1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تواجه مصر خطر "تطرف" الإخوان المسلمين؟

كيرستن كنيب/ عبد الرحمان عمار١٢ نوفمبر ٢٠١٤

أعلنت الجماعة الإرهابية المصرية "أنصار بيت المقدس" في العاشر من نوفمبر الجاري انضمامها إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرفة. فإلى أي مدى سيؤثرذلك على المسار الإيديولوجي لحركة "الإخوان المسلمين" في مصر؟

Ägypten Muslimbrüder Demonstration Gewalt 27.03.2014
صورة من: Reuters

جاء إعلان انضمام جماعة "أنصار بيت المقدس" المتطرفة لتنظيم "الدولة الإسلامية" في وقت يبدو فيه أن الجماعة تعافت من الضربات التي تلقتها من طرف الجيش المصري في الشهور الأخيرة. في فصل الصيف المنصرم أُرغمت ميليشيات" أنصار بيت المقدس"على الفرار إلى مناطق نائية بكثافة سكانية ضعيفة في سيناء، حيث طاردتها قوات الجيش المصري. بيد أن مليشيات الجماعة استمرت في تنفيذ عدة هجمات بالقنابل الموقوتة ضد القوات المصرية. الهجمات كانت فعالة، رغم صغر حجمها.

حسب تقارير غير مؤكدة، تمكن المقاتلون من قتل مائة جندي مصري. وكان آخر هجوم في 24 أكتوبر/ تشرين الأول شمال سيناء، وهو الهجوم الذي خلف ثلاثين قتيلا في صفوف الجيش والقوات الأمنية. كما تلجأ الجماعة إلى أشرطة فيديو لعمليات قطع الرؤوس وتقوم بقتل المدنيين لشد أنظار الرأي العام.

التطرف داخل السجن

ويبدو أن الأتباع السابقين للرئيس المصري المخلوع محمد مرسي بصدد التطرف. ففي أحد الحوارات الصحفية التي نشرت بداية الشهر الجاري في الموقع الإخبار الإليكتروني "المونيتور"، مع شاب كان عضواً سابقا في حركة "الإخوان المسلمين"، عبر فيه الشاب المصري الذي يقبع ووراء القضبان عن "دعمه للدولة الإسلامية"، بعد أن كان يأمن لفترة طويلة بالنشاط السياسي السلمي، على حد قوله. وأضاف الشاب أن القوات المصرية ألقت القبض عليه في شهر أغسطس / آب عام 2013، خلال إحدى المظاهرات المؤيدة للرئيس المخلوع محمد مرسي، موضحاً أن التجارب التي عاشها منذ ذلك التاريخ جعلته يتعاطف مع تنظيم "الدولة الإسلامية". ويبرر ذلك التحول قائلا: "الظلم وسجني تحت ذريعة أني إرهابي، رغم أنني لم أفعل شيئا... كل هذه التجارب سببت لي الإحباط، وتجاوز ذلك إيماني بالمسالمة".

منذ اسقاط الرئيس محمد مرسي، ينظم الإخوان المسلمون مظاهرات للمطالبة بعودته.صورة من: Reuters

إلى حد الآن لا يزال الإخوان المسلمون يؤكدون على الفارق الشاسع بينهم وبين تنظيم "الدولة الإسلامية. فجماعة الإخوان تنهج أجندة مغايرة، مختلفة ومعتدلة، وهي لا تدعو إلى "الجهاد" ولا تسعى للوصول إلى أهدافها من خلال أعمال العنف. غير أن صحيفة "المصري اليوم" تقول في عددها الصادر يوم الإثنين الماضي ( 10 نوفمبر / تشرين ثاني)، إن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين "يرون أنفسهم كحلفاء لتنظيم أنصار بيت المقدس". وجاء في مقال الصحيفة المصرية أن ل"جماعة "أنصار بيت المقدس" أعضاء يعتبرون بمثابة "الجناح العسكري" للإخوان المسلمين". كما أن أعضاءً آخرين منهم "يتهمون الإخوان بعدم القيام بتطبيق الشريعة الإسلامية من قبل".

ويمكن تبرير احتمال تطرف الإخوان بسبب ما تعرض له اللآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من اعتقالات دون محاكمة، حيث لا يُعرف العدد الحقيقي للأشخاص الموجودين داخل السجون. الحكومة المصرية تعتبر أن الجماعة لا تزال على ما يبدو تشكل تحديا كبيرا لاستقرار البلاد والنظام. وحسب مصادر لمنظمة العفو الدولية فقد يرتفع عددهم إلى أربعين ألف سجين، ليسوا جميعاً أعضاءً في الجماعة.

تتعرض القوات المصرية من حين لآخر لهجمات جماعات متطرفة.صورة من: picture-alliance/dpa

جو مشحون بالعنف

رغم ما يعتقد من أن عدد الإخوان المسلمين المتطرفين قليل، فإنه يمكن للحركة تزويد الجماعات الجهادية بأعضاء جدد . فالسجون تسود فيها ظروف تساعد على التطرف. وذكرت منظمة العفو الدولية أن "التقارير تتحدث عن انتشار التعذيب وإخفاء المعتقلين داخل مراكز الإعتقال التابعة للشرطة والجيش على نطاق واسع".

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسيصورة من: picture-alliance/dpa

تنظيم "الدولة الإسلامية" يحظى بالخصوص على دعم من الشباب، على حد قول الباحث في العلوم السياسية كمال حبيب، حيث يشرح ذلك بالقول: "الحوارات التي أجرتها صحيفة "المونيتور" مع شباب آخرين تذهب في نفس الإتجاه. أحدهم أوضح بأنه يريد الذهاب إلى سوريا للمشاركة في المعارك في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، وأضاف أنه يريد العودة لنشر إديولوجية التنظيم داخل مصر". كما أشار الشاب المصري ـ حسب كمال حبيب ـ إلى أن "المجتمع الإسلامي المصري أصبح ضعيفاً في الوقت الحالي، و"الدولة الإسلامية" ستقوم باعادة تأسيس المجمتع الإسلامي المصري وبترهيب أعداء الله". حسب قوله.

"الجهاد حتى يوم القيامة"

في إطار مكافحتها ضد الإرهاب تركز مصر حاليا على القوة العسكرية. وتعمل الحكومة بحزم على منع انتشار الفكر الجهادي بين المواطنين. كما يمكن للحكومة الاعتماد على مفتي الجمهورية المصرية شوقي علام، الذي أصدر في شهر أكتوبر/ تشرين أول المنصرم فتوى تحرم الجهاد والأعمال الإرهابية المتصلة به. وأوضح مفتي الجمهورية في الفتوى أن "كل من يقوم بأعمال إرهابية يستحق غضب الله طول حياته إلى آخر أيامه". غير أن الشكوك تحوم حول ما إذا كان الإرهابيون سيأخذون كلام المفتي محمل جد. ف"أنصار بيت المقدس" نشروا يوم الأحد المنصرم تعليقاً عبر تويتر أعلنوا فيه أنهم يوجدون في حرب دائمة وأوضحوا: "سنقاتل الجيش حتى يوم القيامة".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW