1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تنجح فرنسا في حربها على القاعدة في الساحل الإفريقي؟

٢٨ يوليو ٢٠١٠

دخلت فرنسا مرحلة جديدة من حربها على الإرهاب وخصوصاً على تنظيم القاعدة في منطقة الساحل الأفريقي والمغرب العربي، فيما يؤكد خبير في الجماعات المتشددة احتمال تغيير القاعدة لنمط هجماتها في المنطقة رداً على التصعيد الفرنسي.

اختطاف الأجانب أهم مصادر تمويل القاعدة في منطقة الصحراء الكبرىصورة من: picture-alliance/dpa

توعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالانتقام لمقتل رهينة فرنسية على يد مختطفيه من تنظيم القاعدة في مالي بشمال أفريقيا. وأضاف ساركوزي بأن هذا "العمل الهمجي لن يبقى بلا عقاب"، وذلك إثر اجتماع لمجلس الدفاع والأمن شارك فيه مسؤولون وزاريون وفي الاستخبارات.


من جهته أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أن بلاده باتت في "حالة حرب" مع جناح تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا، والمعروف باسم "تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي"، وذلك بعد مقتل رهينة فرنسي كان في قبضة التنظيم عقب فشل محاولة تحريرها في مالي.

تهديدات ساركوزي بالانتقام أعقبها إعلان حرب على تنظيم القاعدة في شمال أفريقياصورة من: AP

وقال فيون في حديث لإذاعة "أوروبا 1" إن فرنسا "في حرب ضد القاعدة ولذلك ندعم القوات الموريتانية التي تحاربها منذ شهور"، في إشارة إلى العملية المشتركة التي نفذتها قوات فرنسية وموريتانية. وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي أن جناح التنظيم في شمال أفريقيا يضم حوالي 400 مقاتل ينشطون في منطقة صحراوية بحجم أوروبا.

من دعم سري إلى تدخل عسكري مباشر

هذا ويؤكد كميل الطويل، المحلل السياسي والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المتشددة، أن إعلان فرنسا الحرب على القاعدة يعني انتقال هذه المعركة من مرحلة الدعم السري إلى مرحلة التدخل العسكري العلني. ويضيف الطويل، في حوار مع دويتشه فيله، أن فرنسا كانت في السابق "تقدم الدعم السري لأجهزة مكافحة الإرهاب في دول الساحل والمغرب العربي، ولكن لم يتم الإفصاح عنه بشكل علني".

ويشير الطويل إلى أن إعلان الحرب هذا يتزامن مع مرحلة لا تعتقد فيها الحكومة الفرنسية بوجود مفر من مواجهة تنظيم القاعدة، ومن أنها أصبحت طرفاً في المعركة الدائرة مع خلاياه المنتشرة في بلاد الساحل والمغرب العربي. وينشط تنظيم القاعدة في دول ذات حدود مفتوحة ولا تتمتع باستقرار سياسي كالنيجر ومالي وموريتانيا. وعادة ما تتمثل هذه النشاطات في خطف رعايا الدول الغربية ومبادلتهم بسجناء للتنظيم أو بفدية مالية تسهم في تمويل عملياته الأخرى، بالإضافة إلى المشاركة في الإبقاء على هذه المناطق كبؤر للنشاطات غير القانونية، مثل تجارة المخدرات والاتجار بالبشر.

ومما تجدر الإشارة إليه هو أن الجزائر قد أبدت اعتراضات على التدخل الفرنسي المباشر في الحرب على الإرهاب في شمال أفريقيا، وطالبت بترك هذا الأمر لدول الساحل الأفريقي. في هذا الصدد يشدد كميل الطويل على أن "تنظيم القاعدة الناشط في منطقة الساحل الأفريقي والمغرب العربي هو في الأصل تنظيم جزائري يعود إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال وقبلها الجماعة الإسلامية المسلحة. لذلك يعتبر الجزائريون أنفسهم أولى بقيادة الجهد ضد نشاط هذا التنظيم، سواء في الجزائر نفسها أو ضد فرع التنظيم الناشط في الصحراء".

عقبات في وجه محاربة القاعدة
ومن المعروف أن فرنسا لا تزال تواجه مشاكل جمة في التصدي لتنظيم القاعدة في منطقة الساحل الأفريقي والمغرب العربي، وخصوصاً فيما يتعلق بضعف أجهزة أمن دول المنطقة. فهذه الأجهزة تواجه تحديات مراقبة مناطق حدودية شاسعة نادرة السكان، باستخدام تقنيات قديمة وموارد ضئيلة، بالرغم من حصولها على مساعدات أوروبية وأمريكية في هذا المجال.

مشاكل عديدة تقف في وجه الحرب على الإرهاب في شمال أفريقيا: عتاد قديم وقلة التدريب وحدود شاسعةصورة من: Mohamed Mahmoud Aboumaaly

ويزيد من تعقيد هذه المشكلة انعدام الاستقرار السياسي في معظم هذه الدول والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها، ما يدفع بالمزيد من الشباب إلى الانضمام للمجموعات الإرهابية. عدا عن ذلك تتحمل فرنسا مسؤولية رمزية تجاه تلك الدول، كونها الدولة الاستعمارية السابقة في المنطقة، وخصوصاً بعد قرار الولايات المتحدة تركيز جهودها على محاربة القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان والعراق، والتراجع عن إنشاء قاعدة دائمة لها في شمال أفريقيا.

من جهة أخرى يتوقع كميل الطويل أن يرغم التدخل الفرنسي القاعدة على تغيير إستراتيجيتها في المنطقة باتجاه القيام بعمليات أكثر عنفاً قد تستهدف المصالح الفرنسية في دول الساحل أو منشآت حكومية للدول التي تدعم الجهود الفرنسية لمحاربة الإرهاب. ويضيف الطويل بأن الصورة لن تتضح "سوى في الفترة المقبلة، عندما نعرف هل سيغير تنظيم القاعدة نظام عملياته من خطف الغربيين إلى هجمات أخرى".

ويتوقع الطويل، وهو مؤلف عدة كتب عن الإسلام السياسي والتطرف تصعيداً للعمليات العسكرية الفرنسية ضد مخابئ وأوكار تنظيم القاعدة في المنطقة، وخصوصاً القيام بعمليات ضد عدة أهداف في وقت واحد. وحسب الطويل فقد تأخذ هذه العمليات شكل هجمات للقوات الخاصة أو من الجو، سواء من قبل الفرنسيين أو من خلال دول الساحل الأفريقي.

ياسر أبو معيلق

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW