أظهرت نتائج استطلاع عن رغبة كثير من الأوروبيين وخصوصاً الألمان بإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي، فيما عبرت المستشارة الألمانية ميركل عن اهتمامها بجدية العمل وفقاً لذلك. فهل سيتم إنهاء التوقيت الصيفي في الاتحاد الأوروبي؟
إعلان
أيدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل استطلاعاً للرأي حول إلغاء نظام التوقيت الصيفي. وكان الاستطلاع قد أجري تحت رعاية المفوضية الأوروبية بداية من أوائل تموز/ يوليو الماضي، وحتى منتصف آب/ أغسطس الجاري، وجذب 4,6 مليون مشارك - وهو رقم قياسي بالنسبة للاتحاد الأوروبي- حيث عبّر أكثر من 80 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، من ضمنهم أكثر من 3 ملايين ألماني، عن رغبتهم في إلغاء نظام تغيير الساعة. وقالوا إنهم يفضلون بقاء الساعة بشكل مستمر مضبوطة حسب توقيت ثابت، والذي يزيد بمقدار ساعتين على توقيت غرينتش في معظم أوروبا. كما أيد الاستطلاع رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر، موضحاً أن الأمر يتطلب موافقة البرلمان الأوروبي، والدول الأعضاء في الاتحاد على مقترح من المفوضية الأوروبية لقانون يقضي بإلغاء العمل بالتوقيت الصيفي.
ويُطبق التوقيت الصيفي في ألمانيا منذ عام 1980، وبدأ تطبيقه في كافة دول الاتحاد الأوروبي منذ عام 1996، حيث يجرى تقديم التوقيت لساعة في آخر يوم أحد من شهر آذار/مارس، ثم يتم إعادة التوقيت إلى وضعه السابق في آخر يوم أحد من تشرين أول/ أكتوبر. ويهدف التوقيت الصيفي في الأساس إلى الاستفادة من ضوء النهار على نحو أفضل، وبالتالي توفير الطاقة، إلا أن هناك خلافاً حول الاستفادة الفعلية من هذا الأمر.
تأثير تغيير التوقيت على الساعة البيولوجية للجسم
في فجر الأحد الأخير من شهر أكتوبر الجاري، تم اعتماد التوقيت الشتوي في وسط أوروبا، وهو ما يحر للتساؤل عن مدى تأثير ذلك على إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، المسؤولة عادة على انضباط الجسم وتحديد موعد دقات القلب وغيرها.
صورة من: picture-alliance/dpa
تشويش إيقاع الحياة
تغيير التوقيت يخلق العديد من المشاكل، منها التشويش على الساعة البيولوجية للجسم. ولهذا السبب يتمنى نصف سكان ألمانيا إلغاء تغيير التوقيت المعتمد مرتين في السنة، مرة عند نهاية أكتوبر/ تشرين أول (التوقيت الشتوي) ومرة بنهاية مارس/ آذار (التوقيت الصيفي).
صورة من: picture-alliance/dpa
تحديد موعد دقات القلب
الساعة البيولوجية هي مصدر مركزي لتوازن إيقاع الجسم. مليارات الساعات تدق في جسمنا، فلكل خلية مقياس وراثي للوقت يبعث إشارات للقلب حول متى عليه أن يدق مثلا ومتى ينبغي لضغط الدم أن يرتفع. وبدون وجود "ساعة مركزية" ستعمّ الفوضى في الجسم.
صورة من: Aaron Amat/Fotolia
مركز التحكم في الدماغ
هناك مركز زمني موجود في الدماغ حيث تتقاطع الأعصاب البصرية. فمن خلال العين يقيس هذا المركز الضوء وساعات النهار، ويضبط ساعات الخلايا فيما بينها. الساعة البيولوجية تتحكم في الهرمونات ومعدل ضربات القلب والأداء العقلي.
صورة من: Fotolia/Andrea Danti
إيقاع الجسم
في الساعة العاشرة صباحا تقريبا نكون أكثر يقظة. وعند منتصف النهار يرتفع الضغط لأعلى مستوى. وفي الثالثة بعد الظهر يكون شعورنا بالألم ضئيلا وفي المساء يتم إفراز هرمون النوم الميلاتونين، فنشعر بالتعب.
العصافير والبوم
تحدد الساعة البيولوجية أيضا ما إذا كنا نحب النوم والاستيقاظ باكرا أم السهر لساعات متأخرة من الليل. واكتشف الخبراء وجود نوعين مختلفين من الأشخاص وهما "العصافير" و "البوم". العصافير يتعبون في المساء باكرا، أما البوم فيذهبون إلى النوم في وقت متأخر. وعندما تكون العصافير قد بدأت يومها منذ وقت طويل، يكون الآخرون قد استيقظوا للتو.
صورة من: Picture-Alliance
معاندة الساعة البيولوجية
معاندة الساعة البيولوجية لها عواقب لا يشعر بها بوضوح سوى من سافر إلى مناطق بعيدة بها توقيت زمني مختلف. ويسبب التحول الوقتي ما يعرف بالفوضى، ما يجعل الإحساس بالجوع والتعب في الوقت الخطأ ويؤثر على المزاج والشهية وقدرة الأداء العام.