هل سينتشر الجيش الألماني قريبا في الصومال أيضا؟
١٦ فبراير ٢٠١٤أدت زيارة أحمد عمر إلى العاصمة مقديشو إلى وقوعه في كارثة، إذ فقد النائب المحافظ من منطقة في جنوب البلاد إحدى رجليه وإحدى ذراعيه نتيجة لانفجار قنبلة في سيارة. وأدى في نفس اليوم انفجار قنبلة في سيارة ثانية أمام فندق إلى إصابة أربعة أشخاص آخرين.
خطط لمشاركة الجيش الألماني في مهمة تدريبية
تحتدم في الصومال منذ 20 عاما حرب أهلية تخوض فيها ميليشيات مسلحة وأمراء حرب صراعا عنيفا على السلطة. وتسيطر ميليشيات الشباب الإسلامية المتشددة على قسم من البلاد. وتحصل مرة بعد الأخرى اعتداءات وهجمات في مختلف أنحاء الصومال.
وأدى الوضع الأمني غير المستقر في الصومال إلى إنهاء الجيش الألماني في نهاية عام 2013 مشاركته في مهمة الاتحاد الأوربي الرامية إلى تدريب الجنود الصوماليين، وذلك لأسباب أمنية، إذ تم آنذاك نقل مكان التدريب من أوغندا إلى العاصمة الصومالية مقديشو. وحتى ذلك الحين كان قد شارك حوالي 20 جنديا من الجيش الألماني في تدريب رجال الأمن الصوماليين.
والآن أفادت وزارة الدفاع الألمانية بأن هناك خططا لمشاركة جنود ألمان في المستقبل في تدريب الجنود الصوماليين في مقديشو أيضا.
تقييم جديد للوضع الأمني
أما المعارضة الألمانية، فإنها متشائمة فيما يخص هذه الخطط. وأعربت الناطقة باسم حزب الخضر أغنيسكا بروغر عن دهشتها بشأن تغيير الحكومة نهجها. وقالت بروغر في حديث مع DW: " لا أرى سببا يبرر تغيير تقييم الوضع الأمني ويبرر مشاركتنا مجددا في مهمة التدريب في مقديشو.
وقال ناطق باسم وزارة الدفاع إن الصومال تنعدم فيها الاستقرار، إلا أنه أضاف أن هناك معلومات لدى الشركاء الأوربيين المقيمين منذ كانون الأول/ديسمبر عام 2013 في الصومال ساهمت في التقييم الجديد. وعلى أساس هذه المعلومات أيضا يمكن تبرير التزام ألماني في البلاد.
وعلى العكس من ذلك لا يعتقد ألكسندر نوي ممثل حزب اليسار في لجنة الدفاع التابعة للبرلمان أن الوضع الأمني في الصومال تغير في غضون الأشهر الماضية. وفي رأيه يعود التفكير رغم ذلك في مشاركة الجيش الألماني في مهمة في الصومال إلى أسباب أخرى. حيث "ترى الحكومة الألمانية أنه من الضروري لأسباب تضامنية أن تتبنى ألمانيا موقف بقية الدول الأوربية"، كما يقول نوي.
الجيش الألماني موجود في الصومال ومحيطها
أعلنت وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين مؤخرا التزاما ألمانيا أوسع في إفريقيا. وصرح وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير أيضا بأنه يجب أن تمارس ألمانيا المزيد من المسؤولية على الصعيد الدولي.
وقد قررت الحكومة قبل سنوات مساهمة الجيش الألماني في عدد من مهمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي في إفريقيا، ففي الصومال والدول المجاورة يشارك جنود ألمان في مكافحة القرصنة في القرن الإفريقي. وعلاوة على ذلك يشارك الجيش الألماني في تدريب جنود خفر السواحل ورجال الشرطة في جيبوتي وكينيا وسيشيل والصومال، كي تصبح هذه الدول قادرة على وضع حد للقرصنة بنفسها. ويدرب الجيش الألماني جنودا في مالي أيضا. ومن المقرر رفع عدد المدرِّبين هناك من 180 حاليا إلى 250 مدربا في المستقبل.
البحث عن إستراتيجية شاملة تجاه إفريقيا
يؤكد ألكسندر نوي من حزب اليسار أن منطلقا عسكريا وحده لا يكفي لحل المشاكل القائمة في إفريقيا. "يرابط جنود ألمان في الصومال. إلا أننا نتجاهل أن البلاد تشهد في الميدان المدني عمل بناء أيضا"، كما يقول نوي. ويضيف أن تتم في الصومال مكافحة ظواهر. إلا أنه لا تتم مكافحة أسبابها.
"بالنسبة إلي لا يعني المزيد من المسؤولية على كل حال المزيد من المهمات العسكرية"، كما أكد أيضا الناطق باسم كتلة الحزب الديمقراطي المسيحي في البرلمان فيليب مسفيلدر. وأضاف: "من الممكن أن يعني المزيد من المسؤولية المزيد من المساعدة التنموية".
وتريد الحكومة الألمانية في الأيام القادمة وضع إستراتيجية جديدة لها تجاه إفريقيا. وستجتمع وزيرة الدفاع فون دير لاين مع وزير الخارجية شتاينماير ووزير التنمية غيرد مولر وغيرهم لإجراء مشاورات بهذا الشأن.