هل سمحت واشنطن لدمشق بضم مقاتلين أجانب سابقين للجيش السوري؟
خالد سلامة رويترز
٢ يونيو ٢٠٢٥
وافقت الولايات المتحدة على خطة سورية لضم نحو 3500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الإيغور من الصين والدول المجاورة، إلى الجيش السوري الجديد. كيف أقنعت الحكومة السورية الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب بوجهة نظرها؟
قال مصدران مقربان من وزارة الدفاع السورية لرويترز إن الشرع والمقربين منه حاولوا إقناع محاورين غربيين بأن ضم مقاتلين أجانب إلى الجيش سيكون أقل خطورة على الأمن من التخلي عنهم، الأمر الذي قد يدفعهم إلى الانضمام مجددا لتنظيم القاعدة أو تنظيم "الدولة الإسلامية".صورة من: Middle East Images/Imago
إعلان
قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى سوريا توماس باراك إن الولايات المتحدة وافقت على خطة طرحتها القيادة السورية الجديدة للسماح لآلاف من المتشددين الأجانب الذين كانوا في السابق ضمن المعارضة بالانضمام للجيش الوطني، شريطة أن يحدث ذلك بشفافية.
وذكر ثلاثة مسؤولين دفاعيين سوريين أن الخطة تنص على انضمام نحو 3500 مقاتل أجنبي، معظمهم من الإيغور من الصين والدول المجاورة، إلى وحدة مشكلة حديثا، وهي الفرقة 84 من الجيش السوري، والتي ستضم سوريين أيضا.
وردا على سؤال من رويترز في دمشق عما إذا كانت واشنطن وافقت على دمج المقاتلين الأجانب في الجيش السوري الجديد، قال باراك الذي يشغل أيضا منصب السفير الأمريكي لدى تركيا "أعتقد أن هناك تفاهما وشفافية". وأضاف أنه من الأفضل إبقاء هؤلاء المتشددين ضمن مشروع للدولة بدلا من إقصائهم، ووصف كثيرين منهم بأنهم "مخلصون للغاية" للإدارة السورية الجديدة.
وكان مصير الأجانب الذين انضموا إلى هيئة تحرير الشام خلال الحرب التي استمرت 13 عاما بين المعارضة والرئيس السابق بشار الأسد، من أكثر القضايا الشائكة التي تعيق التقارب مع الغرب منذ أن أطاحت الهيئة، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة، بالأسد واستولت على السلطة العام الماضي.
وكانت الولايات المتحدة حتى مطلع أيار/ مايو على الأقل تطالب القيادة الجديدة باستبعاد المقاتلين الأجانب من قوات الأمن.
لكن نهج واشنطن تجاه سوريا شهد تغيرا كبيرا منذ جولة ترامب في الشرق الأوسط الشهر الماضي. ووافق ترامب خلال هذه الجولة على رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد الأسد، والتقى بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الرياض وعيّن باراك مبعوثا خاصا له.
وقال مصدران مقربان من وزارة الدفاع السورية لرويترز إن الشرع والمقربين منه حاولوا إقناع محاورين غربيين بأن ضم مقاتلين أجانب إلى الجيش سيكون أقل خطورة على الأمن من التخلي عنهم، الأمر الذي قد يدفعهم إلى الانضمام مجددا لتنظيم القاعدة أو تنظيم "الدولة الإسلامية".
ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية ولا متحدث باسم الحكومة السورية بعد على طلبات للتعليق.
تحرير: ع.ش
تدمر: جوهرة سورية تنتظر الانقاذ بعد أعوام من النهب
تقف تدمر، لؤلؤة الصحراء السورية، جريحة اليوم بعد سنوات من النزاع المسلح. أصاب الدمار والنهب معالمها التاريخية الفريدة، لكن الأمل يبقى في استعادة بريق هذا الموقع الأثري العالمي الذي طالما كان ملتقى الحضارات.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
معبد في حالة خراب
تُعد تدمر، وهي أحد المواقع الستة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في سوريا، مدينة تاريخية تقع على طريق الحرير القديم، وقد اشتهرت بآثارها التي يعود تاريخها إلى ألفي عام من العصر الروماني. وبعد ثلاثة عشر عاماً من الحرب الأهلية، باتت المعابد والأعمدة المدمرة تطبع صورة المدينة القديمة. ويعود الخبراء اليوم إلى الموقع الثقافي لمعاينة الأضرار وتقييمها.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
تراث عالمي لليونسكو
يعود تاريخ أقدم القطع الأثرية في تدمر إلى العصر الحجري الحديث، بينما ازدهرت المدينة الواحية في عهد الإمبراطورية الرومانية. وفي عام 1980، أُدرجت تدمر الواقعة بالقرب من مدينة تدمر الحديثة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقبل بداية الحرب الأهلية، كان يتدفق نحو مئة وخمسين ألف سائح إلى المدينة شهرياً لمشاهدة معالمها الأثرية.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
تدمير منهجي من قبل إرهابيي داعش
دارت حرب أهلية وحشية في سوريا لمدة ثلاثة عشر عامًا، وفي بعض الأحيان سقط موقع التراث العالمي في أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي. قام مقاتلو التنظيم بتدمير معبدي بل وبعلشمين وقوس النصر في تدمر بشكل ممنهج، حيث اعتبروا ذلك عبادة للأصنام. وقد قُتل بوحشية عالم كان يشرف على الآثار.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
"تمتلك سوريا كنزاً دفيناً من الآثار"
أطفال يلعبون على أنقاض الرواق العظيم، وهو الرواق القديم الذي كان يمتد من معبد بل لمسافة 1.2 كيلومتر تقريباً إلى معبد الموتى. زار أيمن نبو، الخبير في آثار سوريا التاريخية تدمر بعد أيام قليلة من سقوط نظام الأسد. ويقول نابو: "تمتلك سوريا كنزاً دفيناً من الآثار". وتريد الحكومة الانتقالية التريث في عملية الترميم.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
حلم جذب السياح
يأمل الخبراء أن تؤدي عملية إعادة إعمار تدمر إلى زيادة كبيرة في عدد السياح وبالتالي توفير مصدر ضروري للاقتصاد السوري. قبل بداية الحرب الأهلية كانت المدينة الأثرية المدمرة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم إلى محافظة حمص. زائر لتدمر يرسم بقايا الرواق الشهير في تدمر.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
صورة من الماضي
صورة من عام 2010 تظهر قنطرة محفوظة بشكل جيد في رواق تدمر، قبل تدميرها على يد تنظيم داعش الإرهابي. لا يمكن حتى الآن تقييم مدى الدمار والخسائر التي لحقت بالممتلكات الثقافية التي لا يمكن تعويضها بشكل كامل.
صورة من: Giovanni Ausserhofer/JOKER/picture alliance
التماثيل المسروقة والمقابر المنهوبة
تم إجراء العديد من الحفريات غير القانونية على طول الرواق وفي المسرح الروماني خلال السنوات الماضية. أُزيلت المنحوتات ونُهبت المدافن وطُمست اللوحات الجدارية والنقوش البارزة. سُرقت العديد من القطع الأثرية والوثائق التاريخية من متحف تدمر. ويقول أيمن نابو: "ليس لدينا أي فكرة عما حدث هنا".
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
قاعدة عسكرية بدلاً من موقع تراث ثقافي عالمي
على تلة بالقرب من المدينة القديمة المدمرة تقع قلعة فخر الدين المعاني وهي قلعة محفوظة بشكل جيد في الأصل، بُنيت بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر. خلال سنوات الحرب الأهلية، سقطت تدمر في البداية في أيدي تنظيم داعش الإرهابي ثم الجيش السوري. وبعد استعادتها من قبل قوات الأسد، بدعم من الجيش الروسي تم إعلان القلعة قاعدة عسكرية روسية.
صورة من: OMAR HAJ KADOUR/AFP
لا تزال عملية الترميم بعيدة جداً
تدعم منظمة اليونسكو حماية التراث الثقافي السوري من خلال التحليلات والتوثيق والتوصيات التي تقدمها الأقمار الصناعية منذ عام 2015. ولكن وبسبب الوضع الأمني المتوتر لم يتواجد أي خبير من اليونسكو في الموقع حتى الآن. أعلن خبراء دوليون من المنظمة الثقافية في عام 2019 أن إعادة الإعمار لن تكون ممكنة إلا بعد إجراء تقييم مفصل للأضرار.