هل تصبح شمال إفريقيا المصدّر الرئيسي للهيدروجين الأخضر؟
١٨ أغسطس ٢٠٢٣
بحلول العام 2050، قد تصبح شمال إفريقيا مصدّرا رئيسيا للهيدروجين الأخضر، فيما تكون أوروبا سوقها الرئيسي، بحسب تقرير حديث شركة ديلويت للاستشارات يتوقّع مستقبل صناعة لا تزال في مهدها.
إعلان
يتوقّع أن يعيد الهيدروجين الأخضر "رسم خريطة الطاقة والموارد العالمية في وقت مبكر من العام 2030، وإنشاء سوق قيمتها 1,4 تريليون دولار سنويا بحلول العام 2050"، وفقا لتقرير صادر عن شركة ديلويت للاستشارات.
يعدّ وقود الهيدروجين الذي يمكن إنتاجه من الغاز الطبيعي أو الكتلة الحيوية أو الطاقة النووية، "أخضر" عندما تنفصل جزيئات الهيدروجين عن الماء باستخدام كهرباء مستمدة من مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي لا تنتج انبعاثات كربونية. وأقل من واحد في المئة من إنتاج الهيدروجين في العالم مؤهل حاليا ليصنّف أخضر.
نمو سريع للقطاع
لكن أزمة المناخ مقترنة بالاستثمارات الخاصة والعامة، تسببت في نمو سريع في هذا القطاع. وأشارت مجموعة الضغط "هايدروجين كاونسل" إلى أن هناك أكثر من ألف مشروع هيدروجين قيد التنفيذ في كل أنحاء العالم.
وأوضحت أن المشاريع التي أطلقت قبل العام 2030 ستتطلب استثمارات بحوالى 320 مليار دولار. وبحلول العام 2050، بحسب شركة ديلويت، من المرجح أن تكون المناطق الرئيسية المصدّرة للهيدروجين الأخضر شمال إفريقيا (110 مليارات دولار سنويا) وأميركا الشمالية (63 مليارا) وأستراليا (39 مليارا) والشرق الأوسط (20 مليارا).
ارتفاع الطلب على الطلقة النظيفة
ويمكن افتراض أن تقارير الاستشارات الإدارية تعكس مصالح عملائها من الشركات، بما فيها بعض أكبر الجهات الملوثة بالكربون. لكن الحاجة إلى تلبية الأهداف المناخية والإعانات السخية، ترفع الطلب على الطاقة النظيفة بكل أنواعها، بما فيها الهيدروجين الأخضر. كما تسعى صناعات الطيران والشحن لمسافات طويلة التي لا يتوافر فيها نوع البطاريات الكهربائية التي تستخدم في المركبات البرية، لاستخدام الهيدروجين بديلا للوقود الأحفوري.
كذلك، يمكن ظهور سوق هيدروجين نظيف من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أن يجعل الصناعة أكثر شمولا للبلدان النامية، بحسب التقرير. كما سيسمح لصناعات الصلب في بلدان الجنوب، على سبيل المثال، بوقف استخدام الفحم. ورغم ذلك، في الوقت الحالي، ما زال 99 في المئة من الإنتاج العالمي "رماديا"، أي أنه يتم إنتاج الهيدروجين عبر فصل جزيئات الميثان، ما يتسبب في إطلاق غازات دفيئة بغض النظر عن نوع الطاقة المستخدمة لإتمام العملية.
يطلق الهيدروجين الأخضر الهيدروجين من جزيئات الماء الخالية من الكربون (إتش20) باستخدام تيار كهربائي من مصدر طاقة متجددة. وقال سيباستيان دوغيه مدير فريق ديلويت للطاقة والنمذجة والمؤلف المشارك للتقرير الذي يستند إلى بيانات للوكالة الدولية للطاقة، إن هذا هو المكان الذي قد يكون لشمال إفريقيا دور رئيسي لتأديته.
اهتمام مغربي مصري بالهيدروجين
وأوضح لوكالة فرانس برس "نحن نرى أن عددا من دول شمال إفريقيا مثل المغرب ومصر مهتمة بمسألة الهيدروجين، وأن (استراتيجيات هيدروجين) تعلن هناك بعد بضع سنوات فقط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
وأشار إلى أن "المغرب لديه إمكانات قوية جدا لطاقة الرياح التي غالبا ما تكون متجاهلة، وإمكانات كبيرة للطاقة الشمسية، ومصر لديها الوسائل اللازمة لتصبح المصدّر الرئيسي للهيدروجين إلى أوروبا في العام 2050 بفضل خط أنابيب قائم للغاز الطبيعي" يمكن تكييفه لنقل الهيدروجين.
ويمكن السعودية أيضا الاستفادة من أشعة الشمس مع إمكان إنتاج 39 مليون طن من الهيدروجين الأخضر المنخفض الكلفة في العام 2050، ما يعادل أربع مرات طلبها المحلي، ما سيساعد في تنويع اقتصادها بعيدا عن البترول، وفق التقرير.
وتوقّع التقرير أن ينتهي الاستثمار بحلول العام 2040 لاحتجاز الكربون وتخزينه كحل لانبعاثات الهيدروجين القائم على الميثان، وهي الاستراتيجية الحالية لدول الخليج الغنية بالنفط، وكذلك الولايات المتحدة والنرويج وكندا.
ع.ش/ ف.ي (أ ف ب)
تغييرات في نمط الحياة لحل مشكلة التقلب المناخي
هناك الكثير من التغييرات، التي يمكن إجراؤها على نمط حياتنا، في البيت وفي المجتمع بهدف التقليل من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري ومشاكل التقلب المناخي. الصور التالية تقدم لنا بعض التغيرات التي يمكننا القيام بها.
صورة من: DW / Michael Altenhenne
حلول لمواجهة التقلب المناخي
تنبعث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري أثناء إنتاج واستهلاك الطاقة، وأيضاً من خلال أمور ليست واضحة تماماً كعمليات تصنيع المواد الغذائية. ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون أهم الغازات المضرة بالبيئة. كيف يمكننا إذن التقليل من إنتاج هذا الغاز؟
صورة من: picture-alliance/dpa
الاستعانة بمصابيح كهربائية جديدة
إحدى أسهل الطرق لتقليل الإنتاج الفردي لغاز ثاني أكسيد الكربون، أو ما يعرف بـ"البصمة الكربونية"، هي البحث عن أكثر خمسة مصابيح كهربائية استخداماً في المنزل، واستبدالها بمصابيح رفيقة بالبيئة. المصابيح الجديدة أطول عمراً من سابقاتها وتستهلك طاقة أقل، وهو ما يوفر المال أيضاً.
صورة من: Lightcycle.de
ترشيد استهلاك المياه يوفر الطاقة
يُستخدم الماء في العديد من النشاطات اليومية، وهو مفتاح الحياة على كوكبنا. وبالإضافة إلى ترشيد استهلاك كمية المياه اليومية، فإن التقليل من الماء يساهم أيضاً في توفير الطاقة اللازمة لضخ ومعالجة وتسخين الماء في المنزل، وهو ما من شأنه أن يقلل من انبعاث غازات الاحتباس الحراري.
صورة من: picture-alliance/ZB
قلل من استخدام السيارة
التخلي عن استخدام السيارة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً يُقلّل من انبعاث الغازات المضرة بالبيئة بكمية تصل إلى طنين سنوياً. وعند استخدامك للسيارة، حاول أن تكون مقتصداً مثلا من خلال تخفيف السرعة وعدم الفرملة كثيراً، وعدم إثقال السيارة بأشياء لا تستخدمها أو تنقلها، لأن ذلك يزيد من استهلاك الوقود.
صورة من: AP
هل تبحث عن سيارة جديدة؟
عند البحث عن سيارة جديدة، حاول أن تدرس شراء سيارة هجينة (تعمل بنظامي الوقود والغاز أو الكهرباء)، أو سيارة كهربائية كاملة. يذكر أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تنوي رفع عدد السيارات الكهربائية على الطرقات الألمانية إلى مليون سيارة بحلول سنة 2020، إلا أن المستهلك الألماني ما يزال غير متحمس للفكرة.
صورة من: picture alliance/dpa
زيادة فعالية البنية التحتية
وبالإضافة إلى الحلول الفردية، تلعب المدن والولايات والحكومات دوراً حيوياً في تخفيض انبعاث الغازات المضرة بالبيئة، وذلك من خلال رفع كفاءة شبكات المواصلات وترميم البنايات القديمة وعزلها بشكل أفضل.
صورة من: picture alliance/dpa
المباني الخضراء
تنتج عمليات الإنتاج ثُلث غازات الاحتباس الحراري حول العالم، ولهذا يمكن تخفيض البصمة الكربونية للمباني من خلال تركيب ألواح شمسية على سطوحها. وفي المستقبل، ينبغي تحسين عمليات البناء بالإسمنت بهدف التقليل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.
صورة من: picture-alliance/dpa
تناول الطعام المحلي
طريقة أخرى لتقليص البصمة الكربونية هي تناول المواد الغذائية المٌنتجة محلياً، وذلك لتقليل كمية الغازات المنبعثة من عملية نقل المواد الغذائية المستوردة من الخارج. كما أن تجنب تناول اللحم يساهم في الحفاظ على البيئة، وذلك لأن الأبقار، التي تربى للحومها، تطلق كميات كبيرة من غاز الميثان الضار بالبيئة.
صورة من: PATRICIA DE MELO MOREIRA/AFP/Getty Images
التخلي عن مصادر الطاقة الحجرية
تسعى حكومات كثيرة حول العالم إلى مستقبل خال من مصادر الطاقة الحجرية وذلك من خلال الاعتماد بشكل متزايد على الطاقات المتجددة. وتعتبر ألمانيا رائدة في هذا المجال، إذ وصلت نسبة الاعتماد على الطاقات المتجددة العام الماضي إلى 25 في المائة من إجمالي استهلاك البلاد للطاقة.
صورة من: Fotolia/Schlierner
فرص عمل من خلال الطاقات المتجددة
تنتشر مزارع الطواحين الهوائية في أنحاء ألمانيا الآن، كما يتم إنتاج كميات كبيرة من الطاقة عبر الألواح الشمسية. إضافة إلى ذلك، تنتج البلاد الطاقة من الكتل العضوية والطاقة الكهرومائية. هذا كله ساهم في خلق نحو 350 ألف فرصة عمل في مجال الطاقات المتجددة.
صورة من: picture-alliance/dpa
فوائد ترشيد استهلاك الطاقة
تحظى فكرة حصول الدول النامية على مبالغ مالية من أجل عدم استخدام موارد الطاقة الحجرية المخزونة لديها بقبول واسع حول العالم، فهذا لا يساعد فقط على الحفاظ على النظم الحيوية هناك فحسب، بل وتساهم الأشجار التي لا تقطع في التقليل من نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث.
صورة من: picture-alliance/dpa
أمل في المستقبل
وتأمل منطقة ياسوني في الإكوادور في الاستفادة من هذا البرنامج، إذ أن التنقيب عن النفط في هذه المنطقة من شأنه أن يدر أرباحاً هائلة على الإكوادور، ولكنه سيؤدي في نفس الوقت إلى تدمير الغطاء النباتي والحيواني هناك، مما سيعني ارتفاعا في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.