هل طريقة اللعب هي السبب في تراجع مستوى مولر وليفاندوفسكي؟
صلاح شرارة
٢٩ نوفمبر ٢٠١٦
في الموسم الماضي شكل الثنائي البافاري ليفاندوفسكي ومولر مصدر خطورة كبيرة على الفرق المنافسة، حيث تمكن الإثنان من تسجيل 50 هدفا لبايرن ميونيخ في الدوري الألماني. أما في هذا الموسم فحصيلتهما جد ضعيفة، فما هو السبب في ذلك؟
إعلان
في الموسم الماضي كان الثنائي البافاري روبرت ليفاندوفسكي وتوماس مولر في حالة تألق تامة، حيث حصد ليفاندوفسكي لقب هداف الدوري الألماني برصيد 30 هدفا، وهو رقم لم يسجل في البطولة منذ عشرات السنين، وجاء مولر في المركز الثالث برصيد 20 هدفا، بينما كان المركز الثاني من نصيب بيير امريك أوباميانغ، مهاجم دورتموند برصيد 25 هدفا.
لكن بعد مرور 12 جولة من الموسم الجاري 2016/2017 فإن حصيلة الثنائي البافاري تبدو ضعيفة ، حيث سجل ليفاندوفسكي حتى الآن 7 أهداف فقط، منها ثلاثة في مباراة بريمن واثنان في مباراة أوغسبورغ، بينما لم يسجل توماس مولر هدفا واحدا وإن كان قد صنع ثلاثة أهداف. وفي المقابل سجل أوباميانغ 13 هدفا، متصدرا هدافي البطولة.
تراجع مستوى مولر وليفاندوفسكي يأتي في ظل التراجع العام الذي يشهده حاليا بايرن ميونيخ بقيادة المدرب أنشيلوتي. ويقول موقع "فوكوس" الألماني إن مولر وليفاندوفسكي كانا "قناصي أهداف" أما الآن فهما قناصان ولكن "بدون أهداف".
مع تراجع خطورة مولر وليفاندوفسكي يفتقد بايرن حاليا للحضور القوي في منطقة جزاء المنافس، التي كانت علامة للفريق في عهد غوارديولا. وبسبب تأخر وصول الدعم للثنائي من وسط الملعب أصبح الاثنان في غالب الأحيان يشكلان "أقلية" في مواجهة دفاع الخصوم. وفي حديثه عن عدم تسجيل أهداف في الدوري حتى الآن قال رئيس النادي البافاري أولي هونيس: "يجب إعطاء توماس كل الوقت (المتاح) في الدنيا."
هل السبب هو أنشيلوتي؟
يرى موقع فوكوس أن ما يعانيه الثنائي البافاري لا يعود إلى سوء الحظ فقط، كأن تضيع مثلا فرصة بسبب القائم أو العارضة وإنما أيضا "نتيجة طريقة اللعب بالنسبة للاثنين."
في ظل قيادة غواريولا كان اللعب بطريقة "4-2-3-1"، في معظم الأحيان كان يحدث مشاهدة توماس مولر يتحرك هنا وهناك بين الخطوط ويمد ليفاندوفسكي بالكرات الخطيرة، لذلك كان القناص البولندي في أقوى لحظاته.
لكن المدرب الحالي أنشيلوتي يلعب بطريقة "4-3-3"، حيث يبقى ليفاندوفسكي في الهجوم وحيدا ويلعب مولر كجناح أيمن، ويبقى في كثير من الأحيان في جهة اليمين كما لو كان ملتصقا بها "وهذا لا يصح، لأن الشروع (في شن الهجمة) والفنيات (العالية) ومهارة المراوغة، كل ذلك ليس من الأساسيات الخاصة في مهمات مولر، حتى وإن كان الجميع في حاجة إلى ذلك، لكن ما يميز مهمته هو استقبال الرفعات الجانبية"، حسب فوكوس.
وكان أوليفر كان، حارس بايرن السابق والمحلل الكروي الحالي، قد انتقد سابقا طريقة لعب أنشيلوتي ووصفها بأنها تعرقل ليفاندوفسكي وتحجم مولر. بيد أن أنشيلوتي يرى أن طريقة اللعب ليست هي المهمة وإنما المهم هو التطبيق. لكن سواء كان هذا أو ذاك فإن النتيجة في النهاية الأمر هي عدم الفعالية حاليا لدى مولر وليفاندوفسكي .
أمس الإثنين أصيب ليفاندوفسكي خلال التدريب، وسيكون غيابه ضربة موجعة لبايرن، إذا لا يوجد بالفريق بديل له بنفس المستوى. لكن وكيل أعماله طمأن الجماهير عبر موقع تويتر، ذاكرا أنه "لا توجد مشكلة كبيرة لدى روبرت ليفاندوفسكي."
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.