هل انتهت عملية إنقاذ اليونان؟ وزراء مالية أوروبا يناقشون
٢٦ أبريل ٢٠١٨
كل المعطيات تشير إلى أن اليونان في طريقها إلى التعافي مالياً. أثينا سجلت العام الماضي نمواً اقتصادياً بنسبة 1.4 في المائة لأول مرة منذ سنوات، مع توقعات بالازدياد. رغم ذلك، لا تزال أثينا أمام جبل ديون عملاق.
إعلان
ملف ديون اليونان ومشهد المساعدات الأوروبية لأثينا تصل على ما يبدو إلى خاتمة سعيدة ربما، ولكن اليونان تحتاج إلى لمسات أخيرة كي تخرج من مظلة المساعدات الأوروبية قريباً. لذلك دعا رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أثناء زيارة الخميس (26 نيسان/ أبريل 2018) دول منطقة اليورو إلى تنفيذ التزاماتها إزاء أثينا وتقديم تسهيلات مصرفية فيما يخص ديونها.
كما ثمن يونكر جهود اليونان للعودة إلى النمو الاقتصادي السليم بعد سنوات عجاف، ووصف وضع أثينا "بالعودة المثيرة إلى طريق النمو الاقتصادي"، حسب تعبيره. وقال يونكر بعد لقائه رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس: "الآن يبقى على اليونان أن تركز جهودها على قضية تقليص الديون".
يشار إلى أن وزراء مالية منطقة اليورو سيناقشون موضوع إنهاء برنامج المساعدات الأوروبية لليونان يوم غد الجمعة في العاصمة البلغارية صوفيا، فيما سيحضر وزير المالية الألماني أولاف شولتس للمرة الأولى اجتماعاً وزارياً أوروبياً، ما يعني أن أثينا في طريقها للخروج من مظلة المساعدات لمنطقة اليورو ربما في شهر آب/ أغسطس المقبل.
لكن وثائق وزارة المالية الألمانية تشير إلى عدم استبعاد حصول أثينا على شريحة جديدة من المساعدة في الصيف المقبل، وربما تكون الشريحة الأخيرة التي تحصل عليها اليونان تحت مظلة المساعدات الأوروبية، حسب ما ذكرت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية نقلاً عن وثائق سرية في وزارة المالية الألمانية في برلين.
ولكن وبغض النظر عما إذا كانت اليونان بحاجة إلى شريحة جديدة من المساعدات أم لا، ستبقى اليونان تحت رقابة مالية مشددة وذلك لضمان عدم تراجع البلاد عن الإصلاحات الإدارية والضريبية التي أجريت في السنوات الأخيرة تحت ضغط الدائنين، بينها ألمانيا وصندوق النقد الدولي.
لكن رئيس المفوضية الأوروبية يونكر يعتقد أن اليونان قادرة على الخروج من مظلة المساعدات الأوروبية حتى دون رقابة مشددة من قبل الدائنين. فاليونان، حسب يونكر، حقق العام الماضي نمواً اقتصادياً بنسبة 1.4 في المائة، ويتوقع نمواً هذا العام بنسبة 2.5 في المائة، إلى جانب فائض في الميزانية بنسب طفيفة بلغت 0.8 في المائة. لكنها تشير إلى بوادر تعاف في الاقتصاد اليوناني. ورغم ذلك لا يتوقع أحد أن يتم إلغاء ديون اليونان ولو جزئياً، حيث يبلغ حجم ديون اليونان أكثر من 350 مليار يورو.
ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.ب)
اليونان - أزمة خانقة وفقر مدقع ...وأمل في غد أفضل
بعد كر وفر ومفاوضات تلو الأخرى، توصلت الحكومة اليونانية إلى اتفاق مع دائنيها يقيها شر الخروج من منطقة اليورو و من إعلان الإفلاس مقابل المضي في "طريق طويل وصعب" من الإصلاحات. اليونانيون سئموا التقشف، فهل من أمل؟
صورة من: imago/A. Neumeier
تنفس اليونانيون الصعداء بعدما توصلت حكومتهم عقب مفاوضات ماراثونية وعسيرة مع المؤسسات الدائنة إلى اتفاق يتم بموجبه المضي قدما في خطة تقديم قرض مالي جديد لإنقاذ اليونان التي تعاني منذ سنوات من أزمة ديون خانقة.
صورة من: Reuters/Y. Kourtoglou
الاتفاق الجديد الذي توصلت إليه أثينا مع الشركاء الأوروبيين يقضي أيضا ببقاء اليونان عضوا في منطقة اليورو بعدما نوقشت في أوروبا سيناريوهات محتملة لخروج اليونان من منطقة اليورو - ولو بصفة مؤقتة..
صورة من: picture-alliance/R. Geiss
الاتفاق الجديد لم ينقذ اليونان من خطر الإفلاس فقط، وإنما أنقذ أيضا رئيس الحكومة ألكسيس تسيبراس الذي يواجه ضغوطات من الداخل والخارج للحصول على سيولة لخزينة بلاده الفارغة.
صورة من: Reuters/E. Vidal
حتى وإن كان الاتفاق يقضي بتنفيذ اليونان لحزمة من الإجراءات القاسية، إلا أنه قد يعطي بصيصا من الأمل للكثير من اليونانيين الذين فقدوا جراء الأزمة الاقتصادية وظائفهم ووجدوا أنفسهم عاجزين عن توفير حتى لقمة العيش.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Giakoumidis
البعض الآخر وجد في موائد الطعام التي توفرها الكنائس والمنظمات الخيرية ملاذه الأخير لسد رمقه بعدما عجزت الدولة في اليونان عن توفير الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم لمواطنيها الذين كانوا أولى ضحايا الأزمة الاقتصادية في البلاد.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
أصبحت مثل هذه المشاهد خلال السنوات الأخيرة في شوارع اليونان، البلد العضو في الاتحاد الأوروبي، من المشاهد المعتادة بعدما عصفت به أزمة اقتصادية ومالية هي الأشد في تاريخه.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
الأزمة المالية الخانقة دفعت باليونان إلى تقليص المصاريف إلى درجة إغلاق المستشفيات الحكومية. الأمر الذي دفع بالكثيرين من المرضى العاجزين عن دفع رسوم مستشفيات خاصة إلى اللجوء إلى منظمات إنسانية مثل "أطباء بلا حدود" للحصول على العلاج وبعض الدواء.
صورة من: Imago/Invision
قد يطال المقص معاشات المتقاعدين مرة أخرى في إطار حزمة الإجراءات التي يطالب بها دائنو اليونان أثينا. ومن المفارقات أن هذه المعاشات تكاد لا تكفي لسد حاجيات المتقاعدين الذين وجدوا أنفسهم بعد سنوات من الكد والجد على عتبة الفقر.
صورة من: picture alliance/abaca/A.Michailidis
تضاعفت معدلات البطالة في صفوف الشباب لترتفع إلى نحو 27 بالمائة، فيما تجازوت 50 بالمائة في صفوف خرجي الجامعات دون 25 عاما. البعض اختار الاحتجاج الغاضب للتعبير عن وضعيته، فيما اختار الكثيرون الرحيل في أسوأ هجرة للأدمغة تشهدها البلاد.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الغضب والاحتجاج أصبح من المشاهد المعتادة في شوارع اليونان التي وجدت نفسها مجبرة على شطب نسبة كبيرة من الوظائف الحكومية. وهي من الإجراءات التي يطالب بها دائنو اليونان لإصلاح اقتصاد بلد يشغل أكثر من 800 ألف موظف.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
من المفارقات في اليونان أن الأثرياء بالكاد يدفعون الضرائب. كما أن المحسوبية والفساد من الظواهر المتفشية في أجهزة الدولة. وسيكون الإصلاح الضريبي ومكافحة الفساد من المهام الصعبة التي يتعين على حكومة تسيبراس مواجهتها خلال السنوات القادمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
من المهمات المنوطة بعهدة أثينا للخروج من الركود الاقتصادي العمل على تنويع الاقتصاد الذي يرتكز بالأساس على السياحة وتشغيل الموانئ. ويرى خبراء أن غياب الاستثمار في قطاعات مهمة جعل الاقتصاد اليوناني هشا يفتقر لأرضية صلبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M.Gambarini
يعلق اليونانيون آمالا عريضة للخروج من أزمة خانقة جعلت منهم "عبيدا لدائني بلادهم"، حسب ما قال وزير المالية السابق يانس فاروفاكس. فهل يعود الفخر إلى أقدم حضارة أوروبية، مهد الديمقراطية؟