هل عانى ليوناردو دافنشي من اضطرابات قصور الانتباه؟
٢٤ مايو ٢٠١٩
كشفت وجهة نظر جديدة أن العبقري ليوناردو دافينتش كان يعاني من قصور الانتباه. ولكن ما هي أدلة الباحث في علم النفس على ذلك؟
صورة من: picture-alliance/maxppp/B. Stefano
إعلان
تظهر مجموعة من أعمال عبقري عصر النهضة ليوناردو دافنشي الرائعة وغير المكتملة أنه ربما عاني نوعا من اضطرابات قصور الانتباه التي باتت مألوفة في العصر الحديث. هذه هي وجهة نظر أستاذ الطب النفسي، ماركو كاتاني، الذي يعتقد أن متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه تفسر تأجيل دافنشي المزمن لاستكمال أعماله وقدراته الإبداعية سواء في مجال الفنون أو العلوم.
كاتاني، الأستاذ في كينجز كوليدج بلندن، في بحث نشر اليوم الجمعة (24 يونيو/ حزيران 2018)، قال: "أنا واثق أن متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه هي الفرضية الأكثر إقناعا والأجدر بالتصديق من الناحية العلمية لتفسير الصعوبة التي كان يجدها ليوناردو في إكمال أعماله".
حتى لوحة الموناليزا أشهر أعمال الرسام الإيطالي غير مكتملة.
ما معنى قصور الانتباه؟
اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه معروف بين الأطفال، لكن يتزايد الآن تشخيص إصابة بالغين به ومنهم أشخاص ينعمون بحياة مهنية ناجحة. ومن بين الأعراض عدم القدرة على استكمال المهام وشرود الذهن والنشاط العقلي المفرط والحركة البدنية الزائدة.
وقد طرح كاتاني فرضيته في دورية (برين) وقال إن سجلات تاريخية تظهر أن الصعوبة التي واجهها دافنشي في إتمام المهام لازمته منذ الطفولة.
وقال إن روايات كاتبي السير الذاتية وشخصيات عاصرته تظهر أنه لم يكن يستقر في مكان قط وأنه كان يتنقل عادة من مهمة إلى أخرى. وعلى غرار كثيرين ممن يعانون متلازمة فرط الحركة وقلة الانتباه، لم يكن دافنشي يحصل إلا على أقل القليل من النوم وكثيرا ما كان يعمل ليل نهار بلا توقف.
وقال كاتاني المتخصص في هذا النوع من الاضطرابات وفي تشريح المخ وعلوم عصر النهضة إن تحليله وجد أن دافنشي كان يمضي "وقتا طويلا جدا في التخطيط للمشاريع" لكنه كان يفتقر للمثابرة.
وأضاف "اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه يمكن أن يفسر جوانب من مزاجية ليوناردو وعبقريته الزئبقية الغريبة".
وقال إن روايات تاريخية تظهر أيضا أنه كان أعسر وربما كانت لديه سمتان أخريان تميزان من يعانون اضطراب قلة الانتباه وهما عسر القراءة وتركز اللغة في الفص الأيمن من الدماغ.
مفاهيم مغلوطة!
وعبَر كاتاني عن أسفه بسبب المفاهيم المغلوطة عن أن المصابين بمتلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه هم في العموم أطفال لديهم نزعات تخريبية وأصحاب مستوى ذكاء منخفض وأن "مصيرهم حياة مليئة بالمشاكل".
وعبر عن أمله في أن يسهم تحليله لحالة دافنشي في مكافحة وصم المصابين بهذه المتلازمة ومساعدتهم.
وقال: "ليوناردو اعتبر نفسه شخصا فشل في الحياة، وهو أمر غير معقول". وأضاف "أتمنى أن يبين (هذا النموذج) أن اضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه لا يرتبط بانخفاض مستوى الذكاء أو عدم القدرة على الإبداع، وإنما صعوبة استغلال الملكات الطبيعية".
م.م (رويترز)
أشهر روائع ليوناردو دافنشي الفنية
تعد أعمال ليوناردو دافينشي الفنية أشهر الأعمال وأروعها في تاريخ الفن. لكن حقيقة وصحة بعض لوحاته وفيما إذا كانت أصلية أم لا، مازالت موضع شك وجدل حتى اليوم. والغريب أن دافنشي نفسه كان مهتما بالعلوم أكثر من اهتمامه بالفن!
صورة من: picture-alliance/akg-images
سالفاتور موندي
أروع أعمال دافنشي، رسمها عام 1500 للميلاد. عام 2017 بيعت اللوحة بمبلغ 450 مليون دولار بمزاد في نيويورك، وهي واحدة من بين 20 لوحة يدور حول أصالتها الجدل. في عام 1958 تم تقدير سعرها بـ 60 دولارا، بسبب الاعتقاد أنها ليست النسخة الأصلية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Wenig
موناليزا
أشهر لوحات دافنشي، رسمها عندما كانت النهضة الفنية في إيطاليا في ذروتها. وهي موجودة الآن في متحف اللوفر في باريس. هوية المرأة المرسومة على اللوحة لا تزال مجهولة، في حين يرى البعض أنها تعود لفلورينتين ليزا ديل جيوكوندو، زوجة تاجر القماش والحرير فرانشيكو بارتولوميو. لكن معظم مؤرخي الفن لم يؤكدوا ذلك.
صورة من: picture-alliance/United Archive
يوحنا المعمدان
القديس يوحنا المعمدان هم الذي مد يسوع المسيح حسب ما جاء في الانجيل. هذا العمل الفني الذي أبدع فيه دافنشي موجود أيضا في متحف اللوفر في باريس. بين عامي 1513 و1515 ميلادي كان ليوناردو دافنشي في خدمة الفاتيكان، وقد كلفه البابا ليو العاشر برسم هذه اللوحة، التي يعتقد أنها اللوحة الأخيرة التي رسمها دافنشي.
صورة من: picture-alliance/akg-images/A. Held
العشاء الأخير
بعد "موناليزا" تعتبر لوحة "العشاء الأخير" تحفة دافينشي الحقيقية، الموجودة في دير دومينيكان بسانتا ماريا ديلي غراتسي في ميلانو. تم ترميمها عدة مرات لأن تقنية الرسم على الجدران الجصية - كانت شائعة في أواخر القرن الخامس عشر. وأدرجت هذه اللوحة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
صورة من: picture-alliance/R. Goldmann
العذراء والمغزل
النسخة الأصلية من هذه اللوحة لم تعد موجودة؛ لكن ثمة نسختين رسمهما طلاب دافنشي. إحداهما تعد جزءً من مجموعة خاصة في نيويورك، بينما سُرقت الأخرى من قلعة دروملانريغ في اسكتلندا عام 2003 ثم ظهرت مرة أخرى بعد 4 سنوات، وهي اليوم معلقة في المتحف الوطني الاسكتلندي، وتقدر قيمتها بأربعين مليون يورو.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
الرسم بالطباشير
الخبراء غير متأكدين من الصورة أعلاه فيما إذا كانت أصلية أم لا وإنها لدافنشي نفسه أم لا. فعادة ما يشوب الشك اللوحات الفنية التي يتجاوز عمرها الـ 500 عام. الصورة أعلاه عبارة عن رسم مملوك لمكتبة تورينو الملكية في إيطاليا، لكن خبراء يعتقدون بأن الرسم باستخدام الطباشير بدأ بعد وقت طويل من وفاة دافنشي.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bertorello
المروحة السمتية
كان دافنشي المعروف بـ "رجل عصر النهضة" مهتما بالعلوم أكثر من اهتمامه بالرسم. فقد رسم الأفكار والملاحظات في الهندسة المعمارية والبيولوجيا والتكنولوجيا والتشريح. الشكل الحلزوني الظاهر في الصورة أعلاه، يشكل نموذجا لمقدمة طائرة هليكوبتر، لكن للأسف لم يتم تصميمها بسبب قلة الموارد آنذاك.
صورة من: Imago/United Archives
رجل فيتروفيان
هذه الصورة يحملها ملايين الألمان في محفظتهم، حيث أنها مطبوعة على بطاقة التأمين الصحي الخاصة بهم. ارتبطت ندرة أعمال دافنشي بموهبته الابداعية. في هذه اللوحة اعتمد على أعمال المهندس المعماري الروماني فيتوريوس. وهي تصور رجلا ذو أبعاد مثالية ويعد رمزا للتماثل والجمال والمعرفة بالجسد.