1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تنطلق في ليبيا شرارة ثورة جديدة؟

١٨ ديسمبر ٢٠١١

أثار تظاهر عشرات الآلاف من الليبيين مرة أخرى وتجدد الاشتباكات بين فصائل الثوار المتناحرة تساؤلات حول احتمال اندلاع ثورة جديدة أو حرب أهلية في ليبيا ما بعد القذافي. فهل الدولة الليبية في خطر؟ أم أنها تعاني مخاض ولادة ما؟

الليبيون ينزلون مرة ثانية إلى لشارعصورة من: dapd

رغم تحقيق الكثير من الأهداف، فأن الثوار الليبيين الشباب لا يشعرون بأن ثورتهم اكتملت. ورغم انتهاء الحرب الأهلية في ليبيا رسميا، ورغم أن القذافي أصبح في عداد الموتى، و إنهاء حلف شمال الأطلسي لمهمته في البلاد، ونقل المجلس الانتقالي السلطة إلى الحكومة المؤقتة، فأن الثوار الشباب غير راضين عن الأوضاع في بلادهم ويطالبون بثورة جديدة.

في بنغازي، التي كانت معقل للثوار خلال الانتفاضة الأولى، عاد عشرات آلاف من الليبيين إلى الخروج في الشوارع مرة أخرى احتجاجا ًعلى سياسية المجلس الوطني الانتقالي ورئيسها مصطفى عبد الجليل. خرج المتظاهرون هذه المرة للمطالبة بحرية التعبير عن الرأي، و منع المواليين للقذافي في الماضي من تولي وظائف جديدة وهامة في الدولة الليبية.

الخوف من عودة النظام القديم

مصطفى عبد الجليل يدعوا الثوار للتحلي بالصبرصورة من: picture-alliance/dpa

ويقول الخبير في الشئون الليبية اندرياس ديتمان من جامعة جيزن (Universität Giesen ) إن الثوار يشعرون على نحو متزايد بأنهم يخسرون النجاح، الذي حققته ثورتهم، ويتابع "أنهم شباب مثاليون من شرق البلاد وبينهم العديد من النساء، اللواتي بدأن هذه الثورة وساهموا في نجاحها". وحسب رأي الخبير فأن المجلس الوطني الانتقالي يعمل على تهميش الثوار الشباب، في الوقت الذي يتولي المسئولون السابقون مناصب في الدولة.

ويقول ديتمان في حديثه لدويتشه فيله "هذا التطور لا يخدم السلام". و يضيف "إذا شعر الثوار الليبيون بأن الحكومة الجديدة هي جزء من النظام القديم" فيمكن التنبؤ بثورة ثانية على غرار ما حدث في مصر.

الثوار الشباب ليسوا وحدهم من يوجهون سهام النقد للمجلس الوطني الانتقالي، فنشطاء حقوق الإنسان يرون أن القيادة الجديدة في ليبيا لا تظهر شفافية في سياستها. ويقول فريد ابراهامز من منظمة حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش (HRW) إنه "لم يتم الإعلان عن بعض القوانين، التي سنها المجلس الوطني الانتقالي".

شفافية على شبكة الانترنت

و في ظل هذه التطورات توجه رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إلى المتظاهرين ودعاهم إلى التحلي بالصبر. ووعدهم بنشر السير الذاتية لجميع أعضاء المجلس الانتقالي على شبكة الإنترنت قريباً.

ويرى اندرياس ديتمان أن هذه الخطوة ساعدت في تهدئة الوضع بالفعل. ولكنه يؤكد في ذات الوقت على أن القيادة الليبية الجديدة لن تستطيع تسيير أمور البلاد بدون مشاركة الموالين للقذافي سابقاً، ويضيف "لم تكن هناك أحزاب معارضة في ليبيا حتى يمكن الاستعانة بهم في تشكيل المجلس الانتقالي". و هذا يعني وجود خيارين لا ثالث لهم حسب رأيه، "إما وجود أشخاص لا يتمتعون بأي خبرة في مجال السياسة، أو أشخاص ساهموا في بناء النظام القديم، ولكن ولائهم غير معروف حاليا، كما يقول الخبير في الشئون الليبية.



بوادر حرب أهلية؟

المؤشرات، التي تدل على هشاشة عملية إعادة البناء في ليبيا، لا تتمثل فقط في خروج الناس إلى الشوارع مرة أخرى. فقد وقعت معارك واشتباكات دامية بين الميليشيات المتناحرة، بل أن القائد العام للجيش الليبي الجديد كاد أن يصبح ذاته ضحية لهذا التناحر، لولا أنه نجا من تبادل لإطلاق النار بين الميلشيات في مطلع الأسبوع الحالي. و في يوم الاثنين الماضي ( 12 كانون الأول/ ديسمبر) تجدد قتال آخر في جنوب العاصمة طرابلس، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى.

احتفل الليبيون بانتصار ثورتهم، لكن هل إكتملت الثورة؟صورة من: AP

فوضى السلاح وتعدد فصائل الثوار، التي لم يتم توحيدها حتى الآن تحت قيادة واحدة، هما جزء من مأزق الدولة الليبية الجديدة. ففي ليبيا توجد الآن حوالي 120 كتيبة، شاركت في القتال للإطاحة بالقذافي. ويقول الخبير أندرياس ديتمان إن الصراع على السلطة هو السبب في وقوع هذه الحوادث، ويضيف "يريد قادة الألوية العسكرية وشبه العسكرية الآن تولي مناصب مركزية في السلطة". وهذا يؤشر على خطورة الوضع، ولاسيما مع انتشار الأسلحة في أيدي الناس الآن، كما يوضح الخبير، ويتابع "كل شخص قادر على حمل السلاح ، يحمله بالفعل". و في ضوء هذه التطورات فإن نزع السلاح هو واحد من القضايا الرئيسية التي تقع على كاهل القيادة الليبية الجديدة لمنع حدوث الفوضى في ليبيا ما بعد الثورة.

معالجة الماضي أمر ضروري من أجل بناء الدولة الجديدة

من جهته تعهد المجلس الوطني الانتقالي بتنفيذ القانون وتحقيق النظام. و قال مصطفى عبد الجليل يوم الاثنين "سنعلن عن نظام الهيكلية الأمنية للجيش، كما سنكمل بناء جهاز الشرطة وحرس الحدود خلال ما لا يزيد عن 100 يوم". و أعلن المجلس عن نيته في نقل مقار الوزارات إلى عدة مدن أخرى، بالإضافة إلى طرابلس لتفادي مركزية السلطة·

ويرى اندرياس ديتمان أن هناك جانبا مهما آخر للتغلب على التحديات الراهنة، والذي يتمثل في "التحقيق في جرائم الماضي". فمن المهم تعقب المسئولين عن انتهاكات حقوق الإنسان وغيرها من الجرائم، التي وقعت في عهد معمر القذافي. ويشدد ديتمان على ضرورة قيام المحاكم الليبية بهذا الدور، ويقول" يجب على المحاكم الدولية ألا تنزع هذه المسؤولية من الليبيين". و يضيف "من الضروري أن تتم معالجة الفترة الماضية في ليبيا، فهذا مهم لبناء البلاد".

مونيكا ديتريتش/ مي المهدي (ا. ف. ب/ رويترز)

مراجعة: حسن ع. حسين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW