هل سكان المدن الكبرى أقل استعدادا للتعاون ومساعدة الآخرين؟
١٢ أكتوبر ٢٠٢٠
يعتقد الكثيرون أن سكان المدن الكبرى أقل تعاونا مقارنة بسكان القرى والمناطق الريفية. ولكن هل هذا حقيقي، أم إنه مجرد انطباع خاطئ لدى البعض بسبب طبيعة الحياة المزدحمة والمليئة بالتفاصيل في الحضر؟!
إعلان
ربما يكون ”العمران" أبرز العوامل التي تؤدي لتغيير المجتمعات الإنسانية حيث يعيش اليوم في المدن أكثر من نصف سكان العالم، والذي يصل عددهم إلى 7.7 مليار نسمة.
ويعاني سكان المدن الكبرى من العديد من المشاكل حيث ارتبط ”العمران“ والحياة بهذه المدن المزدحمة بارتفاع معدلات الإصابة بالعديد من الأمراض كمشاكل القلب وضغط الدم والحساسية، فضلا عن الاضطرابات النفسية المختلفة والضغوط وانخفاض الثقة في الأخرين.
كما يؤمن الكثيرون أنواحدة من مشاكل المدن الكبرى هو عدم استعداد الغالبية فيها لتقديم يد العون للأخرين، دون ذكر ما إن كان السبب وراء هذا هو ميل الإنسان بتلك المدن نحو تبني سلوك أقل اجتماعية مقارنة بالريف، وهو ما حاول عدد من العلماء التأكد من صحته.
وأجرى باحثون بجامعة University College London البريطانية دراسة في 37 منطقة سكنية واقعة في 12 مدينة كبرى و 12 مدينة صغيرة وقرية بالمملكة المتحدة، للتعرف على مدى استعداد الناس لمساعدة الغرباء.
وقام الباحثون بإجراء ثلاث تجارب حقيقية لاختبار ما إن كان الأشخاص سيقومون بإعادة إرسال بريد وصلهم عن طريق الخطأ وإعادة شئ مفقود عثروا عليه بالصدفة والتوقف لمساعدة شخص غريب على عبور الطريق، وفقا للدراسة المنشورة عل موقع Royal Society Publishing.
ولعل أهم ما يميز تلك الدراسة هو عدم الاكتفاء بإجراء استطلاع أو اختبار ما، وانما إجراء التجربة على أرض الواقع حيث قامت الباحثة إلينا زفيرنر بإجراء التجارب بنفسها بشكل شخصي، وفقا لموقع صحيفة الغارديان.
ويعترف الباحثون بأنهم توقعوا أن يكون الناس أقل استعدادا لمساعدة الغرباء بالمدن الكبرى بسبب المسؤوليات المتزايدة الواقعة على عاتق سكانهاوعدم معرفة الجميع لبعضهم البعض نظرا لكثافة السكان، مقارنة بالمدن الصغيرة والقرى.
ولكن المفاجأة أثبتت خطأ فرضية الباحثين حيث توصلوا إلى أن درجة ”تحضر“ محل السكن أو كثافة السكان فيه لا تؤثر على استعداد الأشخاص لمد يد العون للغرباء.
صنع في ألمانيا - المدن الكبرى: نعمة أم نقمة؟
26:04
ووجد الباحثون أن درجة ”حرمان“ سكان منطقة ما تحدد درجة تعاونهم مع الأخرين، حيث يقل استعداد الشخص لمساعدة الغرباء في الأحياء الأكثر حرمانا على المستوى الاقتصادي.
إلا أن أستاذة التطور والسلوك بجامعة UCL نيكولا رايهاني تؤكد على إنه ليس من الواضح ما إن كان ”ما يختبره الأشخاص أنفسهم من حرمان هو ما يؤثر على احتمالات مساعدتهم لشخص غريب، أم أن السياق المتمثل في التواجد في البيئة المحرومة هو ما يغير من استعداد الأشخاص لتقديم المساعدة“.
وتقول رايهاني: ”مساعدة شخص أخر هو مخاطرة حيث تقوم بدفع تكلفة مساعدة شخص ما، ويمكن أو لا يمكن أن تحصل على عائد استثمارك هذا“. كما لم يتم تحديد تأثير عوامل أخرى.
ويرى الباحثون أن ما توصلوا له من نتائج يؤكد على أهمية تأثير العوامل الاقتصادية في تحديد معدلات التباين بسلوكيات البشر، مقارنة بمجرد الاكتفاء بالحديث عن درجة تحضر أو عمران منطقة ما وكثافة السكان بها.
د.ب/ع.ج.م
بالصور... أكبر عشر مدن في ألمانيا
تعتبر ألمانيا من أشهر الوجهات السياحية العالمية، ويتوافد السائحون بالأخص على مدنها الكبرى المعروفة مثل برلين، هامبورغ وميونيخ. من خلال الصور التالية نتعرف على أكبر عشر مدن ألمانية وأهم معالمها السياحية.
صورة من: imago images/Panthermedia
برلين
في المركز الأول تأتي العاصمة الاتحادية كأكبر مدينة بعدد سكانها الذي يبلغ 3.8 مليون نسمة. تتميز برلين بتنوعها الثقافي الذي يختلف من حي لأخر، فهناك الأحياء الفاخرة والأخرى الشبابية، وأخرى ملتقى لجميع الجنسيات. ولا تخلو المدينة من المعالم السياحية وعلى رأسها "بوابة براندنبورغ "و مبنى "الرايخستاغ" التاريخي بالإضافة إلى المبنى الأعلى في برلين وهو برج التليفزيون بطوله البالغ 368 متراً.
صورة من: imago images/Panthermedia
هامبورغ
تحتل مدينة هامبورغ المركز الثاني بعدد سكان يبلغ 1.9 مليون نسمة. وتقع على ضفاف نهر "الإلبه" مباني المدينة ذات الطابع البحري الجذاب، خاصة حول بحيرة "بيننن ألستر" المبينة في الصورة. من المناطق المفضلة للسياح "مدينة التخزين"، وهي منطقة جمركية بها العديد من المستودعات التي تربط بينها الجسور فوق قنوات مائية جميلة.
صورة من: Fotolia/kameraauge
ميونيخ
تعد ميونيخ ثالث أكبر مدينة في ألمانيا بعدد سكان يتجاوز المليون ونصف المليون نسمة. وتتميز بطابعها البافاري الهادئ والتقليدي. فليس من الغريب أن ترى البعض يرتدى الزي البافاري التقليدي، خاصة أثناء مهرجان "أكتوبرفيست"، وهو المهرجان الشعبي الأكبر فى العالم الذي يستمتع فيه السائحون بالمطبخ البافاري الشهير والجعة المحلية.
صورة من: picture-alliance/Arco Images
كولونيا
يعيش نحو 1.1 مليون نسمة في مدينة كولونيا على ضفاف نهر الراين. وتشتهر المدينة بتنوع ثقافي وفني يستقطب العديد من السياح. من أشهر إحتفالاتها "الكارنفال"، وهى فترة إحتفالات تُنظم فيها العديد من الأنشطة الترفيهية حيث يجوب الناس الشوارع في أزياء تنكرية على وقع الموسيقى و الغناء. يفتخر سكان كولونيا بشكل خاص بالكاتدرائية التاريخية أو "كولنر دوم"، وهي أحد أشهر الصروح المعمارية في ألمانيا (في الصورة).
صورة من: picture-alliance/J. Schwenkenbecher
فرانكفورت
يعيش في العاصمة المالية لألمانيا الواقعة على ضفاف نهر "الماين" أكثر من 752000 نسمة. يُمكن للسائحين الاستجمام على ضفاف النهر للاستمتاع بمنظر المباني العالية التي تتميز بها المدينة مع احتساء نبيذ التفاح المُنتج محلياً المُسمى بـ "Äppelwoi". من العلامات السياحية المميزة في المدينة أيضاً مبنى "رومر" ذو الطراز المعماري الفريد بالمدينة القديمة التي أُعيد ترميمها.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Rumpenhorst
شتوتغارت
تعد مدينة شتوتغارت الواقعة جنوب غرب ألمانيا سادس أكبر المدن الألمانية بعدد سكان يبلغ 635000 نسمة يشتهرون بحبهم للعمل والتوفير. من أهم معالم شتوتغارت "القصر الجديد" ذو الطراز المعماري الجذاب الواقع في قلب المدينة (في الصورة). كما تتميز المدينة بالنبيذ الطيب والأكلات الشهية. وبالنسبة لعشاق السيارات بشكل خاص تعد شتوتغارت مدينة الأحلام، حيث يمكنهم هناك زيارة متحفي "بورش" و"مرسيدس بينز" للسيارات.
صورة من: Fotolia/World travel images
دوسلدورف
يعيش في مدينة دوسلدورف عاصمة ولاية شمال الراين-ويستفاليا حوالي 620000 شخص. تُعتبر المدينة الواجهة الأهم لمحبي الأناقة والأزياء، ومن أهم معالمها "شارع الملوك" الذي يضم العديد من متاجر أزياء العلامات التجارية الفاخرة. أما محبي الطبيعة فيمكنهم التنزه على ضفاف نهر الراين و زيارة "الميناء الإعلامي" الذي يتميز بمباني غير تقليدية لمجموعة من أشهر المعماريين (في الصورة).
صورة من: Imago/imagebroker
لايبزيغ
تجذب مدينة لايبزيغ بشكل خاص الشباب والمبدعين، حيث أن أسعار السكن فيها مازالت معتدلة، مما يتيح للعديد من سكانها البالغ عددهم 602000 نسمة استثمار النقود في أنشطة وتجارب جديدة. بسبب هذا الإبداع الفني والثقافي تُسمى لايبزيغ أيضاً ب "برلين الجديدة". في وسط المدينة تقع جامعة لايبزيغ التي درست فيها المستشارة أنغيلا ميركل. وتوجد حول الجامعة العديد من المطاعم والمنتزهات بالإضافة إلى المتاجر لمحبي التسوق.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
دورتموند
تُعد مدينة دورتموند أكبر مدينة في منطقة الرور بولاية شمال الراين-ويستفاليا حيث يسكنها حوالي 601700 نسمة. كانت دورتموند الواقعة في غرب ألمانيا تشتهر بصناعة التعدين، ومازالت بعض المباني في المدينة شاهدة على هذه الحقبة الاقتصادية مثل مصنع الحديد والصلب السابق "فينيكس فيست". من معالم المدينة المميزة برج "U" الذي تم تحويله من مصنع جعة ومبنى لتخزين المنتجات إلى مركز للفن والإبداع.
صورة من: DW/C. Machhaus
إيسن
تقع مدينة إيسن أيضاً في منطقة الرور بغرب ألمانيا، ويسكنها 591000 نسمة. خلال الحرب العالمية الثانية دُمر مركز المدينة بنسبة 90 بالمئة. وهي إن كانت غير جذابة معمارياً، فهي في المقابل تتميز بالمساحات الخضراء الشاسعة. من أهم معالم إيسن منجم الفحم السابق "تسيشه تزول فيراين" المُدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث يستطيع السياح القيام بجولة بداخله مع الاستمتاع بفاعليات مختلفة.