لم يفقد علماء الفضاء في وكالة الفضاء الأوروبية الأمل بعد بشأن مسبار "فيلاي" الفضائي الذي نفدت بطارياته على السطح الجليدي لمذنب يبعد عن الأرض حوالي 500 مليون كيلومتر. ويتوقعون أن تدب فيه الحياة مرة أخرى قريبا.
إعلان
هناك أمل في أن يتمكن "فيلاي" عبر مختبر صغير، في حجم غسالة ملابس، من إعادة شحن بطارياته واستئناف تجاربه بحلول (أبريل/نيسان أو مايو/آيار 2014). وكان "فيلاي" قد تمكن من الهبوط على سطح المذنب في الثاني عشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ويعد هذا الهبوط أول هبوط متحكم به لمركبة فضائية على الإطلاق بعد رحلة استغرقت عشر سنوات. وارتد المسبار مرتين بسبب الانخفاض الهائل للجاذبية قبل أن يستقر في ظلال منحدر صخري. ونفدت بطارياته تماما بعد حوالي 64 ساعة.
وساعدت مركبة "روزيتا" الفضائية، والتي لاتزال تدور وتراقب المذنب "67 بي/شوريموف- جيراسيمنكو"، مسبار "فيلاي" على الهبوط على سطح المدنب. ويقترب المذنب الآن، الذي يبلغ عرضه أربعة كيلومترات، من الشمس أكثر من أي وقت مضى. ومن المتوقع أن يكون في أقرب نقطة له في أغسطس/آب المقبل.
وستسبب الحرارة المتزايدة في بث الغبار والغازات منه، مما يجعله يشكل ذيلا مضيئا عملاقا، في مشهد لم يتم تصويره عن قرب من قبل.
ويقول أندريا أكومازو، مدير عمليات الطيران الخاصة بالمسبار روزيتا في مركز مراقبة البعثة التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في مدينة دارمشتات الألمانية، إن المذنب سينشط أكثر وهو يقترب من الشمس.
بيد أن مكان مسبار "فيلاي" في الوقت الحالي يحول دون حصوله على ما يكفي من أشعة الشمس لإعادة شحن بطارياته عبر الألواح الشمسية المثبتة فيه. الأمر الإيجابي في هذه الحالة أن "فيلاي" في الوقت ذاته في مكان يقيه من أشعة الشمس الحارة، ما يعني حمايته من التدمير.
يذكر أن المذنبات عبارة عن أجسام بدائية خلفها نشوء نظامنا الشمسي قبل 4 مليارات وستمئة مليون سنة. ويأمل مركز الطيران والفضاء الألماني أن يكشف المذنب عن أسرار تتعلق بأصل الحياة على الأرض.
بالصور ..أهم الأحداث العلمية لعام 2013
شكل عام 2013 عاماً مثيراً في قطاع العلوم والبحث. فقد وقعت فيه اكتشافات كبيرة في مجالات استكشاف الفضاء والطب والفيزياء والكيمياء. وساعد على ذلك كله التطور الفائق في أجهزة الكمبيوتر.
صورة من: 2011 CERN
أسرع كمبيوتر في أوروبا والعالم
في الرابع عشر من فبراير/ شباط حصل الكمبيوتر الفائق "جوكوين" في مدينة يوليش الألمانية على لقب أسرع كمبيوتر في العالم، إذ تبلغ قوة أدائه 5 بيتافلوبس (5000 تريليون عملية حسابية للنقطة العائمة في الثانية) ويُستفاد منه في حساب المعادلات العلمية المعقدة للغاية. لكن هذا اللقب انتزعه منه الكمبيوتر الصيني "تيانهي-2"، الذي تبلغ قوته 33 بيتافلوبس، في يونيو/ حزيران الماضي.
صورة من: Forschungszentrum Jülich
حسابات من أجل الأمان
الباحثون في يوليش قاموا أيضاً بتطوير هذه التجربة: تم تزويد متطوعين بقبعات تحتوي على رمز شريطي (باركود) ودفعهم من خلال ممرات ضيقة مصممة خصيصاً للتجربة. من خلال البيانات التي تم جمعها عن طريق هذه التجربة يمكن تحسين أوضاع الطرق العامة لمواجهة حالات الازدحام والفزع، مثل تلك التي تحدث أحياناً أثناء أحداث رياضية كبرى.
صورة من: Forschungszentrum Jülich
استكشاف المريخ
شهد عام 2013 إرسال وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لعربة الاستكشاف "كيوريوسيتي" إلى سطح المريخ. فقد هبطت هذه العربة بنجاح فوق المريخ في فبراير/ شباط وتمكنت من جمع عينة من صخور الكوكب الأحمر وتحليل محتواها الكيميائي والمعدني. النتيجة كانت مفاجئة، إذ اظهرت التحليلات أن المريخ يمتلك العناصر الأساسية لتمكين الحياة على سطحه، كالهيدروجين والأكسجين والكربون والنيتروجين والفسفور والكبريت.
صورة من: NASA/JPL-Caltech/MSSS
الأبحاث الطبية – ليست للفضاء فقط!
استمرت الأبحاث حول رحلات الفضاء المأهولة في عام 2013 أيضاً، إذ قامت الوكالة الألمانية للفضاء ببناء مختبر "إنفيهاب"، الذي يمكن فيه اختبار وتغيير كافة الظروف المحيطة برحلة فضائية، كضغط الهواء ونسبة الضوء ومستوى الضوضاء ونسبة الغاز في الجو، إضافة إلى قوة الجاذبية، مثل جهاز الطرد المركزي هذا. النتائج المستخلصة من هذه الأبحاث تفيد رواد الفضاء إلى جانب الباحثين في مجال طب البيئة والعمل.
صورة من: DW/F. Schmidt
صورة جماعية لكل رواد الفضاء الألمان
حفل افتتاح مختبر "إنفيهاب" في يوليو/ تموز الماضي جمع بين جميع رواد الفضاء الألمان في صورة واحدة. من بينهم أيضاً رائد الفضاء الألماني في وكالة الفضاء الأوروبية ألكساندر غيرست، الذي يفترض أن يعود إلى محطة الفضاء الدولية (آي إس إس) في مايو/ آيار من العام المقبل. ومنذ ترشيحه في سبتمبر/ أيلول 2011، يخضع غيرست لبرنامج تدريب صارم.
صورة من: DW/F. Schmidt
اكتشاف قمر جديد
في الأول من يوليو/ تموز، وأثناء تحليله لصور التقطها التلسكوب الفضائي "هابل"، اكتشف الباحث الفلكي مارك شوفالتر هذا القمر الذي يدور حول كوكب نبتون، الذي يبعد عن الكرة الأرضية ثلاثة مليارات كيلومتر. وبعكس القمر الذي يدور حول كوكبنا، فإن هذا القمر مظلم وبالكاد يمكن رؤيته، لدرجة أن المسبار الفضائي "فوياجر" لم يلحظه أثناء مروره بالقرب من نبتون عام 1989.
صورة من: picture-alliance/dpa
فهم الكون بشكل أفضل
ساعد العالمان فرانسوا إنغلير وبيتر هيغز البشرية على فهم نشوء الكون بشكل أفضل، ولذلك فقد حازا على جائزة نوبل للفيزياء لعام 2013. وقد قام كلاهما عام 1964 بحساب احتمالية وجود جزيء متناهي الصغر نشأ وانتهى أثناء فترة قصيرة للغاية مما يعرف بـ"الانفجار الكبير"، الذي نشأ منه الكون. وبدون ما بات يعرف بـ"جسيم هيغز"، لم يكن من الممكن إثبات النموذج الفيزيائي لنشوء الكون حالياً.
صورة من: Fabrice Coffrini/AFP/GettyImages
دليل عبر "أطلس"
تم إثبات وجود "جسيم هيغز" عملياً عام 2012 في المجمع التابع للمركز الأوروبي للأبحاث النووية (سيرن) قرب مدينة جنيف السويسرية، من خلال جهاز "أطلس" العملاق. في قلب هذا الجهاز، تصطدم الذرات ببعضها البعض بسرعة الضوء، لتتفكك إلى جسيمات أصغر، من بينها "جسيم هيغز". ووظيفة الجهاز العملاق هو "امتصاص" هذه الجسيمات، تماماً مثلما تمتص الكاميرا الرقمية الضوء.
