1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل فقدت تظاهرات الانبار بريقها؟

ملهم الملائكة٨ فبراير ٢٠١٣

تظاهرات الانبار المستمرة منذ 6 أسابيع لم تتسع رقعتها لتشمل أغلب مناطق العراق كما كان يأمل منظموها، لكن التفجيرات عادت لتجتاح الكاظمية والشوملي لتكون الجمعة 08 شباط/ فبراير 2013 جمعة دامية أخرى .

صورة من: Reuters

الجديد هذا الأسبوع أن وفدا من عشائر الجنوب انطلق من مدينة بغداد لزيارة عشائر الانبار وفتح جسور للحوار معهم. المتظاهرون واجهوا الوفد بالأحذية والقناني الفارغة والحجارة، الأمر الذي فاقم الأزمة.

وفي ظل هذا الجو المشحون طائفيا، يرى المراقبون أن تظاهرات الانبار لم تمتد إلى المحافظات السنية في العراق لأسباب تتعلق بخصوصية توجهات المتظاهرين، ولدخول تنظيم القاعدة على خط مطالب المتظاهرين، ولتشابك الوضع بين العراق وسوريا عبر محافظة الانبار. وفي نفس الوقت لم تصل هذه التظاهرات إلى المناطق الشيعية نظرا لأحادية شعارات التظاهرات التي أوحت بتوجهات طائفية أفزعت المكوّن العراقي الأكبر.

ويسجّل مراقبو الشأن العراقي أن التظاهرات بدأت تفقد زخمها، ولم تعد تشكل هاجسا يقلق الحكومة، مستدلين على ذلك بسفر رئيس الحكومة نوري المالكي إلى مصر وعدم اكتراثه بالتظاهرات. و يسجل هؤلاء أيضا أن الحكومة قد استجابت لمطالب عديدة أرادها المتظاهرون وهذا يضع كثير من علامات الاستفهام على أداء الحكومة من جانب، وعلى استمرار التظاهرات من جانب آخر.

هجمات استهدفت مناطق شيعية في العراق.صورة من: Reuters

" المحافظات الغربية لم تستطع أن تؤمّن تظاهراتها من المندسين والمتسللين"

الناشط السياسي صادق الموسوي شارك في حوار العراق اليوم من DW عربية مشيرا إلى أن التظاهرات قد بدأت بمطالب اتفق عليها كل العراقيين، من توفير فرص العمل إلى إيقاف المداهمات الليلية إلى إطلاق سراح الأبرياء إلى تحسين مستوى الأداء الحكومي والقضائي .

كاستجابة لهذه المطالب ، شكلت الحكومة لجنة ودخلت على خط الاستجابة لبعض مطالب المتظاهرين المنصوص عليها في قائمة ضمت 14 مطلبا، لكن الموسوي عاد ليشير إلى أن " المحافظات الغربية لم تستطع ان تؤمّن تظاهراتها من بعض المتظاهرين والمتسللين الذي جيّروا مسار التظاهرات لصالح أطراف سياسية وإقليمية".

رفع المتظاهرون في البداية أعلاما وصورا أثارت ريبة وتوجس العراقيين من المحافظات الأخرى وجعلتهم يترددون في الانضمام إلى التظاهرات ، الموسوي اتفق مع هذا الرأي مشيرا بالقول" الروح الطائفية دخلت على بعض من شاركوا في التظاهرات وبين نواب في المجلس، وزاد الطين بله خطاب عزة الدوري المؤيد للتظاهرات".

صلوات الجمعة، محاولات لتوحيد الصفوف.صورة من: Reuters

"لم يتحقق أي من مطالب المتظاهرين"

على مدى 6 أسابيع نجح المتظاهرون في تنظيم أنفسهم، وأقاموا أكثر من صفحة على فيسبوك لعرض تظلماتهم، كما أقاموا ما بات يعرف ب" مركز إعلام الربيع العراقي" في إشارة إلى التحاق تظاهراتهم بتظاهرات ومعارك الربيع العربي في سوريا. ويسعى منظمو التظاهرات إلى سحبها إلى باقي المحافظات ذات الغالبية السنية، ولكن هذا المطلب كما يبدو لمراقب المشهد لم يتحقق إلا بشكل محدود.

الكاتب والمحلل السياسي وليد الزبيدي شارك في حوار العراق اليوم من DW عربية ، مبينا أن الحكومة لم تحقق من مطالب المتظاهرين إلا ما نسبته أقل من 1% . وفي هذا السياق قال الزبيدي" هناك أكثر من 700 ألف معتقل لم يطلق سراح أي منهم، بل على العكس ، فقد اعتقل 1400 شخص خلال الشهر الماضي، كما أن 5 أشخاص قتلوا تحت التعذيب في السجون، وهذا يعني أن أيا من المطالب لم يتحقق بعد نحو شهرين من بدء التظاهرات".

متظاهروا الفلوجة يرفعون علم الجيش السوري الحرصورة من: Reuters

"4 أشخاص ينتمون لحزب مشارك في السلطة اعتدوا على الزوار"

واستبعد وليد الزبيدي وجود أي مطالب لتنظيم القاعدة الإرهابي ضمن مطالب المتظاهرين، مبينا ان التظاهرات قد امتدت إلى الفلوجة والموصل وبيجي والشرقاط والدور وتكريت وسامراء وفي الحويجة وكركوك وقره تبه وجلولاء .

وفي معرض تبريره لعدم مشاركة المحافظات الجنوبية في تظاهرات الانبار، أشار الزبيدي إلى تعرض سكان تلك المناطق إلى ضغوط كبيرة مشيرا بالقول" أنا واثق أن الضغوطات التي حصلت خلال 10 سنوات، ستتفجر مرة واحدة لتغيير هذا الوضع الشاذ في العراق".

وعرض الزبيدي تفاصيل واقعة الهجوم على ممثلي عشائر الجنوب الذين زاروا التظاهرات في الانبار، مشيرا إلى أنهم قد استُقبلوا خير استقبال، كما تناول الزوار طعام الغداء في احد مضايف شيوخ الانبار، ثم قام نحو 50 ألف متظاهر بالهتاف في استقبالهم، ولكن 4 أشخاص قد بادروا بالتهجم على الضيوف. وأشار الزبيدي إلى أن "التحقيق مع المهاجمين قد اظهر انتماءهم إلى احد الأحزاب السنية المعروفة المشاركة في العملية السياسية، وهذا الحزب هو احد الساعين إلى الفدرالية وإقامة الإقليم السني"

وكانت مداخلات من مستمعي البرنامج قد كشفت عن موقف تاريخي لبعض سكان المحافظات الجنوبية مما يجري في المحافظات الغربية، فقد أشار المستمع مهند إلى " أن أهل الجنوب قد انتفضوا وثاروا على صدام حسين عام 1991، لكن أهل المناطق الغربية لم يتضامنوا معهم آنذاك، وبالتالي فماذا يدعو أهل الجنوب اليوم للتضامن آهل الغرب في تظاهراتهم اليوم؟" وقد اعتبر الناشط صادق الموسوي أن ما جاء في قول المستمع مهند هو سبب من أسباب تردد أهل الجنوب في دعم تظاهرات الانبار. " مايكروفون المتظاهرين في المناطق التي أشار إليها المحاور وليد الزبيدي أصبح سلعة غير مرغوب بها عند غالبية العراقيين وهذا سبب يمنعهم عن المشاركة حتما ".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW