شهادات أخرى عن حالات ارتباك لوحظت لدى الحيوانات تلتها عمليات نزوح باتجاه المناطق الداخلية للبلاد. وحتى الفيلة المروضة انتابتها موجات من الرعب والهلع ولجأت إلى المناطق المرتفعة. وتتشابه هذه الشهادات في مضمونها مع تقارير وروايات مماثلة عن تحرك يوصف بغير العادي لبعض الحيوانات سبق هزات أرضية أو إنفجارات بركانية. وهناك من يتحدث عن مشاهد لنزوح جماعي للأفاعي والطيور سبق وقوع الكوارث الطبيعية. وفي نفس السياق يرجح بعض الخبراء ظاهرة الخروج الجماعي لبعض الحيتان، التي عادة ما تعيش في أعماق البحار، إلى السواحل للذعر الناجم عن تنبؤ مسبق بالكوارث الطبيعية.

احدى جزر المالديف التي تعرضت لأمواج تسونامي العاتيةصورة من: AP

الجدل العلمي حول الحاسة السادسة

يعود الاعتقاد بوجود وبفاعلية الحاسة السادسة عند الحيوانات إلى قرون مضت. هذا الاعتقاد أخذ يحتل مكانه في العصر الحالي في بعض الكتب العلمية المختصة بدراسة الزلازل. وهكذا نجد ان عالم الزلازل، تسونيي ريكيتك، قد خصص في كتابه بعنوان "التنبؤ ومؤشرات الهزات الأرضية العنيفة" فصلا كاملا تعرض فيه "للحاسة السادسة" عند الحيوانات لدى حديثه عن التنبؤ بالكوارث الطبيعية. وفي نفس السياق أكد بعض الباحثين في دراسات إحصائية أجريت في كل من اليابان وتركيا بدورهم على وجود ارتباط بين حالة الهلع المفاجئة التي تنتاب الكثير من الحيوانات قبل حدوث كوارث طبيعية. ولكن رغم ذلك لا تزال ثمة شكوك حول جدية وجود ما يسمى "بالحاسة السادسة" من المنظور العلمي. وهذا ما أكده الباحث في علم الجيولوجيا ورئيس قسم رصد الزلازل في جامعة برلين في ألمانيا، البروفيسور رينر كيند، حينما وصف روايات تنبؤ الحيوانات بالكوارث الطبيعية بالحكايات الأسطورية. وقد أشار الباحث في هذا الصدد إلى استحالة إثبات الفرضيات التي حاولت في ذلك السياق تفسير التغير الذي يطرأ على سلوك الحيوانات قبيل وقوع الكوارث الطبيعية.

جهاز رصد الزلازلصورة من: AP

صعوبة تقديم إثبات علمي حول "الحاسة السادسة"

وبالفعل فقد سبق وأن حاول الباحثون منذ العقود الثلاثة الماضية إثبات الفرضية القائلة بأن الارتفاع الملحوظ في درجة حرارة الأرض، الذي يسبق حدوث الزلازل، يؤثر على فترات الراحة البيولوجية لبعض الحيوانات التي تعيش تحت سطح الأرض، وبالتالي وقوع تغير مفاجئ في سلوك هذه الحيوانات. ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل. ورغم صعوبة التوصل إلى نتائج إيجابية قائمة على حقائق علمية متفق عليها أخذ أحد الباحثين من جامعة برلين، اسمه تريبوتش، على عاتقه مهمة البحث في هذا المجال منذ سنة 1976. ففي هذه السنة ضرب زلزال عنيف منطقة فرياول الإيطالية، حيث كان يملك منزلا صيفيا. وقد لجأ إليه بعض سكان هذه المنطقة المنكوبة من أجل الاستفسار منه حول التغير المفاجئ على سلوك الحيوانات الذي لفت انتباه السكان عند حدوث الهزات الأرضية. لكنه لم يستطع عندها تقديم أجوبة مقنعة على هذه الاستفسارات. وعلى ضوء ذلك قرر تكريس جل وقته للأبحاث العلمية في هذا المجال. وقد قاده البحث إلى الصين وبالذات أيام ماو تيتونغ الذي دعا آنذاك الشعب الصيني إلى مراقبة أي تغير غير عادي قد يطرأ على سلوك الحيوانات للتنبؤ بالزلازل. وبالفعل اعتمدت الحكومة الصينية على هذه التجربة حيث قامت على أساسها بإجلاء منطقة هيشنغ سنة 1975 بضعة أيام فقط قبل تعرض المنطقة إلى زلزال عنيف كان من شأنه أن يحصد العديد من الضحايا. ورغم هذا الاكتشاف يقر تريبوتش بصعوبة التوصل إلى إثبات علمي، فهذا يحتاج إلى البحث الطويل والغطاء المالي اللازم للتكاليف.

إحدى فرق الإنقاد تستعين بالكلابصورة من: dpa

الأقمار الصناعية لتفسير ظاهرة "الحاسة السادسة"

يسعى العلماء الى تسليط الضوء على هذه ظاهرة تنبؤ الحيوانات بالكوارث الطبيعية عبر تقييم صور الأقمار الاصطناعية للمناطق المنكوبة في جنوب شرق آسيا جراء فيضان تسونامي في ديسمبر/كانون اللاول الماضي. هذه الصور أظهرت نزوحا جماعيا للحيوانات في تلك المنطقة قبل وقوع الزلزال. ويعزي هؤلاء الباحثين هذا الموقف إلى كون الحيوانات تملك حواسا أكثر مما يمتلك الإنسان. وهكذا يعزي هيلموت كرتوخفيل من جامعة فيينا رد فعل الفيلة في سيريلانكا إلى قدرة هذه الحيوانات على التقاط الذبذبات الضعيفة والموجات الصوتية التي يتعذر على الإنسان إدراكها. و يرجع ذلك إلى أصابع شديدة الحساسية توجد تحت حوافر الفيلة مما يمكنها من التقاط ذبذبات تحت الأرض قد تسبق الزلازل. ومع كل ذلك تبقى فرضية "الحاسة السادسة" تحتاج إلى المزيد من التدقيق قبل أن تكتسب صبغة علمية.

وري حيوي للاقمار الاصطناعية في اكتشاف الزلازلصورة من: ESA
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW