هل تطير طائرات المستقبل بلا انبعاثات مضرة بالبيئة؟
٢٤ أغسطس ٢٠١٩
السفر بالطائرة هو أحد العوامل المساهمة في ارتفاع حرارة الأرض، ولكن لا يوجد بديل عن استخدام الكيروسين لكي تتمكن الطائرة من التحليق حاملة على متنها أكثر من 500 طن، فهل التوصل لكيروسين صديق للبيئة أمر ممكن؟
إعلان
تتعرض المطارات وشركات الطيران والشركات المصنعة للطائرات لانتقادات متواصلة من قبل المنظمات العاملة بمجال حماية البيئة، لما تتسبب فيه رحلات الطيران من انبعاثات لغاز ثاني أكسيد الكربون، ما يساهم في رفع درجة حرارة الأرض وما ينتج عنه من تغير بالمناخ.
ويحاول قطاع الطيران التأكيد على التزامه نحو البيئة حتى عام 2050، حيث ذكر الاتحاد الألماني لشركات الطيران في بيان له: "نريد خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن الملاحة الجوية إلى صفر، وندرك أنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف إلا إذا حلت أنواع الوقود المتجدد محل الكيروسين التقليدي".
يتمثل الأمل الوحيد في النجاح في توليد الطاقة عن طريق استخلاص الهيدروجين من الماء ومعالجته بثاني أكسيد الكربون، فيما يعرف بمعادلة تُسمى "Power to X"، حيث يشير حرف X هنا إلى الاختيار ما بين الغاز أو أنواع الوقود السائلة، مثل الديزل أو البنزين، أو الكيروسين.
ورغم أن هذه الأنواع من الوقود تطلق ثاني أكسيد الكربون عند احتراقها، إلا أن هذا الكربون كان قد أخذ من البيئة أصلاً، مما يعني أن هذه الدورة غير مُضرة بالبيئة.
ويؤيد رئيس قسم التقنية لدى شركة "MTU" لصناعة المحركات في مدينة ميونخ، لارس فاجنر، الدعوة لاستخدام وقود بديل، حيث يستبعد إمكانية استخدام الكهرباء لتسيير الطائرات في الوقت الحالي، قائلاً: "تقنيات البطاريات المتوفرة حالياً لا تسمح بتسيير طائرات تحمل على متنها من 150 إلى 270 راكباً لثقل وزنها".
وكانت طائرة تابعة لشركة "فيرجين أتلانتيك" الأمريكية قد قامت بالفعل بأول رحلة تجريبية بوقود مصنوع من مصادر حيوية ممزوج بالكيروسين التقليدي في شباط/ فبراير عام 2008، كما تُجري الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" أيضاً تجارب على بدائل وقود يتم مزجها بالكيروسين منذ عام 2011.
لكن "لوفتهانزا" أدركت منذ فترة عدم كفاية المساحات الزراعية لإنتاج الأغذية الضرورية للبشر وفي ذات الوقت تلبية الحاجة المتنامية لقطاع الطيران الآخذ في الاتساع من الوقود الحيوي. لذلك اتفقت الشركة مع مصنع "هايده" لتكرير الوقود، في إطار مشروع بحثي تحت رعاية جامعة بريمن مدعوم من الدولة بأربعة مليارات يورو، للاستفادة من الكهرباء المولدة باستخدام طاقة الرياح لإنتاج الكيروسين الصناعي، على أن تنطلق أول منشأة رائدة في هذا المجال أواخر عام 2023.
د.ب/ ي.أ (د ب أ)
موارد مهددة بالنضوب.. فما الحل وهل فات الوقت؟
في اليوم العالمي لـ"استنفاذ الموارد الطبيعية" (29 يوليو/تموز)، نلقي نظرة على الموارد الأكثر ندرة حول العالم والمهددة بالزوال مع استهلاكنا اليومي الجائر لها، فهل فت الأوان أم لايزال هناك فرصة لتجنب الكارثة!
صورة من: Getty Images/AFP/A. Sankar
المياه سر الحياة
تمثل المياه النظيفة 2.5% فقط من إجمالي المياه الموجودة على الأرض، والتي يُستَخدم 70% منها في الزراعة، بينما تشكل الثلوج أكثر من نصف مخزون المياه. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يعاني ثلثي سكان العالم من ندرة في المياه بما سيؤثر على كافة جوانب الحياة.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
التربة الزراعية عملة نادرة
تتصاعد حدة المنافسة على الأرض الزراعية بالذات مع استمرار الزيادة في أعداد البشر مع عدم مواجهة هذا بزيادة مقابلة في مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، كما تزيد التقلبات الحادة بفعل التغيرات المناخية من سوء الوضع. وتقوم الدول التي تعاني من ندرة التربة الزراعية أو من الزيادة السكانية، مثل السعودية والصين، بالبحث عن ضالتها في القارة الأفريقية، حيث لا تقل قيمة التربة الخصبة اليوم عن قيمة الذهب.
صورة من: Imago/Blickwinkel
الوقود مهدد بالنضوب
فيما يتعلق بالوقود، يقع البترول على قائمة موارد العالم التي تتجه نحو الزوال لكونه من مصادر الطاقة الغير متجددة. استمرار المعدل الحالي لاستهلاك الوقود، سيؤدي في النهاية لنضوبه، بما يمثل تحديا كبيرا لبعض الدول المعتمدة على مخزونها الضخم من النفط والغاز الطبيعي.
صورة من: picture-alliance/dpaH. Oeyvind
قطع العلاقة بالفحم
بالرغم من تحفظ بعض الدول، مثل ألمانيا، على استخدام الفحم والسعي للتقليل أو تجنب استهلاكه باعتباره ملوثا للبيئة، بدأ احتياطي الفحم في النضوب. ففي بولندا، احتياطي الفحم البني الموجود بالمناجم من المتوقع نفاذه بحلول عام 2030، بينما يمكن للفحم الأسود الصمود لمدة أطول قليلا، وفقا لتوقعات الخبراء. وستضطر بولندا قريبا إلى التوقف عن استخدام الفحم وقطع علاقتها به.
صورة من: picture alliance/PAP/A. Grygiel
الرمال لن تكون في كل مكان
عند الحديث عن الرمال، نعتقد أنها بلا نهاية، إلا أن عملية تكون الرمال تتسم بالبطيء الشديد. تعتبر الرمال موردا متجددا، ولكن في ظل استخدامها بمعدل مرتفع في عمليات البناء لن يُتاح الوقت الكافي لإعادة إنتاج المزيد منها. في المناطق النامية حول العالم، كغرب القارة الأفريقية حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد السكان قبل حلول عام 2050، يمكن للرمال أن تتحول بهذه الحالة لمورد نادر.
صورة من: picture-alliance/ZB/P. Förster
بعض الكائنات في خطر
السلوك الطائش والمتهور للبشر نحو الكائنات الحية على كوكب الأرض سوف يتسبب بانقراض الكثير منها. يفرط الإنسان في استهلاك لحوم الحيوانات أو الإتجار بلحومها أو أجزاء منها، ولهذا هناك كائنات، مثل وحيد القرن وحصان البحر وأكل النمل المدرع، يمكن إضافتها لقائمة الموارد المهددة بالنضوب. كما إنه إذا استمر استهلاك وتهديد الإنسان لهذه الكائنات، ستصبح حياة البشر أنفسهم معرضة للخطر.
صورة من: picture-alliance/Zuma/I. Damanik
المورد الأكثر ندرة في العالم
وبالرغم أنه يبدو أن الأمر تأخر كثيرا ولم يعد هناك ما يمكن عمله، لكن ما يزال لدى الإنسان فرصة لعمل شيء ما قبل فوات الأوان. فبعض الخبراء يرون مثلا أن الأزمة المناخية يمكن حلها إن تم اتخاذ خطوات حاسمة خلال الـ 12 عاما القادمة.