1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل فات الأوان لإنقاذ كوباني من براثن "داعش"؟

٨ أكتوبر ٢٠١٤

في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط على القوى الكبرى لمنع سقوط مدينة كوباني السورية، يرى محللون أن غياب الدعم البري لمساندة ضربات الائتلاف الجوية ضد "داعش" من العوامل التي ساهمت في تقرير مصير المدينة التي تشهد مواجهات دامية.

Kobane Syrien IS
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/SEDAT SUNA

يرى محللون أن غياب دعم بري لمساندة ضربات الائتلاف الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" وتردد تركيا في التدخل عسكرياً، من العوامل التي ساهمت في تقرير مصير مدينة كوباني (عين العرب) الكردية السورية الواقعة على الحدود مع تركيا. والتقدم الأخير لمقاتلي "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق تم ببطء لكن بوضوح أمام أنظار الدول الـ60 المشاركة في الائتلاف الذي تشكل لمحاربة هذا التنظيم، بقيادة الولايات المتحدة. وفي حين رفعت أعلام التنظيم في بعض أحياء شرقي كوباني، بات واضحاً ضعف حملة الضربات الجوية.

وفي هذا السياق يقول ماريو ابو زيد، المحلل في مركز كارنيغي للشرق الأوسط ومقره بيروت: "في هذه المرحلة فات الأوان لإنقاذ مدينة كوباني". ويضيف المحلل السياسي بالقول: "تمدد مقاتلي الدولة الإسلامية في كوباني دليل جديد على أن حملة الغارات الجوية لا تحقق أهدافها لتدمير القدرات العسكرية للتنظيم". والضربات الجوية الأمريكية لم تنجح في وقف تقدم الجهاديين نحو المدينة بعد محاصرتها لثلاثة أسابيع، ما أدى إلى لجوء نحو 190 ألفاً من سكانها إلى تركيا.

وفي ظل هذه التطورات يطالب المقاتلون الأكراد بمساعدة دولية أكبر وازدادت الانتقادات لإخفاق الائتلاف الدولي وتركيا في وقف الهجوم على المدينة. ويتفق محللون على أنه في غياب تعاون مع قوات برية لتنسيق أفضل للضربات الجوية، يصعب على الائتلاف وقف تقدم الجهاديين الذين يسعون إلى السيطرة على شريط حدودي متصل من الأراضي على طول الحدود التركية - السورية.

دبابات تركية على حدود كوبانيصورة من: picture-alliance/AA/Ozge Elif Kizil

عقبات تواجه الدعم الجوي

من جانبه صرح مايكل كلارك مدير معهد رويال يونايتد سرفيسز لوكالة فرانس برس بالقول: "لا أعتقد أن أحداً كان متوهما في هذا الخصوص"، مضيفاً أن الغارات الجوية نجحت في عرقلة حرية تحرك مقاتلي "الدولة الإسلامية" وأرغمتهم على تغيير مخططاتهم "لكن بالتأكيد لا يمكنها القضاء عليهم".

ويتابع مدير معهد رويال يونايتد سرفيسز بالقول إن "الطريقة الوحيدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية هو نشر قوات مماثلة على الأرض"، مشيراً إلى أنه بات "من المستحيل تقريباً" تأمين دعم جوي خشية وقوع ضحايا في صفوف المدنيين بعد أن دخل مقاتلو "داعش" إلى بعض أحياء كوباني، حيث تدور حرب شوارع طاحنة مع المقاتلين الأكراد لإنقاذ المدينة.

ويوضح كلارك أن الخيار الوحيد لإنقاذ كوباني هو إما بإرسال المزيد من الأسلحة الثقيلة وعلى وجه السرعة إلى الأكراد أو بنشر تركيا الدبابات التي حشدتها على الحدود، مضيفاً: "من وجهة النظر العسكرية، القوات التركية قادرة على طرد مقاتلي الدولة الإسلامية من كوباني إذا قررت اجتياز الحدود".

دور المتفرج

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا إلى التعاون لشن عملية برية من دون أن يقترح إرسال قوات تركية. وخلال محاصرة مدينة كوباني طرحت تساؤلات حول استعداد تركيا لمساعدة الأكراد. ويخوض حزب العمال الكردستاني نزاعاً مسلحاً منذ عام 1984 دفاعاً عن حقوق أكراد تركيا، أوقع حتى الآن ما لا يقل عن 45 ألف قتيل.

وكان البرلمان التركي قد أجاز للحكومة الانضمام إلى حملة الائتلاف الدولي لكن لم يتم حتى الآن الإعلان عن خطة للتدخل عسكرياً. وقال كلارك "هناك العديد من الأسباب التي تدفع بالأتراك إلى لعب دور المتفرج، أولها أنهم سيتدخلون في بلد آخر، وثانياً سيساعدون أقلية كردية هم على خلاف معها".

من كوباني إلى بغداد

من جانبها قالت ارين ماري سالتمان، كبيرة الباحثين في مركز كويليام ومقره لندن، إن على تركيا "المترددة" ودول إسلامية وشرق أوسطية إرسال قوات برية لوقف تقدم جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية". وصرحت لوكالة فرانس برس "كلما زاد عدد دول الشرق الأوسط المشاركة في حملة محاربة الدولة الإسلامية كلما تراجعت مصداقية دعاية التنظيم في اقامة دولة اسلامية لكافة المسلمين".

وأضافت أن عديد قوات "الدولة الإسلامية" ليس كبيراً لدرجة "لا يمكن لجيش نظامي الانتصار عليها". وتابعت "لهذا السبب أنه وضع يثير الصدمة لأنه سمح لهم بالاستيلاء على أراض واسعة في سوريا والعراق في ظل حكومات غير مستقرة".

وحذرت الباحثة من أنه في حين يركز الائتلاف اهتمامه على كوباني قد يسعى مقاتلو "الدولة الإسلامية" إلى التقدم في ضواحي بغداد مشددة على أن المطار خارج العاصمة العراقية يعد "موقعاً استراتيجياً سيستهدفه تنظيم الدولة الإسلامية قريباً".

وقال كلارك بشأن الجهود الدولية للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" إن الأمور ستسوء قبل أن تتحسن لأن الائتلاف الدولي غير موحد سياسياً (...) ليس متينا كما تبدو الأمور". وفي الأثناء إذا نجح الجهاديون في الاستيلاء على كوباني فإن وصولهم المباشر إلى الحدود التركية سيعرض استقرار باقي أوروبا للخطر كما قال أبو زيد.

ويضيف المحلل في مركز كارنيغي للشرق الأوسط أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يحارب "لبيع النفط والغاز في السوق السوداء" ويسعى لتمكين ناشطيه من التسلل إلى تركيا وأوروبا.

ع.غ/ ع.ج (آ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW