هل تُطلق ألمانيا يد استخباراتها لاختراق منصات الدردشة؟
٢١ مارس ٢٠١٩
ينوي وزير الداخلية الألماني زيهوفر منح جهاز الاستخبارات الداخلية المزيد من الصلاحيات لمراقبة منصات الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي كبرنامج واتس آب. زيهوفر يضع الأمر في سياق ملاحقة "مدبري هجمات الإرهاب".
إعلان
دافع وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر اليوم الخميس (21 آذار/ مارس 2019) عن خطط وزارته للسماح لأجهزة الاستخبارات الداخلية المعروفة "الهيئة الاتحادية لحماية الدستور" باختراق منصات الدردشة والتواصل الاجتماعي مثل برنامج واتس آب.
وقال زيهوفر إن "المجرمين، وربما أحيانا مدبرو الهجمات الإرهابية، لا يستخدمون فحسب تكنولوجيا مثل الهواتف كما كانوا يفعلون في الماضي، بل يستخدمون أدوات التكنولوجيا الحديثة". وأضاف: "نحتاج إلى القدرة لمجاراة ذلك أيضا كسلطات أمن".
وكانت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قد ذكرت الأسبوع الماضي أن جهاز الأمن الداخلي الألماني بصدد الحصول على ترخيص من أجل القيام بعملية "بحث على الإنترنت". وأحالت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي مشروع قانون لـ "تحديث" الاستخبارات الداخلية إلى وزارات أخرى. ووفقا لتصورات الوزارة، فإنه من المفترض أن يحصل موظفو الهيئة على تصريح بالقرصنة الإلكترونية.
ويدور الأمر بالتحديد حول "إجراءات تفتيش عبر الإنترنت"، والتي تعني اختراق أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وأجهزة أخرى تكنولوجية للتجسس على بياناتها. وبحسب الوزارة، فإنه من المقرر أيضا السماح للاستخبارات بالتنصت على مصادر الاتصالات الهاتفية، والتي تتيح إمكانية التنصت على المحادثات والرسائل الصوتية المشفرة.
وشدد زيهوفر على أن الاقتراحات مجرد مسودة وأن الآراء المؤيدة أو المعارضة لها لا يزال يتم الإنصات إليها، مشيرا إلى أن أفضل وسائل المراقبة من جانب الدولة لا تزال هي الأخرى محل دراسة.
وتنص معاهدة الائتلاف الحاكم بين التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي على الآتي: "نحن على وعي بأن توسيع صلاحيات هيئة حماية الدستور على نحو مناسب ورزين يتطلب في الوقت نفسه توسع مناسب للرقابة البرلمانية على أداء الاستخبارات".
ويخشى معارضو مشروع القانون من توغل الاستخبارات الداخلية في الحياة الخاصة للمواطنين عند السماح لها بالتجسس الإلكتروني بغرض درء المخاطر، حيث يعني هذا إجراء قرصنة إلكترونية على أشخاص غير مدانين بجرائم.
أ.ح/ع.خ (د ب أ)
هزات ومطبات وضعت حكومة ميركل في عين العاصفة
فترة مخاض استمرت ستة أشهر وجهود مضنية بذلت قبل أن ترى حكومة ميركل الحالية النور في آذار/ مارس من العام الحالي. غير أن المصاعب لم تتوقف عند ذلك. جولة مصورة تسلط الضوء على أبرز المحطات التي وضعت الائتلاف الحاكم على المحك.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
مخاض عسير ومولود ضعيف
شهدت الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر 2017 تراجعاً لحزب المستشارة وحليفها البافاري وللحزب الاشتراكي الديمقراطي. في حين دخل حزب البديل اليميني الشعبوي البرلمان للمرة الأولى وبقوة. أدى هذا مع الخلاف حول قضايا أساسية كالهجرة، إلى فشل ميركل في تشكيل ائتلاف حاكم مع حزبي الخضر والحزب الليبرالي وبعد ذلك الاضطرار للدخول في ائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومنح الأخير وزرات سيادية.
صورة من: picture-alliance/AP/M. Sohn
فيديو كيمنتس
بعد التظاهرات المعادية للمهاجرين نفى رئيس هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) هانس غيورغ-ماسن وجود عمليات "مطاردة جماعية" لأجانب، مع أن ميركل أدانتها. كما ادعى ماسن أن فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الشأن، وشكك في صحته بينما كان التسجيل حقيقياً. وتعليقاً على كلامه، قال الحزب الاشتراكي الديمقراطي إن ماسن "ألحق ضرراً كبيراً بالثقة في أجهزة الأمن"، بسبب تدخله في الشأن السياسي.
صورة من: twitter.com/AZeckenbiss
"اتصالات" مع حزب البديل
ذكر حزب اليسار أنه يشتبه بوجود "اتصالات" بين ماسن وحزب البديل اليميني الشعبوي، مشيرا إلى الاشتباه في أن يكون ماسن قد أعطى نصائح لرئيسة حزب البديل السابقة، فراوكه بيتري، عام 2015 بشأن كيفية تجنب الخضوع لمراقبة هيئة حماية الدستور. واتهم الحزب ماسن بـ"وضع" يده الحامية فوق حزب البديل. وبالمثل ينظر الحزب الاشتراكي بعين الشك والريبة للقاءات ماسن أكثر من مرة مع ممثلين عن الحزب الشعبوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick
"ترقية" ماسن
أثار الاتفاق بين زعماء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم بشأن إقالة ماسن (55 عاماً)، من منصبه وترقيته إلى منصب سكرتير دولة في وزارة الداخلية موجة انتقادات واسعة في الأوساط السياسية في برلين. وجاءت الانتقادات حتى من داخل الائتلاف الحاكم ومن المعارضة ممثلة بأحزاب اليسار والخضر والديمقراطي الحر (الليبرالي). ويذكر أن ماسن مثل زيهوفر انتقد سياسة ميركل في ملف اللجوء.
صورة من: Getty Images/M. Tantussi
الشريك يهدد بنفاد صبره
حذر رالف شتيغنر، نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الاتحاد المسيحي بقيادة ميركل وزيهزفر من أن "ما تبقى من صبر لدى الحزب الاشتراكي الديمقراطي تجاه الائتلاف الحكومي الموسع تضاءل للغاية". أما رئيس منظمة الشباب في الحزب الاشتراكي، كيفين كونيرت، فقد وصف قرار ترقية ماسن "بالصفعة في الوجه"، موجها انتقادات لاذعة لقيادة حزبه متهما إياها بانتهاج سياسة "الاسترضاء".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
زيهوفر يلوح بالاستقالة
في خطوة مفاجئة أعلن وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر (68 عاماً) في الأول من تموز/يوليو الماضي عزمه تقديم استقالته من منصبه كوزير للداخلية احتجاجا على سياسة ميركل في ملف الهجرة واللجوء، ما أثار شكوكاً حول مستقبل الائتلاف الحكومي. جاء ذلك في اجتماع مغلق لحزبه في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Kneffel
حل "توافقي"
جمّد زيهوفر استقالته في انتظار محادثات جديدة مع ميركل. وبعد شد وجذب توصل الطرفان لاتفاق ينص على إقامة مراكز عبور على حدود ألمانيا مع النمسا، للاجئين الذين تم تسجيلهم في دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. وتوافق الطرفان على أن يتم رد هؤلاء اللاجئين انطلاقاً من هذه المراكز إلى الدول التي تم تسجيلهم فيها. ميركل بدت راضية بـ "الحل الوسط الجيد".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
"إصلاح" النظام التقاعدي
في "عقد الائتلاف" تم الاتفاق على إصلاح نظام التقاعد، غير أن أزمة ما لبثت أن انفجرت في نهايات شهر آب/ أغسطس قبل أن تعود الأطراف الثلاثة للحوار والتوصل لاتفاق بشأن التقاعد والمساعدات الاجتماعية. عندها قال رئيس كتلة الاتحاد المسيحي في البرلمان فولكر كاودر(في الصورة يسار) "يمكننا أن نبرهن أننا من يحكم هذه الدولة". مهما يكن من الأمر لم تكن هذه الأزمة حادة مثل الآنفة الذكر.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
"تردي" شعبية الحزب البافاري قبل الانتخابات
قبل أقل من شهر على الانتخابات المحلية في ولاية بافاريا أظهر استطلاع للرأي حصول الحزب (الاتحاد المسيحي الاجتماعي) في الولاية على نسبة تأييد 35 بالمائة فقط، وهي أقل بكثير من نسبة 47.7 بالمائة التي حصل عليها في انتخابات عام 2013. ويحكم الحزب الولاية منذ أكثر من 70 عاما، ويكافح حاليا للدفاع عن أغلبيته المطلقة في البرلمان المحلي في مواجهة التحدي الذي يشكله حزب "البديل من أجل ألمانيا". إعداد: خالد سلامة