هل زراعة خلايا بشرية في أنسجة الحيوانات أمر ”أخلاقي"؟
١٠ أبريل ٢٠٢١
التجارب التي يقوم العلماء خلالها بزراعة خلايا بشرية في أنسجة الحيوانات سعيا لتطوير أدمغتها أثارت خلال السنوات الأخيرة مخاوف أخلاقية. فما موقف المؤسسات الرسمية من هذا النوع من الأبحاث؟
إعلان
تحظر وكالة معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH) عدداً من الأبحاث التي يتم فيها زراعة خلايا بشرية بأدمغة الحيوانات. ولا يقتصر الحظر على الدراسات التي تشمل زرع خلايا بشرية في الأدمغة الحيوانية فحسب، بل يمتد أيضاً إلى المشروعات البحثية التي تسعى إلى زراعة أعضاء في الخنازير أو الخراف.
لكن الوكالة الآن بصدد إصدار قرار حول رفع الحظر المفروض منذ عام 2015 على تمويل تجارب ”خلق حيوانات حاملة لأنسجة أو خلايا بشرية"، وفقاً لموقع مجلة العلوم "ScienceMag".
وبناء على طلب الوكالة، أصدرت لجنة الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب تقريراً تشير فيه إلى "محدودية الأدلة" التي تثبت أن الحيوانات تتألم أو تشعر كالبشر لدى خضوعها لزراعة خلايا بشرية في أنسجتها، مشيرة إلى أن القواعد المعمول بها حالياً "كافية" لمراقبة هذا النوع من التجارب والأبحاث العلمية.
لكن وبسبب ما تشهده تلك الأبحاث بمجال علم الأعصاب من تطور سريع وانتقال العلماء لإجراء التجارب على المزيد من الكائنات، تكونت لدى اللجنة، والتي أصدرت تقريرها هذا الأسبوع، بعض المخاوف بشأن تلك الأبحاث.
وهناك ثلاثة أنواع من الأبحاث التي قامت اللجنة بفحصها. النوع الأول تتم خلاله زراعة جزء دقيق من مخ الإنسان في الحيوان، أما النوع الثاني فيعتبر زراعة عصبية عن طريق إضافة خلايا بشرية لدماغ الحيوان، بينما يقوم العلماء في النوع الثالث بحقن خلايا نوع من الكائنات في أجنة نوع آخر.
وتثير تلك الأبحاث مخاوف أخلاقية، من بينها القلق بشأن مدى شعور أو إدراك الحيوان لما يتعرض له، وهو ما يستبعد التقرير حدوثه. لكن في مقابل تلك المخاوف، يرى البعض أن تلك التجارب العلمية هي بمثابة ”نماذج قوية لدراسة مخ الإنسان والتوصل لعلاجات للأمراض"، وفقاً لتقرير اللجنة الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب.
وعبّر عالم الأعصاب أرنولد كريغستاين عن سعادته بالتقرير لاعتباره أن النموذج الحالي من الدراسات ”لا يشكل معضلة أخلاقية"، على حد تعبيره، لكنه يعتقد أن ذلك ”ربما سيتغير في المستقبل".
د.ب./م.ع.ح
قرود البونوبو الأقرب إلى الإنسان تكافح من أجل البقاء!
رغم أن قرود البونوبو هي الأقرب والأشبه بالإنسان جينيا، فإنه هو عدوها الأكبر! إذ أن هذا النوع من القرود بات مهددا بالانقراض. لذلك أطلقت جمهورية الكونغو الديمقراطية مبادرة لحمايتها، فهل ستنجح في منع انقراضها؟
صورة من: DW/S. Fröhlich
انشر الحب لا الحرب
شعار البونوبو غير المعلن هو "انشر الحب وليس الحرب". كلما كان ذلك ممكنا، تتجنب هذه القرود أي نوع من القتال. وإذا نشأ خلاف قد يؤدي إلى عراك، فإن البونوبو سيسعى إلى تخفيض وتيرته من خلال العناق بدلاً من القتال وغالبًا من خلال الجنس. كما أن نسبة الإناث بين البونوبو أعلى من الذكور، مما يساهم في بيئة أكثر سلما.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
أقرب الكائنات إلى الإنسان
البونوبو في جمهورية الكونغو على وشك الانقراض. قبل 40 عاما بلغ عددها حوالي 100 ألف. لكن هذا العدد تقلص اليوم بفعل عوامل بشرية ليتبقى 20 ألف قرد فقط. يتم صيد القردة الصغيرة لبيعها كحيوانات أليفة، كما يتم بيع لحمها بأسعار مرتفعة في الأسواق. وعلاوة على ذلك يقوم الإنسان بتدمير بيئتها والملاذ الآمن الوحيد لها المتمثل بالغابات.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
لا يستطيع السباحة
لا يعيش البونوبو حاليا سوى في جمهورية الكونغو الديمقراطية - وتحديدا في حوض الكونغو، وهي منطقة شاسعة تساوي ثلاثة أضعاف حجم فرنسا. العديد من الأنهار بما فيها نهر الكونغو تصب في هذه المنطقة. ولأن البونوبو لا يستطيع السباحة، لم يتمكن من مغادرة الحوض.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
تطابق جيني كبير
ما يصل إلى 98 بالمائة من الحمض النووي للبونوبو مطابق للحمض النووي للإنسان. فقرود بونوبو هي أقرب إلى الإنسان منها إلى الغوريلا. لكن ثمة بعض الاختلافات أيضا، على سبيل المثال يمكن أن يعاني البونوبو من أمراض مثل فيروس نقص المناعة الإيدز، لكنه محصن ضد الملاريا.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/I. Kuzmin
جنة البونوبو
"لولا يا بونوبو" تقع في منطقة كيموينزا وتعتبر المحمية الطبيعية الوحيدة في العالم التي تحتضن قرود البونوبو اليتيمة بعد أن تشردت بسبب الاتجار غير المشروع، وهي تعتبر بمثابة جنة لهذه القرود. أسسها الناشط البيئي البلجيكي كلودي أندريه، بهدف توفير الرعاية للقرود قبل إرجاعها إلى الحياة البرية من جديد.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/D. Heuclin
الحاجة إلى الطمأنينة والحنان
الرعاية النفسية لا تقل أهمية عن الرعاية الصحية. أحيانا، يتعرض صغار البونوبو لصدمات نفسية بسبب فقدان أمهاتهم، يمكن أن تودي بحياتهم. ولتجنب هذا، تعمل نساء على رعاية رضع البونوبو بهدف توفير الحنان والطمأنينة لها. ويحتاج طفل البونوبو لهذه الرعاية الخاصة حتى يبلغ سن الرابعة.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
أرض البونوبو
تبلغ مساحة المحمية الطبيعية في مقاطعة إكواتور في جمهورية كونغو الديمقراطية 20 ألف هكتار كم من الغابات. و المعروفة محليا باسم "إيكولو يا بونوبو" ، وهو ما يعني "أرض البونوبو". وتسعى الحكومة إلى توسيع هذه المحمية لتصل إلى نحو 100 ألف هكتار، لحماية البونوبو من الانقراض على المدى الطويل.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
الاستعداد للعودة إلى البرية
يعيش أكثر من 60 قردا على مساحة 75 هكتارا من الغابات الاستوائية حيث توجد محمية لولا يا بونوبو. هنا يتم تربية ورعاية القرود المريضة قبل إعادتها إلى حياتها الطبيعية والحرية في البرية. وأعادت لولا يا بونوبو مجموعتين من أيتام البونوبو بعد رعابتها وتأهيلها إلى البرية منذ عام 2009.
صورة من: Imago Images/Nature Picture Library/C. Ruoso
التحول من عدو إلى صديق
أكثر من 30 ألف شخص يزورون المحمية كل عام. معظم الزوار من أطفال المدارس الكونغولية، فهم صناع القرار في المستقبل. فإذا كان هناك أحد سينقذ البونوبو، ربما سيكون منهم! إعداد: شيليا فروليش/ ح.ش