صورة من: DW/F.Schmidt
فهم تواصل الخلايا مع بعضها البعض
تقاسم الألماني توماس زودهوف والأمريكيان جيمس روثمان وراندي شيكمان جائزة نوبل للطب لعام 2013، وذلك لنجاحهم في فك شفرة آلية النقل الهامة داخل الخلايا، والتي يسبب أي قصور فيها أمراضاً مثل الزهايمر والشلل الرعاش (باركينسون) أو السكري.
صورة من: picture-alliance/dpa
لا حياة دون نقل للمعلومات
تقوم الخلايا بإرسال إشارات لبعضها البعض عبر مواد ناقلة، كالهرمونات أو ما تسمى بالنواقل العصبية. وطالما وصلت تلك المواد إلى وجهتها الصحيحة، فإن الإنسان يبقى صحيح البدن. لكن إذا ما تعرضت تلك المواد إلى إعاقة في طريقها، فإن النظام بأكمله يخرج عن السيطرة، ذلك أن المادة الناقلة تثير رد فعل جديد لدى الخلايا التي تصل إليها، وعبرها ينشأ ما يسمى بالسيال العصبي.
صورة من: picture-alliance / dpa
أبحاث على الجزيئات بالكمبيوتر
جائزة نوبل للكيمياء عام 2013 لها مدلول طبي هام، وحصل عليها كل من مارتين كاربلوس ومايكل ليفيت وآريه وارشيل. هؤلاء الباحثون وضعوا حجر الأساس لإجراء الأبحاث على جزيئات كالبروتينات عبر الكمبيوتر، وهذا يساعد، على سبيل المثال، على تطوير الأدوية. ومن خلال الكمبيوتر، يصبح البحث أسرع وأبسط من التجارب الكيميائية المعقدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Reuters/cc
الفوضى الخلاقة
بمساعدة برامج الكمبيوتر يمكن تحليل المركبات الكيميائية المعقدة بكل سهولة، بالإضافة إلى إمكانية تفكيكها وإعادة ترتيبها بطرق مبتكرة والتنبؤ بنتائج هذه الترتيبات. فعلى سبيل المثال، يمكن للباحثين تحليل التفاعل بين جزيئين وحساب إمكانية حدوث النتيجة على أرض الواقع، وبالتالي معرفة تأثير الدواء وأعراضه الجانبية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أمل باللقاح للملايين
عام 2013 جلب أخباراً سعيدة لسكان المناطق الاستوائية، فقد نجحت شركة غلاكسو-سميث-كلاين للمستحضرات الدوائية في إجراء دراسة في أفريقيا على لقاح مشترك ضد الملاريا والتهاب الكبد الوبائي (ب)، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن هذا اللقاح قادر على تخفيض معدل الإصابة بالملاريا لدى الأطفال إلى النصف. يشار إلى أن أكثر من نصف مليون شخص يموتون سنوياً بسبب الملاريا، غالبيتهم من الأطفال.
صورة من: AP
نظرة من الفضاء على أعماق الأرض
قبل نهاية العام المنصرم، أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية عدداً من الأقمار الصناعية لأغراض البحث العلمي، التي ستتيح للباحثين إلقاء نظرة "أعمق" على خفايا القشرة الأرضية والنظر إلى مسافة أبعد في الفضاء أيضاً. وقد وصلت ثلاثة أقمار صناعية في نوفمبر/ تشرين الثاني إلى مسارها حول الكرة الأرضية، وستكون وظيفتها قياس الحقل المغناطيسي للأرض بشكل ثلاثي الأبعاد، ما سيفتح المجال أمام نظرة أعمق على القشرة الأرضية.
صورة من: Astrium/picture-alliance/dpa
نظرة إلى الفضاء السحيق
في عيد الميلاد لهذا العام، سينطلق المسبار الفضائي "غايا" حاملاً تلسكوباً فلكياً من نوع خاص قادر على قياس أكثر من مليار نجم في الكون بشكل أدق من أي وقت مضى، بالإضافة إلى قدرته على اكتشاف ملايين الأجرام السماوية الجديدة.