هل كانت ميركل على علم بفضيحة مكتب الهجرة واللاجئين؟
٣ يونيو ٢٠١٨
مازالت ملابسات فضيحة مكتب الهجرة واللاجئين بمدينة بريمن، تتفاعل يوما بعد يوم، فقد قالت صحيفة بيلد أم زونتاغ الألمانية أن المدير السابق للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، كان قد أبلغ ميركل في 2017 بسوء الإدارة داخل المكتب.
إعلان
قالت تقارير إعلامية ألمانية إن الرئيس السابق للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، فرانك يورغن فايس، كان قد أبلغ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في عام 2017 بسوء الإدارة في مكتب الهجرة واللاجئين وفي إدارة ملف اللجوء. وذكرت صحيفة بيلد أم زونتاغ الألمانية أنه وبحسب وثائق سرية فقد قدم فايس نهاية 2017 تقريره النهائي عن مهمته كمسؤول عن إدارة مكتب الهجرة واللاجئين الألماني. وقد قام فايس خلالها بتحليل الظروف التي يعمل فيها المكتب، بحسب ما أضافت الصحيفة.
وبتكليف من المستشارة ميركل، استلم فايس في أكتوبر 2015 مهمة إدارة المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين وحتى ديسمبر 2016. ,في أحد التقارير نبه فايس وبشدة بأنه "لم ير، خلال حياته المهنية، مثل هذه الحالة السيئة للإدارة وعدم كفاءة العاملين".
ويتعرض المكتب الألماني للهجرة واللاجئين في الفترة الأخيرة للتشكيك بعد اشتباه الادعاء العام في قيام الرئيسة السابقة لمكتب الهجرة واللجوء في بريمن بإصدار 1200 قرار لجوء دون وجود مبررات قانونية لها. وكان حوالي 890 ألف لاجئ وصلوا عام 2015 وحده إلى الأراضي الألمانية بصورة غير مرتبة بالمرة، وتراجع العدد في 2016 إلى 280 ألفا، ثم واصل تراجعه العام الماضي ليصل إلى 187 ألفا.
وكان المتحدث باسم الحكومة الألمانية قد أكد في وقت سابق هذا الأسبوع أن وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر يتلقى "الدعم السياسي الكامل" من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في قضية الاشتباه في شرعية قرارات اللجوء لدى الهيئة الاتحادية للهجرة وشؤون اللاجئين. وقال المتحدث شتيفن زايبرت إن المستشارة تتابع عن كثب الأحداث المحيطة بهيئة شؤون اللاجئين. وأضاف أن الأمر يتعلق بـ "اتهامات خطيرة" تتعامل معها ميركل على محمل الجد، مؤكدا أنها تدعم العمل الاستكشافي الذي تقوم به وزارة الداخلية "تماما" وأنها على اتصال دوري مع زيهوفر.
ي.ب/ م. س (أ ف ب، د ب أ)
من حلب إلى بريمرهافن - متحف يعرض قصة فرار أسرة سورية
أصبحت قصص هروب اللاجئين السوررين من وطنهم إلى ألمانيا، على غرار قصة أسرة كوتو من حلب، جزءا من قصص الفرار واللجوء والهجرة التي يعرضها متحف "منزل المهاجرين" في مدينة بريمرهافن الألمانية. اخترنا بعضا من محطاتها في صور.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
صورة تذكارية من عام 2006 لعائلة كوتو: الأب خليل والأم حميدة والأطفال منان ودولوفان وأياس ونيرفانا. لا أحد منهم كان يتوقع ما ستشهده سوريا بعد سنوات فقط من ذلك التاريخ من حرب أهلية ودمار وقصص هروب ولجوء كلها معاناة وحزن.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
اتخاذ القرار بالفرار
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان خليل كوتو، وهو مهندس كهربائي، يدير فرعا لوزارة الطاقة السورية في موطنه الأصلي في مدينة عفرين، شمال غرب سوريا. ومع اشتداد الأزمة في بلاده فقد خليل عمله، كما شحَّ الماء والغذاء. وفي أبريل/نيسان من عام 2014 أصبح الوضع خطيرا جدا إلى درجة أن عائلة كوتو وجدت نفسها مجبرة على الفرار – في البداية إلى تركيا حيث تعيش أم خليل.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي تركيا باءت محاولات خليل بإيجاد عمل يوفر منه قوت أسرته بالفشل، عندها قررت العائلة في يوليو/تموز عام 2014 السفر إلى ألمانيا، بتأثير أيضا من شقيق خليل الذي كان حينها يعيش في لندن. لكن الأسرة أجبرت على قضاء الأشهر الست التي تلت قرارها بالرحيل من تركيا في أحد مراكز اللاجئين في بلغاريا. ومن هناك أخذ معه خليل هذه الملعقة كتذكار.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
وفي دورتموند، غربي ألمانيا، كانت المحطة قبل الأخيرة في رحلة الفرار الطويلة والشاقة لعائلة كوتو، حيث قدمت هناك طلبها في اللجوء قبل أن يتم توجيهها إلى ولاية بريمن، شمالي ألمانيا. وفور وصوله إلى المدينة الساحلية حصل خليل على هدية من امرأة هي عبارة عن بنطلون من الجينز، وهو أول قطعة ملابس يحصل عليها في ألمانيا. وأخيرا وفي مدينة بريمرهافن تم إيواء الأسرة السورية في أحد المراكز المخصصة للاجئين.
صورة من: Sammlung Deutsches Auswandererhaus
مستقبل يكتنفه الغموض
أصبحت عائلة كوتو تعيش في بريماهافن منذ خريف عام 2014. الأطفال التحقوا بمدارس، فيما يتعلم خليل وزوجته اللغة الألمانية وكله أمل في العثور قريبا على عمل. ورغم معاناتها، إلا أن عائلة كوتو تحب أن تتحدث عن ذكرياتها في وطنها سوريا. أياس مثلا، الطفل الأصغر في العائلة، جلب معه هويته الخاصة برياض الأطفال الذي كان يتردد عليه في حلب كتذكار. بيد أن لا أحد يعرف ما إذا كانت رحلتهم قد انتهت في ألمانيا...