1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل فقد النظام البيئي في بحيرة فيكتوريا توازنه؟

أجرت الحوار: ميشائيلا فروار - ترجمة: نهلة طاهر٢ أكتوبر ٢٠١٢

سمكة تدمر النظام البيئي في بحيرة فيكتوريا– كان هذا موضوع فيلم وثائقي تم ترشيحه لجائزة الأوسكار عام 2004. في الحوار التالي يوضح لنا باحث إفريقي، تطور الوضع على ضفاف تلك البحيرة.

Fishing Boats at Ggaba Landing Site, Lake Victoria 30. August 2006 http://commons.wikimedia.org/wiki/File:Ugandan_fishing_boats.jpg?uselang=de Lizenz: http://creativecommons.org/licenses/by/2.0/deed.de +++ sarahemcc +++
أوغندا من البلدان الواقعة على بحيرة فيكتوريا. وفي هذا البلد أيضا يعتبر صيد الأسماك مصدرا مهما للدخل.صورة من: sarahemcc

رشح الفيلم الوثائقي "كابوس داروين" عام 2004 لنيل جائزة الأوسكار، ولكنه قوبل أيضا بالكثير من الانتقادات، فقد أظهر الفيلم صورة قاتمة حول صيد أسماك بياض النيل في بحيرة فيكتوريا جنوب القارة الإفريقية، وكذلك حول الآثار البيئية والاجتماعية الاقتصادية لعملية الصيد. البروفيسور يونس مغايا الأستاذ في كلية العلوم البحرية في جامعة دار السلام في تنزانيا، يتحدث في هذا اللقاء حول ردود الفعل التي أثارها الفيلم وحول الوضع اليوم في منطقة بحيرة فيكتوريا.

في إطار "مشروع الإدارة البيئية لبحيرة فيكتوريا"، عمل الأستاذ يونس مغايا منذ عام 1996 وحتي عام 2005 على دراسة عن نوع من الأسماك في بحيرة فيكتوريا. اليوم يشغل مغايا عدة وظائف، من بينها مستشار جمعية البيئة التنزانية، وهو أيضا عضو في جمعية "الحفاظ على الحياة البرية في تنزانيا ".

الأستاذ يونس د. مغايا من جامعة دار السلامصورة من: Yunus D. Mgaya

:Global Ideas سيد مغايا، تم عرض الفيلم الوثائقي "كابوس داروين" للمرة الأولى عام 2004. هناك من أشاد به آنذاك، وهناك أيضا من انتقده. هل تعتقدون أن هناك ما يبرر ردود الفعل التي صدرت في ذلك الوقت؟

يونس مغايا: عندما شاهدت الفيلم للمرة الأولى، فكرت في أنه يعكس بعض الحقائق، لكنه لا يخلو أيضا من الأخطاء. الفيلم عرض الوضع في بحيرة فيكتوريا بصورة مبالغ فيها قليلا، وخصوصا فيما يتعلق بالحالة الاجتماعية والاقتصادية، فقد عكس منتجو الفيلم جانبا واحدا فقط من الميدالية، بل إنهم لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء تقديم صورة موضوعية.

:Global Ideas ما هي مآخذك بالتحديد على القصة؟

يونس مغايا: لم يتم إظهار أيا من الآثار الإيجابية لازدهار صيد أسماك بياض النيل في التسعينيات، رأينا فقط العاهرات والأطفال الذين ينبشون في بقايا الأسماك. لكن ازدهار صناعة سمك بياض النيل جعله على قائمة الصادرات الرئيسية، وهو ما در الكثير من المال على سكان الدول المطلة على بحيرة فيكتوريا.

:Global Ideas عندما تم جلب أسماك بياض النيل في الخمسينيات إلى بحيرة فيكتوريا، قامت بأكل بقية أنواع الأخرى كلها تقريبا، لكن هذا لم يكن السبب الوحيد لانقراض أنواع الأسماك في البحيرة.

يونس مغايا: اختفى أكثر من 200 نوع من البحيرة بعد جلب أسماك بياض النيل إلى هناك، ولكن في الوقت نفسه تدهورت نوعية المياه على مر السنين، إذ أن تركيز الفوسفات والنترات فيها زاد بشكل ملحوظ، الأمر الذي أدى إلى انتشار الطحالب. وتكاثرت الأسماك التي تعتمد على هذه الطحالب في غذائها، أما انواع الأسماك الأخرى فكان مصيرها الانقراض.

لكن ما هو السبب الذي أدى إلى تدهور نوعية المياه؟ السبب يرجع إلى عدم استخدام الموارد الطبيعية والزراعية في المنطقة، بشكل يتلاءم مع النمو السكاني. بالإضافة إلى ذلك كان هناك نقص في البنى التحتية لتصريف ومعالجة مياه الصرف الصحي. وجميع المدن المطلة على حوض بحيرة فيكتوريا، عمدت بكل بساطة إلى تفريغ مياه الصرف الصحي في البحيرة.

في التسعينيات اجتمعت الدول المطلة على بحيرة فكتوريا وهي كينيا وتنزانيا وأوغندا، من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي في البحيرة وفي المنطقة المحيطة به. وقامت حكومات تلك الدول في عام 1996 بالبدء في مشروع الإدارة البيئية لبحيرة فيكتوريا، الذي حصل أيضا على الدعم من البنك الدولي. وفي إطار المشروع تم وضع تدابير جديدة لتنظيم الصيد واستغلال الغابات وأيضا لتخفيف حدة مشكلة مياه الصرف الصحي، أي عندما تم تصوير الفيلم في عام 2004، كان هناك تحسن بطيء، وهذا ما تم تجاهله تماما في الفيلم، إذ لم يتم إظهار التأثيرات الإيجابية للمشروع.

:Global Ideas ولكن ألم يساهم هذا العرض الأحادي الجانب ربما في تحسين على الوضع هناك؟

يونس مغايا: الفيلم أثار ردود فعل متباينة. وقد سعت الحكومة إلى إنتاج فيلم وثائقي كرد على الفيلم الأول. بالإضافة إلى ذلك، أنشئ مشروع آخر لفحص النظام البيئي في بحيرة فيكتوريا، شاركت فيه عدة جهات من بينها جامعة دار السلام والمعهد التنزاني لبحوث مصايد الأسماك، والنتائج التي خرج بها المشروع قيد الطباعة في الوقت الراهن.

يظهر فيلم "كابوس داروين" كيف يبحث الناس في بحيرة فيكتوريا عن بقايا الأسماك لسد جوعهم.صورة من: 2004 / coop99


فيلم"كابوسداروين" كان بمثابة دعاية سلبية، ولكنه أحدث جزئيا أثرا إيجابيا، إذ أضحت تنزانيا محور من المحاور المطروحة على جدول الأعمال العالمي. صناعة أسماك بياض النيل كان لها بالطبع دور في تدمير التوازن البيئي للبحيرة. وهذه إحدى وجهات النظر إلى الأشياء، لكن الناس الذين يعتمدون على تلك الأسماك كمصدر للدخل، ينظرون للأمر من زاوية مختلفة.

:Global Ideas ولكن الآن، ما هو وضع النظام البيئي في البحيرة؟ الدراسة التي أجريت مؤخرا في إطار برنامج الإدارة البيئية لبحيرة فيكتوريا، تحذر من انقراض جميع الكائنات الحية في بحيرة فيكتوريا في غضون 30 عاما.هل تعتبرون هذا الأمر معقولا؟

يونس مغايا: هذه إحدى التوقعات.ويمكن لهذا السيناريو أن يتحقق، إذا فشلنا في تحسين نوعية المياه في البحيرة، وإذا لم نتوقف عن تلويث البحيرة، وعن صب مياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع فيها.

:Global Ideas نوعية المياه سيئة منذ سنوات- ولكن لا يبدو أن هذا يزعج أسماك بياض النيل؟

يمكن أن يصل وزن سمكة بياض النيل الشبيهة بسمكة البلطي إلى 200 كيلوغراما، لكن الصيادين يصطادونها في وقت مبكر وهي لم تنمو بعد. يتراوح وزن الأسماك التي يتم اصطيادها اليوم من بحيرة فيكتوريا، بين 10 إلى 20 كيلوغراما.صورة من: Pavel Zuber

يونس مغايا: نعم، لكن أسماك بياض النيل هي العدو الرئيسي لجميع أنواع الأسماك الأخرى. ومن حيث العدد فإن تلك الأسماك لا تزال مهيمنة على البحيرة. ولكن النوعية هي التي تغيرت بشكل كبير، ففي التسعينيات كان يمكن بسهولة اصطياد سمكة بياض نيل يبلغ وزنها 200 كيلوغراما.أما الآن فإن وزن السمكة الواحدة يتراوح بين 10 إلى 20 كيلوغراما. أسماك بياض النيل التي يتم صيدها من مياه البحيرة، هي الآن أصغر كثيراعما كانت عليه في السابق. ويعتبر هذا مؤشرا واضحا على الصيد الجائر، إذا لا يترك للأسماك ما يكفي من الوقت لتنمو قبل اصطيادها من البحيرة.

إذا لم يتغير هذا الوضع، فإن الأسماك التي يتم صيدها ستصبح أصغر فأصغر، وهي وإن لم تنقرض، لكنها لن تصلح في نهاية المطاف للبيع كسلعة، أي أنها ستنقرض بمعنى آخر كسلعة صالحة للتسويق.

:Global Ideasهل سيكون لانقراض أسماك بياض النيل أثر إيجابي على البحيرة؟

يونس مغايا: السؤال الذي يطرح باستمرار هو: لماذا لا يتم اتخاذ خطوات في سبيل إخلاء البحيرة من تلك الأسماك، ومحاولة إعادة النظام البيئي إلى ما كان عليه قبل ازدهار أسماك بياض النيل؟ وبالنظر إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي، فإن بعض الناس ربما سيعتبرون مثل هذا الاقتراح ضربا من الجنون، فتلك الأسماك عادت عليهم بفوائد اقتصادية كبيرة. لكننا بحاجة إلى وضع قواعد معقولة لصيد الأسماك، عبر تحديد حصص معينة لصيد الأسماك على سبيل المثال.

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW