1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل فقد المصريون الأمل في التغيير؟

٧ ديسمبر ٢٠١٠

انتخابات مجلس الشعب الأخيرة في مصر زادت من حالة الإحباط التي تسود الشارع المصري، إعلاميون وخبراء يتحدثون عن ضعف روح الأمل في حدوث تغييرات ديمقراطية على ضوء الانتهاكات التي شهدتها الدوائر الانتخابية.

مشهد يتكرر:محاولات من قبل الشباب للتعبير عن آرائه وسط قمع متواصل من قبل قوات الأمنصورة من: AP

تابع المصريون الانتهاكات التي شهدتها انتخابات مجلس الشعب التي جرت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني وجولة الإعادة التي تلتها في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2010 عبر شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى، وشارك البعض منهم في الاحتجاجات على هذه الانتهاكات في جميع المحافظات المصرية، وقد نقلت الصور والأفلام القصيرة التي صورت عبر الهواتف المحمولة أمثلة عن هذه الانتهاكات وعن عمليات التزوير التي شابتها.

وبدورها نددت منظمات المجتمع المدني ومنظمات دولية مثل منظمة هيومان رايتس واتش بأعمال العنف التي تخللت الانتخابات. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل موقع فيسبوك عجت بالتعليقات الساخرة والغاضبة واليائسة من المناخ السياسي الذي يشوبه الأسلوب القمعي الذي تجلى مؤخرا في انتخابات مجلس الشعب. ولعل ما كان لافتا للنظر انتشار تعليقات مثل: "هذه هي مصر" أو "كما كان متوقعا" أو "إنهم يجرفون الأرض من البشر والشجر، يقتلون الأمل، ويعتقلون المستقبل"، في العديد من المواقع الإلكترونية، على ضوء ذلك يطرح السؤال التالي نفسه: هل فقد المصريون الأمل في تغيير المناخ السياسي الحالي خاصة وأن انتخابات الرئاسة على الأبواب؟، وهل ستنجح المعارضة السياسية الحالية في إحداث التغيير الذي يتمناه معظم المصريين مثل الانتهاء من حالة الطوارئ في البلاد وإحداث تغييرات دستورية وإجراء انتخابات رئاسية في مناخ ديمقراطي يسوده الشفافية ؟

"السائد هو خيبة الأمل"

أعداد ضئيلة توجهت إلى صناديق الاقتراعصورة من: DW

الإعلامية والناشطة السياسية بثينة كامل التي كانت وكيل المرشحة جميلة إسماعيل في انتخابات مجلس الشعب قالت في حديث خاص مع دويتشه فيله أن المعارضة كانت تطالب بمقاطعة الانتخابات لعدم وجود ضمانات لنزاهة سيرها بالرغم من أنها شخصيا ضد المقاطعة ، لأن المشاركة في الانتخابات تمثل معارك ديمقراطية متواصلة مع النظام ليتعلم المصريون الإيجابية حسب قولها، إلا أنها ترى في الوقت ذاته أن عدد الذين يؤمنون بالتغيير في مصر ما يزال قليلا. ويأتي ذلك حسب رأيها وسط هيمنة خيبة الأمل والإحباط وعدم الثقة في قدرة الناس على التغيير في الوقت الحالي، لاسيما وأن الحكومة المصرية لم تغير من تعاملها مع ملف الانتخابات رغم صدور حكم قضائي من المحكمة الإدارية العليا يفيد بأن مجلس الشعب الجديد قد "يشوبه البطلان" بسبب امتناع اللجنة العليا للانتخابات عن تنفيذ أحكام سابقة حول المخالفات التي تمت في العديد من الدوائر الانتخابية في الجولة الأولى. في هذا السياق يرى الدكتور مصطفى النجار الناشط السياسي المصري والباحث في الحركات الاجتماعية في حوار خاص مع دويتشه فيله أن هذه الخطوة من قبل المحكمة لا تعد المرة الأولى من نوعها، ويضيف: "هناك العشرات من الأحكام التي صدرت بشأن مجلس الشعب في الانتخابات السابقة ولم ينفذ أي حكم منها على الإطلاق".

أزمة ثقة

وترى الإعلامية والناشطة السياسية بثينة كامل أن جزءا كبيرا من الشعب المصري لا يتوجه إلى صناديق الاقتراع لأن "النتائج محددة مسبقا سواء أدلى بصوته أم لا". وفي تعليقها على الانتقادات الخارجية التي وجهت إلى النظام المصري ومن ضمنها الانتقادات الأمريكية قالت: "يبدو أن الإدارة الأمريكية غير جادة في معارضتها وانتقادها لعمليات التزوير التي حدثت أثناء انتخابات مجلس الشعب وغير مهتمة بالديمقراطية في مصر". أما الدكتور النجار فيرى أن "الشعب المصري يقف أمام تحدٍ كبير يتمثل في ضرورة التحرك لإحداث تغيير فعلي في الساحة السياسية"، غير أن المشكلة برأيه تتمثل في أن فكرة التغيير السياسي ليست واضحة في أذهان المصريين بشكل عام، "إذ إن معظم طموحاتهم تتمثل في تبني بعض الإصلاحات الجزئية التي تحسن من أوضاعهم المعيشية".

أما الكاتب الشاب شادي عبد السلام الذي صدرت له عدة مؤلفات منها "الولايات المتحدة الأمريكية" و"لول" فيعلق في حوار مع موقع دويتشه فيله على السلبية التي تعتري الناخب المصري بشخصه أيضا. "لم أذهب للانتخاب. لماذا أذهب فصوتي مثل قلته"، يقول شادي الذي يؤكد في مدونته " ميتافيزيقا البوليتيكا !؟" على عدم جدوى المشاركة في الانتخابات حيث يقول متأملاً : " وقف أحد مرشحي دائرة المطرية وقفة احتجاجية بصحبة أنصاره ... ولما سئل عن السبب، قال: أحتج على تزوير الحزب الوطني، فقد ظهرت النتيجة، وأحرزت صفرًا من الأصوات، رغم أنني والله العظيم أعطيت صوتي لنفسي".

ملف التوريث

نتائج انتخابات مجلس الشعب هذه المرة ستفضي إلى تشكيل برلمان يكتسحه الحزب الوطني الحاكم دون معارضة تذكر، ما دق ناقوس الخطر من أن هذا البرلمان قد يكون تمهيدا لفتح ما يعرف في مصر بـ"ملف التوريث" أي انتقال السلطة من مبارك الأب إلى الابن. من جانبها ترى الناشطة السياسية بثينة كامل أن الحزب الوطني "ضمن أغلبية مطلقة وأن الرئيس مبارك سيكون مرشح الحزب في الانتخابات القادمة". فيما يعارضها الرأي الدكتور مصطفى النجار الذي يرى أن ملف التوريث وبعد الانتخابات الأخيرة "عاد وبقوة ويعتقد أن هذه الانتخابات خير دليل على أن مشروع التوريث لم يمت ويتم الإعداد له من وراء الكواليس".

عضو من حزب الوفد بعد قرار حزبه مقاطعة جولة الإعادةصورة من: AP

الإعلامية بثينة كامل ترى، وفي نبرة يسودها الحزن، أن التغيير السياسي في مصر ليس قريبا! أما الناشط مصطفى النجار وبالرغم من تفاؤله من التأثير الذي قد تحدثه "مواقع التواصل الاجتماعي التي تعج بانتقادات ساخرة للسياسة التي تنتهجها الحكومة الحالية فيرى أن "هذه المواقع تظل حتى الآن جزءاً من العالم الافتراضي الذي أفاد الشباب في عملية التنفيس، لكنها لم تنجح في التعبئة السياسية لإحداث التغيير المطلوب".

وأخيرا يوجز لنا الكاتب الشاب شادي عبد السلام موقفه من عملية التغيير السياسي في مدونته " ميتافيزيقا البوليتيكا !؟" على الفيسبوك في القصة الساخرة التالية التي حدثت مع ابنته وابنه :"طلبا مني أوراقًا بيضاء.. وافقت سائلاً عن السبب، رد ابني: سنلعب لعبة الانتخابات .. غابا لفترة، بعد أن دوّنا في الأوراق الأسماء الآتية كمرشحين: أحمد ابني، مها ابنتي، مها خالتهما، رضا التي تساعد في البيت، زوجتي نرمين، وأنا .... ثم مرت ساعة، وجاء ابني مبهورا يقول: الحق يا بابا.. الحزب الوطني فاز !؟".

هبة الله إسماعيل

مراجعة: ابراهيم محمد

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW