يتجه جمع من الناشطين والمهتمين إلى تربية الديدان والحشرات لاستخدامها مستقبلاً كمصدر للغذاء البشري، وذلك بسبب تخوفهم من تراجع قدرات المحاصيل الزراعية وأعداد المواشي وغيرها من مصادر الغذاء لعالمنا الحديث.
إعلان
يعترف الاسكتلندي كريغ ماكفارلين بأنه عاشق للحشرات منذ نحو أربع سنوات، وأنه قضى تلك السنوات الأربعة يطوف العالم بحثاً عن المزيد من الطرق لجعل الحشرات قابلة للاستهلاك البشري. ماكفارلين مقتنع بأن الحشرات ستكون مفتاح الحل للقضاء على المجاعات حول العالم.
ويقول كريغ لموقع "إس تي في" الاسكتلندي: "أحاول إقناع الناس بأن تناول الحشرات عن طريق كسر السمعة السيئة المحيطة بها، وذلك من خلال تحويلها إلى أطباق شهية لا يبدو أنها تحتوي لحوم تلك الحشرات".
يشير كريغ ماكفارلين في هذا الصدد إلى الأطباق التي صنعها من لحوم الحشرات، والتي تبدو للوهلة الأولى وكأنها خارجة من مطبخ أشهر طباخي العالم، بدءاً من كعك الصراصير المخلوط بجوز الهند، وانتهاءاً بالمثلجات المصنوعة من يرقات خنفساء ممزوجة بالبندق والعسل.
أطباق لذيذة من الحشرات!
توصل الباحثون إلى اكتشاف أنواع من الحشرات قد تشكل مصدرا غذائيا مهما للبشر في المستقبل، وذلك لغناها بالبروتينات وقابليتها للتكاثر بشكل سريع.
صورة من: picture-alliance/dpa
شهية طيبة
هناك الكثير من الأمور التي تشجع على استهلاك الحشرات كوجبة طعام، فهي تتوالد بكثرة ولا تحتاج لأكل كثير بالمقارنة مع الأغنام والأبقار والدواجن الأخرى، كما أنها لا تحتاج للمراعي ولا تسبب الاحتباس الحراري. علاوة على ذلك فإن مذاق الحشرات قد يكون فعلا لذيذ.
صورة من: picture-alliance
مذاقها جيد وفوائدها كثيرة
تعتبر الصراصير والعقارب والبق من الوجبات اللذيذة في آسيا، كما أن لها فوائد صحية. فالحشرات وخاصة اليرقات غنية بالبروتينات.
صورة من: picture-alliance/Christoph Mohr
الحشرات غنية بالفيتامينات
ويحتوي على سبيل المثال مائة غرام من النمل الأبيض على 610 سعرة حرارية، وهو ما يفوق السعرات الحرارية التي تحتوي عليها الشكولاتة، بالإضافة إلى 38 غرام من البروتين و46 غرام من الدهون.
صورة من: picture-alliance/Wildlife
اليسروع وجبة شعبية في إفريقيا
يفضل الناس في الكثير من البلدان وخاصة في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية أكل الحشرات. وعلى سبيل المثال تعتبر حشرة اليُسروع ( الذي تظهر في الصورة) وجبة شعبية ومحبوبة في جنوب القارة الإفريقية، حيث تستهلك إما مطبوخة أو مشوية.
صورة من: picture-alliance/africamediaon
طبق من العناكب
في أوروبا وأمريكا يُنظر إلى الخنافس واليرقات والصراصير بأنها مثيرة للاشمئزاز، مما يجعل مجرد التفكير في أكل مثل هذه الحشرات أمرا مقرفا.
صورة من: picture-alliance/dpa
أطباق الحشرات في المطاعم العالمية
وجبات من الحشرات حاضرة أيضا في المطاعم العالمية. وعلى سبيل المثال، تلقى أطباق الديدان إقبالا كبيرا في المطاعم المكسيكية. وفي ألمانيا أيضا تم فتح أول مطعم متخصص في وجبات الجراد واليسروع، لكن زبائن هذا المطعم هم فقط ممن يملكون الشجاعة في اكتشاف وتذوق أنواع جديدة من الطعام.
صورة من: AP
مفيدة للصحة ومحافظة على التوازن البيئي
.هناك قرابة 1000 نوع من الحشرات التي تصلح للأكل، من بينها أيضا النحل. وهذه الحشرات هي أيضا مصدرا دائما للسلسة الغذائية ومفيدة للصحة، بالإضافة لغناها بالبروتينات والفيتامينات، كما أن مذاق جزء كبير منها جيد. لذلك تدعو منظمة الأغذية والزراعة العالم إلى اكتشاف هذا النوع الطعام
صورة من: picture-alliance/dpa
وجبة الخنافس
ألمانيا أيضا كانت تعرف في السابق إقبالا كبيرا على استهلاك الكثير من أنواع الحشرات. وإلى حدود منتصف القرن العشرين ظلت حساء الخنفساء وجبة مفضلة في ألمانيا، حيث يُشبه مذاقها مذاق شربة سرطان البحر. كما كانت الخنافس في ألمانيا تقدم في كعك بعد أن يتم تحليتها بالسكر. وللإشارة فإن التجارب تؤكد أن مذاق الحشرات التي تقدم مع الشكولاتة لذيذ جدا.
صورة من: picture-alliance/WILDLIFE
8 صورة1 | 8
لكنه يحذر من أنه ليس كل الحشرات تصلح للاستهلاك البشري، إذ يجب أن تتوفر فيها شروط معينة قبل إعدادها للاستهلاك.
فكرة كريغ قد تكون غريبة و"مقرفة" بالنسبة للعالم الغربي، ولكن تقريراً تم إعداده مؤخراً أشار إلى أن نحو ملياري شخص حول العالم يتناولون الحشرات كجزء من تغذيتهم. وينوي كريغ وفريق من محبي الحشرات بناء مزارع لتربية الحشرات خلال العام الحالي، وذلك كجزء من حملة توعية للمنطقة التي يقطن فيها باسكتلندا ولتشجيع السكان على تقبل الحشرات كمصدر آخر للغذاء.
ويضيف ماكفارلين: "ثقافة أكل الحشرات موجودة في أكثر من ثلثي دول العالم. الأمر متعلق بالسماح للناس بتطوير نمط مستدام، وهذا ما أحبه بشأن مزرعتي. بسببها لا ألجأ إلى شراء الكثير من اللحم كالماضي".
ويشير ماكفارلين إلى الآثار البيئية الإيجابية على تناول الحشرات، فتربيتها في مزارع محلية يوفر مصاريف النقل من دول أخرى، وبالتالي يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تنفثها الشاحنات والطائرات، بالإضافة إلى الأبقار وغيرها من المواشي، التي تلوث البيئة بروثها.
ويتابع الشاب الاسكتلندي: "كل المزارع (لتربية الحشرات) تديرها المجتمعات المحلية، وبالتالي فإن أي أرباح يتم جنيها ستعود إلى المجتمع ويتم استثمارها في بنائه".