هل سيتم اعتقال بوتين في جنوب إفريقيا إذا حضر قمة بريكس؟
٢ يونيو ٢٠٢٣
تدور تساؤلات عدة حول مدى إمكانية تنفيذ جنوب إفريقيا لمذكرة اعتقال الرئيس الروسي بوتين إذا ما قرر حضور قمة بريكس المقبلة، وهي المذكرة التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامات لبوتبن بارتكاب جرائم حرب.
إعلان
أكد وزراء خارجية مجموعة بريكس يوم الخميس على تطلع التكتل لمنافسة القوى الغربية، لكن محادثاتهم في جنوب إفريقيا خيمت عليها أسئلة بشأن احتمالات اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا حضر قمة المجموعة المؤلفة من خمس دول في أغسطس/آب.
وقالت ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب إفريقيا إنها تدرس الخيارات القانونية في مسألة مذكرة اعتقال بوتين الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق باتهامات بارتكابه جرائم حرب في حال حضوره قمة جوهانسبرغ المزمعة.
ونظرياً، بصفتها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، يتعين على جنوب إفريقيا تنفيذ اعتقال بوتين إذا دخل أراضيها، لكن البلدين يقيمان علاقات وثيقة. وواجهت باندور وابلاً من الأسئلة عن هذا الأمر بعد وصولها لخوض الجولة الأولى من المحادثات مع ممثلين من روسيا والصين والهند والبرازيل.
وقالت باندور "الجواب هو أن الرئيس (سيريل رامابوسا) سيوضح الموقف النهائي لجنوب إفريقيا. وواقع الحال أنه تم توجيه دعوة إلى جميع رؤساء دول (بريكس)".
وفي وقت لاحق بمؤتمر صحفي، تجنب الوزراء الإجابة على عدد كبير من الأسئلة عن قضية بوتين.
وترفض بريتوريا إدانة موسكو منذ بدء الحرب على أوكرانيا، مؤكدة أنها تتخذ موقفا محايدا وتفضل الحوار لحل الأزمة، وهو ما يثير القلق على الساحة الدولية.
في نيسان/أبريل قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين تضع جنوب إفريقيا "في موقع صعب".
وهذا الأسبوع منحت حكومة جنوب إفريقيا حصانة دبلوماسية للمسؤولين الذين حضروا قمة بريكس قائلة إنه إجراء اعتيادي لتنظيم المؤتمرات الدولية.
واتهمت المحكمة الجنائية الدولية بوتين في مارس/آذار بارتكاب جريمة حرب بترحيل أطفال قسرياً من الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا. وتنفي موسكو هذه المزاعم. ووجهت جنوب إفريقيا دعوتها لبوتين في يناير/كانون الثاني.
ولم يؤكد بوتين حضوره، واكتفى الكرملين بالقول بأن روسيا ستشارك على "المستوى المناسب". وسعى الوزراء إلى تركيز الاهتمام على طموحاتهم في تعزيز النفوذ في عالم متعدد الأقطاب.
تجمع يزداد صلابة
مجموعة بريكس التي كان يُنظر إليها على أنها اتحاد ضعيف لاقتصادات ناشئة متفاوتة القوى، اتخذت في الأعوام الماضية شكلاً أكثر صلابة، مدفوعة في بادئ الأمر من بكين وقوة دافعة إضافية من موسكو منذ بدء حرب أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
دشنت المجموعة بنك التنمية الجديد في 2015 غير أن ذلك أوقف مشروعات تمويل في روسيا للامتثال للعقوبات المفروضة من دول الغرب عقب غزو أوكرانيا.
وقالت باندور إن مسؤولاً تنفيذياً كبيراً بالبنك أخطر الوزراء حول "احتمال استخدام عملات بديلة للعملات التي يجري تداولها على الصعيد العالمي في الوقت الحالي". وأضافت أن الهدف هو "ضمان ألا نصبح ضحية للعقوبات التي تستتبع آثاراً في البلاد التي لا صلة لها بالمسائل التي أدت إلى تلك العقوبات المتخذة من جانب واحد".
وناقش الوزراء أيضاً خطط احتمال ضم أعضاء جدد إلى المجموعة. وقالت باندور إنه يلزم فعل المزيد لجعل ذلك ممكنا وإنها تأمل أن يكون تقريرا حول المسألة جاهزا بحلول قمة أغسطس/آب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "أكثر من عشر دول" يتردد أن من بينها السعودية قد أبدت اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة بريكس. وذكر لافروف أن القضية نوقشت مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
وقال ما جاوشو نائب وزير خارجية الصين إن بلاده سعيدة باحتمال انضمام مزيد من الدول إلى بريكس لأن ذلك سيزيد من نفوذ التكتل وسيمنحه قوة أكبر لخدمة مصالح الدول النامية. وأضاف أن تكتل بريكس "شامل ... باختلاف كبير عن الدوائر الصغيرة لبعض الدول، ولذلك أعتقد أن توسع بريكس سيكون مفيدا لدول بريكس".
وحضر وزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند اجتماع يوم الخميس في كيب تاون، في حين مثل الصين وكيل وزارة. ولم يتم الإعلان عن أي جدول أعمال رسمي.
وقال محللون إن المجموعة تسعى لتكون قوة مقابلة للغرب في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وإن توسيع نطاقها قد يكون على جدول الأعمال. وقالت للصحفيين "حكومتنا تدرس حاليا الخيارات القانونية المتعلقة بهذا".
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، ا ف ب)
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).