هل قتلت "المقاومة الروسية" ابنة دوغين المقرب من بوتين؟
٢٣ أغسطس ٢٠٢٢
زعم عضو سابق في البرلمان الروسي أن جماعة "الجيش الجمهوري الوطني" وهي حركة مقاومة محلية تقف وراء مقتل وتفجير سيارة داريا، ابنه المفكر الروسي اليميني المتطرف ألكسندر دوغين المقرب من بوتين.
إعلان
ادعى إيليا بونوماريف، النائب السابق في البرلمان الروسي بأن "عناصر مقاومة" تعمل داخل روسيا تقف وراء تفجير السيارة المفخخة وأودت بحياة داريا، ابنه المفكر الروسي القومي المتطرف المعروف ألكسندر دوغين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
قال بونوماريف الذي كان النائب الوحيد في البرلمان الروسي الذي صوت ضد ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، إن التفجير نفذته جماعة تعرف باسم "الجيش الجمهوري الوطني."
ما هي المعلومات المتوفرة حتى الآن؟
وفي مقابلة مع برنامج تلفزيوني باللغة الروسية يُذاع على قناة انطلقت من أوكرانيا عقب الغزو الروسي، قال بونوماريف، الذي مُنع من دخول روسيا بعد تصويته ضد ضم القرم، إن "الجيش الجمهوري الوطني" يقف وراء مقتل داريا. ووصف البرلماني الروسي السابق هذه الجماعة بأنها تعمل في السر داخل روسيا وترمي إلى الإطاحة بنظام بوتين، على حد قوله.
وأضاف أن هذا التفجير "كالعديد من أعمال المقاومة المباشرة الأخرى التي نُفذت في روسيا خلال الأشهر الأخيرة، يقف وراءه الجيش الجمهوري الوطني"، مشيرا إلى اتصالات على شبكة الإنترنت جرت مع عناصر هذه الجماعة.
وقرأ بونوماريف بيانا زعم أنه صادر عن "الجيش الجمهوري الوطني" جاء فيه: "نعلن أن بوتين مغتصب للسلطة ومجرم حرب". وقال البيان إن بوتين قد "شن حربا بين الأخوة من الشعوب السلافية وقد أرسل الجنود الروس إلى موت مؤكد بلا أدنى هدف. الفقر والنعوش وقتل البعض تعد قصورا للآخرين. هذا هو جوهر سياسته". وأضاف البيان "نعتقد أن الفئات المحرومة من حقوقها، لديها حق التمرد على الطغاة. سوف ندمر ونطيح ببوتين!"
ودعا البيان الجنود الروس إلى "التوقف عن إطلاق النار على أشقائنا من الدول الأخرى مثل جورجيا وسوريا وغيرها من الدول ويتعين على الشعب الروسي الانضمام إلى صفوفنا".
كيف وقع الحادث؟
قٌتلت داريا دوغينا وهي صحافية وخبيرة سياسية كانت تظهر في البرامج التليفزيونية، في انفجار سيارة ملغومة كانت تقودها مساء السبت الماضي. وقالت وكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء إن المفكر الروسي دوغين وابنته داريا (29 عاما) كانا يحضران مهرجانا وطنيا خارج موسكو يُعرف باسم "التقاليد" برعاية مؤسسة الرئاسة.
وقد دفعت ملابسات الحادث إلى الاعتقاد بأن المستهدف بالتفجير كان المفكر الروسي وليس ابنته. فيما نقلت وسائل إعلام روسية عن مسؤول قوله إن دوغين وابنته كانا يخططان للسفر معا بعد حضور المهرجان، لكن خطة دوغين تغيرت.
وأفادت الوكالة أن الأوكرانية منفذة الهجوم قد فرت من موسكو إلى إستونيا، فيما اعتبر الرئيس الروسي واقعة مقتل داريا " بالدنيئة" في رسالة تعزية لأسرتها.
أما أوكرانيا، فقد نفت أي تورط لها في الهجوم الذي أودى بحياة ابنه دوغين، الذي يعد أكثر الداعمين للغزو الروسي لأوكرانيا حيث قال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، "من المؤكد أن أوكرانيا ليس لها علاقة بالانفجار، لأننا لسنا دولة إجرامية".
وفيما يتعلق بالمفكر الروسي دوغين، فلا يُعرف بالتحديد مدى اتصالاته وتواصله بالكرملين، لكنه كثيرا ما يُوصف بأنه "عقل بوتين" وقد ساعد في الحشد والترويج لما يُعرف بـمصطلح "روسيا الجديدة"الذي استخدمته روسيا لتبرير ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014.
وتقوم أفكار دوغين على الحفاظ على القيم التقليدية واستعادة قوة روسيا وتوحيد كافة الشعوب من "العرقية الروسية". ولم تكن هذه الأفكار محاطة بالسرية، إذ أفصح عنها في كتاب نُشر عام 1997 تحت عنوان " أسس الجغرافيا السياسية: المستقبل الجيوسياسي لروسيا". وقد ذاع صيت الكتاب وانتشر في أنحاء روسيا ليس فقط في المكتبات وإنما في المتاجر أيضا.
وفي مارس / آذار، أدرجت الولايات المتحدة دوغين على قائمة المستهدفين بالعقوبات الأمريكية بسبب عمله كرئيس تحرير موقع United World International الإلكتروني الذي تقول واشنطن إنه مصدر للمعلومات المضللة.
ما مدى تأثير دوغين على بوتين؟
وفيما يتعلق بنفوذ دوغين على الرئيس الروسي، يقول يوري ريشيتو، رئيس مكتب DW السابق في موسكو، لا أحد يمكنه تحديد مدى "تأثير ألكسندر دوغين الحقيقي على بوتين. ويقول محللون سياسيون إن هناك بعض المبالغة بشأن نفوذه على الرئيس الروسي".
ويضيف ريشتو "لقد طور دوغين وجهة نظر يمينية متطرفة عن مكانة روسيا على الساحة العالمية. إنه يؤيد الفلسفة المعادية للغرب ويُنظر إليه باعتباره الأب الروحي لخطط بوتين الرامية إلى إحياء الإمبراطورية الروسية. فيما لم تكن ابنته داريا، من مؤيدي فلسفته فحسب، وإنما كانت سكرتيرته".
ريشارد كونور / م ع
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة