تلاشي احتمالات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية مع تزايد الغضب الشعبي ضد القصف الإسرائيلي لغزة. فهل يهدد ذلك باندلاع موجة من التطرف في الشرق الأوسط؟
إعلان
قبل أيام، أعرب المخرج الفلسطينى عمر رمال عن خيبة أمله بشكل جلي تجاه "العالم الغربي" في منشور على صفحته عبر "انستغرام"، قائلا: "لم أعد أحب أن اتحدث لغتهم أو أشاهد أفلامهم وانتاجهم السينمائي ولا أغانيهم أو أتابع مشاهيرهم". وأضاف المخرج الذي يتابعه قرابة 800 ألف شخص على انستغرام: "كلهم في عيني سواء.. قلوبهم كالحجارة..ينظرون لي ولأمثالي على أننا دون البشر".
ولا يعكس الرأي الذي أعرب عنه رمال حالة استثنائية إذ أن هناك الكثيرون في الشرق الأوسط يشاركونه الرأي ذاته. ومنذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قامت الأخيرة بقصف قطاع غزة وشن عمليات برية ما أسفر عن مقتل قرابة عشرين ألفا بحسب السلطات الصحية التابعة لحماس في غزة.
يُذكر أن حركة حماس، مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
القلوب والعقول
خلال الشهرين الماضيين، تسبب تدفق صور الضحايا والدمار التي تعكس ما آلت إليه الأوضاع في غزة، في حالة فزع، فيما يبدو أن حصيلة القتلى الآخذة في الارتفاع بدأت في إحداث تغيرات في الآراء بوتيرة سريعة في الشرق الأوسط، بحسب شبكة "البارومتر العربي" البحثية.
وقالت الشبكة إنها كانت تجري استطلاعا للرأي خاص بتونس عندما وقع هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مضيفة أنها مضت فيه بالتزامن مع اشتداد القصف الإسرائيلي لقطاع غزة ليجد الباحثون أنه "في غضون 20 يوما فقط، تغيرت آراء التونسيين حول العالم بطريقة نادرا ما حصلت خلال السنوات الماضية".
ونشرت مجلة "فورين أفيرز" الأسبوع الماضي مقتطفات من نتائج الاستطلاع الذي كشف عن أن إسرائيل كانت أقل شعبية بين التونسيين مقارنة بأي وقت مضى، فيما طال الأمر أي دولة تدعم إسرائيل مثل الولايات المتحدة وحتى السعودية التي كانت في طريقها صوب التطبيع مع إسرائيل.
ورغم أن نتائج الدراسة تخص تونس إلا أن بعض تعليقات كبار السياسيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط تؤكد أن صدى هذه الآراء منتشرا على نطاق واسع في المنطقة.
ففي منتصف الشهر الماضي، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أثناء اجتماعه مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي إن الصراع في غزة سوف يغذي التطرف في المنطقة لعقود.
وقبل بضعة أيام، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن وزير خارجية إحدى البلدان العربية قوله إنه يشعر بالقلق حيال تأثير الصراع على الأوساط الشابة في بلاده، مضيفا "إنهم يشاهدون ما يحدث في غزة على شاشات التلفاز وينتابهم شعور بالغضب المتزايد".
ونقلت مجلة "نيولاينز" الأمريكية عن رئيس منظمة في الأردن تُعنى ببناء السلام قوله: "نعلم من جميع أبحاثنا أن العدالة وتصور العدالة تعد المحرك الرئيسي للتطرف".
بدوره، قال الصحفي المصري حسام الحملاوي إنه يعتقد بوجود مشاعر مماثلة في مصر، مضيفا "كانت هناك بالفعل بعض الانتقادات لألمانيا بسبب تصدير الأسلحة إلى الحكومة المصرية الاستبدادية، لكن دعم ألمانيا غير المشروط للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة جعل المصريين أكثر غضبا".
وفي مقابلة مع DW، قال: "شعرت الشعوب سواء في مصر والدول العربية الأخرى بالصدمة عندما رأوا الشرطة في برلين تقوم على ما يبدو بتفتيش وتنميط يستهدف العرب في الشوارع وتقمع المظاهرات - كما لو أن (ألمانيا) دولة ديكتاتورية غير غربية".
تداعيات دبلوماسية
وإزاء ذلك، يطرح مختصون تساؤلات حيال تأثير ذلك على المدى الطويل خاصة وأن استطلاعات الرأي تظهر بانتظام أن القضية الفلسطينية مازالت محورية في الشرق الأوسط حتى قبل السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي. ويشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن الشعوب العربية كانت دائما أقل حماسا إلى حد كبير حيال تطبيع العلاقات بين إسرائيل وحكوماتهم.
بدورها، قالت سلمى الشامي، مديرة قسم الأبحاث في مشروع "الباروميتر العربي"، "لا يوجد نظام حتى لو كان غير ديمقراطي يعد معزولا تماما عن المساءلة العامة". وفي مقابلة مع DW، أضافت "رغم أن الرأي العام قد لا يشكل نفس القدر من التأثير في الدول غير الديمقراطية، إلا أنه يثقل كاهل الأنظمة ويجعل الأمور أكثر كُلفة في حالة إصرار هذه الانظمة على المضي قدما في سياسات تعارضها شعوبها بشكل واضح".
ويرى مراقبون أنه في ضوء ذلك فإنه من غير المرجح أن تتعرض القضية الفلسطينية للتهميش.
وكشف استطلاع الرأي الذي أجرته شبكة "الباروميتر العربي" عن أن التونسيين قد كونوا أراءً أكثر إيجابية تجاه الحكومة الإيرانية التي تعد من أقوى الداعمين لحركة حماس.
تحول الغضب إلى عنف؟
وكشفت استطلاعات للرأي أجرتها في السابق شبكة "الباروميتر العربي" عن أن المشاركين كانوا أكثر ميلا إلى نبذ استخدام العنف لخدمة أجندات سياسية، غير أن ذلك طرأ على تغيير كما كشف استطلاع الشبكة الأخير.
وأظهر الاستطلاع أن ثلثي التونسيين قبل السابع من أكتوبر / تشرين الأول أيدوا حل الدولتين فيما لم يختر سوى ستة في المئة من التونسيين فئة "الآخر" التي تشير إلى المقاومة المسلحة ما يعني ضمنيا أن أغلبية كبيرة كانت ضد المقاومة المسلحة.
بيد أنه عقب السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي ارتفعت هذه النسبة من 6 بالمئة إلى 36 بالمئة. وقال الباحثون إنه في ضوء أن التونسيين بعيدون عن بؤرة الصراع، فإنهم لا يشكلون قلقا كبيرا، لكن الأمر يمثل إشكالية كبيرة في حالة تغير المواقف بنفس الطريقة في بلدان الجوار الإسرائيلي، فيما لازال الغموض يكتنف إحتمالية أن تؤدي هذه التغييرات في المواقف إلى موجة من التطرف العنيف أو أعمال إرهابية قد تقع في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعربت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي يلفا يوهانسون عن قلقها إزاء مخاطر وقوع هجمات إرهابية في بلدان التكتّل، مضيفة "مع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس والاستقطاب الذي تسبّبه في مجتمعاتنا، ومع قرب حلول فترة العطل، فإن مخاطر وقوع هجمات إرهابية في الاتحاد الأوروبي هائلة. لقد شهدنا ذلك مؤخراً في باريس وللأسف شاهدناه قبل ذلك أيضا".
وتسبب الصراع في غزة في حدوث انقسامات في مشاعر شعوب الدول الأوروبية والولايات المتحدة، فضلا عن تزايد الخطابات العنصرية المعادية للسامية والإسلام.
حماس وهجمات محتملة في أوروبا؟
وفيما يتعلق بحماس، يقول خبراء إنه من غير المرجح أن تشن الحركة أعمالا إرهابية في أوروبا. وفي ذلك، كشفت المكتبة الافتراضية اليهودية وجهاز الاستخبارات الوطني الأمريكي عن أن حماس لم ترتكب أي أعمال إرهابية خارج إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت بعض الاعتقالات في ألمانيا وهولندا لأشخاص يُعتقد أنهم على صلة بحماس ويشتبه في "تخطيطهم لهجمات" في أوروبا، لكن خبراء يرون أنه في حالة حدوث هجوم من هذا القبيل فسوف يكون الأول من نوعه، لأن أهداف حماس الرئيسية محدودة إقليميا على النقيض من الجماعات المتطرفة الأخرى مثل "القاعدة" أو "داعش" التي وضعت نصب أعينها أهدافا دولية.
تجنيد المتطرفين
الجدير بالذكر أن داعش استخدمت ما أطلق عليه "المعايير الغربية المزدوجة" لتجنيد عناصر جديدة في صفوفها. بدورها، قالت تانيا ميهرا، الباحثة في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، إن الجماعات ذات التطلع العالمي مثل القاعدة وداعش تدعو عناصرها إلى تنفيذ هجمات ضد اليهود على المدى القصير.
وفي مقابلة مع DW، أضافت تانيا ميهرا بأنه "كلما طال أمد الصراع، كلما تمكنوا بالفعل من تجنيد عناصر جديدة". وأشارت إلى أن كافة أنواع الجماعات تحاول استغلال الصراع لتحقيق أهدافها، موضحة بأن "هذا الأمر يشمل جماعات يمينية متطرفة تستخدمه لتغذية المشاعر المعادية للهجرة والمعادية للسامية، كما يشمل حتى تورط روسيا المزعوم في رسوم نجمة داود على جدران أبنية في باريس الشهر الماضي، إضافة إلى تورط دول أخرى بعيدة عن بؤرة الصراع. وهنا نرى أن الصراع يؤدي إلى زيادة التطرف والتطرف العنيف في منطقتي جنوب وجنوب شرق آسيا".
وقال مراقبون إن الجماعات اليمينية المتطرفة في الهند تستخدم الصراع لتشويه صورة المسلمين في البلاد. ورغم أن تنامي خطر التطرف يشكل مصدر قلق، إلا أن سلمى الشامي تؤكد أن هذا الأمر يؤثر سلبا على قضية حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، قائلة: "(قضية) فلسطين ليست ذات أهمية فقط بسبب المخاوف الأمنية. إنها مهمة بسبب حقوق الإنسان وتحقيق العدالة وحق تقرير المصير". وأضافت بأن "الشعوب العربية أكدت باستمرار سواء في مواقفها وأفعالها وسواء أكان ذلك في صراعاتها الداخلية أو صراعاتها الإقليمية - أن هذه القيم الأساسية المعلنة تستحق أكثر من أن تكون مجرد كلام".
أعده للعربية: محمد فرحان
حرب إسرائيل وحماس - حصيلة ثقيلة ومساع لوقف القتال
أكثر من 11 ألف قتيل في غزة، بحسب أرقام حركة حماس، و1200 قتيل في إسرائيل، فضلًا عن أكثر من 200 رهينة لدى حماس في غزة التي لحق بها دمار هائل نتيجة القصف الإسرائيلي. هنا لمحة عن الحصيلة الثقيلة للحرب بين إسرائيل وحماس.
صورة من: AFP
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، شنت حركة حماس المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، هجومًا إرهابيًا على إسرائيل يوم السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلًا عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
مئات القتلى وأكثر من 200 رهينة
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". بلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1400 شخص (تم تعديلها في 11 تشرين الثاني/نوفمبر إلى 1200)، بحسب الجيش الإسرائيلي، فضلًا عن مئات الجرحى، ماعدا احتجاز أكثر من 240 آخرين كرهائن في قطاع غزة.
صورة من: Ohad Zwigenberg/AP/picture alliance
ردود الفعل الإسرائيلية على الهجوم الإرهابي
وبعد وقت قصير من الهجوم، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية" وقصف أهدافًا في قطاع غزة. وبحسب السلطات الصحية التابعة لحماس، قُتل أكثر من 11000 شخص (حتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2023). ولا يمكن التحقق من هذا الرقم بشكل مستقل. في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، بدأت إسرائيل بمحاصرة قطاع غزة وقطعت إمدادات الكهرباء والغذاء والمياه عن سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
الوحدة السياسية
إسرائيل، المنقسمة داخليًا بشدة، شكلت حكومة طوارئ "وحدة وطنية" في 11 تشرين الأول/أكتوبر. السياسي المعارض بيني غانتس انضم إلى الحكومة. بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل حكومة من خمسة أعضاء لـ"إدارة الأزمات"، وتضم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت وبيني غانتس، كما يتمتع رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر (من حزب الليكود) بوضع مراقب في هذه الهيئة.
صورة من: Abir Sultan via REUTERS
اشتباكات على الحدود مع لبنان
بعد وقت قصير من الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل، وقعت اشتباكات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان. قُتل عدة أشخاص بينهم صحفيون في القصف المتبادل بين إسرائيل وميليشيا حزب الله الشيعية. كما أن أعضاء بعثة مراقبي الأمم المتحدة في لبنان عالقون بين الجبهات.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
رد فعل حزب الله
في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، هدد زعيم حزب الله حسن نصر الله بتصعيد الصراع في أول خطاب له منذ بدء الحرب. ومع ذلك، لم يحصل أي توسع في القتال المحدود على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
صورة من: Mohamed Azakir/REUTERS
انفجار في مستشفى
وفي مدينة غزة، وقع انفجار في حرم المستشفى الأهلي المسيحي يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر. وأرجعت إسرائيل الانفجار إلى صاروخ أخطأ هدفه أطلقته حركة "الجهاد الإسلامي". فيما اتهمت حماس الجيش الإسرائيلي. وفي وقت لاحق، قدرت وكالات الاستخبارات الأمريكية عدد القتلى بـ "100 إلى 300"، فيما قالت حماس إن هناك ما لا يقل عن 471 قتيلًا. ونتيجة لهذا الحدث، خرج الآلاف إلى الشوارع في جميع أنحاء العالم العربي.
صورة من: Ali Jadallah/Anadolu/picture alliance
مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين
ولاتزال تخرج مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم تطالب بوقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحصار عليها. فألمانيا وحدها شهدت 450 مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين منذ بدء التصعيد في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بحسب وزيرة الداخلية الألمانية.
صورة من: Annegret Hilse/REUTERS
قضية الرهائن
في 20 و22 تشرين الأول/ أكتوبر، أفرجت حماس عن أربع رهينات. في 30 تشرين الأول/ أكتوبر، أعلن الجيش الإسرائيلي تحرير جندية. وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح عدة آلاف من الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن في إسرائيل. ولايزال أهالي الرهائن يطالبون بعمل المزيد من أجل إطلاق سراحهم. وبعضهم يطالب الحكومة بالموافقة على عملية تبادل الأسرى.
صورة من: Federico Gambarini/dpa/picture alliance
الهجوم البري الإسرائيلي
في 26 تشرين الأول/أكتوبر، اجتاحت الدبابات الإسرائيلية قطاع غزة لعدة ساعات. وفي مساء اليوم الذي يليه، بدأ الجيش الإسرائيلي هجمات برية وتقدم داخل غزة. وفي 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قسم قطاع غزة إلى نصفين مع محاصرة مدينة غزة بالكامل. ودارت معارك في المدينة. ووفقًا لتصريحاته، يركز الجيش الإسرائيلي على العثور على الأنفاق وتدميرها، والتي تعتبر بمثابة قاعدة تراجع وقيادة لحماس.
صورة من: Israel Defense Forces/Handout via REUTERS
دمار ونزوح في غزة
كشف جغرافيان أمريكيان أنه بعد شهر من الحرب، تعرض حوالي 15 بالمائة من جميع المباني في قطاع غزة لأضرار أو دمرت، مشيرين إلى أن ما بين 38.000 و45.000 مبنى دُمر نتيجة القصف الإسرائيلي.
في هذه الأثناء، غادر أكثر من 900 ألف شخص شمال غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي. يتحدث مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن حوالي 1.5 مليون نازح داخليًا في قطاع غزة، من أصل نحو 2.2 مليون شخص يعيشون بالقطاع.
صورة من: Bashar Taleb/APA Images via ZUMA Press/picture alliance
وضع مأساوي
ممرضة أمريكية وصفت الوضع الإنساني في قطاع غزة بالمأساوي. وكانت الممرضة إيميلي كالاهان تعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود في قطاع غزة وتم إجلاؤها من هناك في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقالت كالاهان لشبكة "سي إن إن" إن فريقها "رأى أطفالاً مصابين بحروق شديدة في وجوههم وأعناقهم وجميع أطرافهم"، مشيرة إلى أنه، ونظرًا لاكتظاظ المستشفيات، يتم إخراج الأطفال على الفور وإرسالهم إلى مخيمات اللاجئين.
صورة من: Adel Al Hwajre/picture alliance/ZUMAPRESS
مساعدات لسكان غزة
وصلت أول قافلة مساعدات غذائية وطبية إلى قطاع غزة يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر. وسبق أن اتفقت إسرائيل ومصر على فتح معبر رفح الحدودي في قطاع غزة. وتمكنت مئات الشاحنات عبور الحدود في الأيام التالية.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
دعوة أممية لوقف إطلاق النار
في 24 أكتوبر/تشرين الأول، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني" في قطاع غزة. وبعد ثلاثة أيام، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في قرار غير ملزم. ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي حتى الآن من الاتفاق على قرار.
صورة من: Bebeto Matthews/AP Photo/picture alliance
جهود الوساطة الدولية
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زار المنطقة عدة مرات بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقام ساسة غربيون آخرون أيضًا بإجراء محادثات مع الحكومة في إسرائيل. وخلال زياراته، أكد بلينكن على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، لكنه دعا أيضًا إلى حماية السكان المدنيين في قطاع غزة.
صورة من: Jacquelyn Martin/Pool via REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حقها الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملتي طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
دعوة عربية لوقف الحرب
وفي يوم 21 أكتوبر انعقدت ما سميت بـ "قمة السلام" في القاهرة، شاركت فيها العديد من الدول المجاورة لإسرائيل بالإضافة إلى وفود من أوروبا. لكن لم يثمر المؤتمر عن نتائج ملموسة ولم يصدر عنه بيان ختامي. ووافقت الدول العربية الممثلة في القمة على البيان المصري، الذي طالب بـ"وقف فوري" للحرب.
صورة من: The Egyptian Presidency/REUTERS
انقسام عربي
وقبل القمة، وصفت الإمارات هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة، لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد"، ودعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس وإسرائيل تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
"إسرائيل لا تريد احتلال غزة"
بالتزامن مع تقدم الدبابات الإسرائيلية في غزة، أكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرم، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أن إسرائيل لا تريد إعادة احتلال قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه وبعد تدمير حركة حماس، ستتحمل إسرائيل "المسؤولية العامة عن الأمن" "لفترة غير محددة".
صورة من: Israeli Defence Forces/AFP
"هدن" يومية قصيرة
أعلنت واشنطن أن إسرائيل ستبدأ هدنًا لمدة أربع ساعات في شمال غزة اعتباراً من التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر من أجل السماح للسكان بالفرار من أعمال القتال، ووصفها بخطوة في الاتجاه الصحيح. مشيرًا إلى أن هذه الهدن نجمت عن مناقشات بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين في الأيام الأخيرة. لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد أن الحرب ستستمر حتى الإطاحة بحماس وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. م.ع.ح