1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تصبح السعودية ساحة لحرب الطائرات المسيرة؟

٢٩ يناير ٢٠٢١

تبنت ميليشيا عراقية الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة على الرياض. ويذهب خبراء إلى أنه يتعين على السعوديين النوم من اليوم فصاعداً "مستيقظين". ما سر "الذخائر العائمة" وهل كانت الهجمات لتحصل دون مباركة طهران؟

عرض عسكري لقوات الأمن السعودية
نظرا للمساحة الشاسعة لا تستطيع السعودية حماية كل أراضيها من هجمات الطائرات المسيرةصورة من: Mosa'ab Elshamy/AP Photo/picture alliance

خلال الأسبوع المنصرم،اعترضت الدفاعات الجوية السعودية أجساما مجهولة فوق العاصمة الرياض. من المعروف أن جماعة الحوثيين التي تخوض الرياض حرباَ ضدهم في اليمن استهدفت السعودية بطائرات مسيرة. ولكن الأمر مختلف هذه المرة؛ إذ نفى الحوثيون مسؤوليتهم. وأصدرت مجموعة تتخذ من العراق مقراً لها وتدعى "ألوية الوعد الحق" بياناً على قناة للتواصل الاجتماعي تنقل أخبار ميليشيا "قوات الحشد الشعبي" العراقية. الرسالة جاءت باللغة الإنكليزية وفحواها أن المجموعة العراقية المشكلة حديثاً تستهدف الرياض "بشكل صريح" بهجمات "انتحارية" رداً على الهجوم الانتحاري المزدوج الذي استهدف بغداد مؤخراً وخلف أكثر من 30 قتيلاً.

وفي البيان ادعت المجموعة الشيعية أن السعودية هي الراعي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم بغداد، وتابع البيان "السعودية هي الملعب الجديد للطائرات المسيرة والهجمات الصاروخية. على محمد بن سلمان أن ينام من الآن فصاعداً بعين مغلقة وأخرى مفتوحة".

وعلى الرغم من أن المجموعة هي محل شك في أنها هي من نفذ هجوم أيلول /سبتمبر بطائرات مسيرة على منشآت أرامكو في السعودية، فإن هذه هي المرة الأولى التي تتبنى فيها صراحة هجوماً من هذا النوع.

رد جديد من الميلشيات العراقية

يرى الباحث العراقي في "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، حمدي مالك، أن هذا التطور هو ظاهرة جديدة ويقول "لم نسمع من قبل عن تبني هذه المجموعات العراقية هجوما على هذه المنطقة (السعودية)".

على مدار السنوات الماضية، خرجت العددي من المجموعات من رحم الحشد الشعبي. "الطريقة هي خلق مجموعات زائفة تتبنى الهجمات وتستخدمها كقناع لتختبئ خلفه"، حسب رؤية المحلل مايكل نايت في تقرير له صدر في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 لصالح "مركز مكافحة الإرهاب" في الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست بوينت.

ورغم أن كل الميلشيات العراقية تدين بالولاء لإيران أكثر من قيادتها المحلية، غير أن بين تلك المجموعات خلافات ونزاعات لتصدر المشهد ولكل منها أهداف سياسية مختلفة عن الأخرى.

بقايا صاروخ استخدم في الهجوم على أرامكو، كما يقول السعوديونصورة من: Reuters/H. I. Mohammed

"مباركة" طهران

"مهما يكن من الأمر، مثل هذه الهجمات لا تحدث بدون إذن طهران بسبب تبعاتها المحتملة على العراق وإيران، يقول حمدي مالك، الذي يركز في دراساته على الميليشيات في العراق. وقد قوبلت كل العمليات التي قامت بها الميليشيات العراقية الجديدة بالنقد من أقرانها، بيد أن الهجمات الأخيرة على الرياض قوبلت باحتفاء من قبل كل الميلسشيات الموالية لإيران. ومن هنا يرى حمدي مالك أن الهجمات حصلت بمباركة إيرانية.

ويذهب محللون إلى أن الهجمات هي جزء من خطة إيرانية لإجبار الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن على العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران والذي انسحب منه دونالد ترامب عام 2018. وتعاني طهران من عقوبات اقتصادية، ما قد يؤثر على نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران/ يونيو من هذا العام.

تخطي الخطوط الحمراء؟

"هدف إيران هو رفع العقوبات. وهي تصعد في عدة ساحات: العودة للتخصيب النووي، والهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة، وممارسة المزيد من الضغوط على حلفاء الولايات المتحدة كالسعوديةبطريقة لا تؤدي بالضرورة إلى رد عسكري كبير".

ويتفق مع حمدي مالك بالرأي جستن برونك من "معهد الولايات المتحدة الملكي" وهو مركز بحثي مقره لندن، إذ يقول "الوضع الحالي غير ملائم لإيران... وطهران لا تريد تخطي الخطوط الحمراء الأمريكية كقتل مواطنين أمريكيين، ما قد يجبر واشنطن على الرد بعمل عسكري".

يقول الخبير في الدفاع الجوي، جستن برونك، إن الفئة الأساسية من الطائرات بدون طيار المعروفة باسم "الذخائر العائمة" مناسبة لهذا الغرض؛ إذ أنها غير مكلفة نسبياً ويمكنها حمل 30 كيلوغراماً من المتفجرات. يمكن أن تقتل ولكنها محدودة في قدرتها التدميرية. ويضيف الخبير أن مثل هذه الهجمات يمكن اعتبارها مقوياً معنوياً للميلشيات المعادية للسعودية والولايات المتحدة.

لا نوم بعد اليوم للسعوديين؟

"مشكلة السعوديين أن بلادهم كبيرة ولا يمكن حمايتها كلها. وبعض البنى التحتية كمنشآت النفط حساسة للهجمات، لأن فيها مواد قابلة للاشتعال بسرعة كبيرة"، يقول الخبير جستن برون مضيفاً أنه سيكون أكثر قلقاً اليوم لو كان حليفاً للولايات المتحدة في المنطقة أكثر مما لو كان جالساً في أحد سفاراتها في المنطقة.

وبالنسبة للعائلة المالكة السعودية يشكك برونك في أن أفرادها سينامون بشكل هادئ: "لا يمكن حماية كل البنى التحتية من تلك الهجمات الجوية البسيطة، بيد أن العائلة نفسها محمية بشكل جيد بواسطة مستشعرات حساسة، إن لم يكن بهياكل صلبة".

كاثرين شير/خ.س

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW