المهارة والكفاءة الاقتصادية كانت تحسب من نقاظ قوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مقابل منافسه جو بايدن. والآن بعد فوز بايدن في الانتخابات عليه أن يثبت أن لديه الكفاءة والخطط اللازمة لدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.
إعلان
قبل أربع سنوات وعد دونالد ترامب العمال الأمريكيين بما هو خيالي: عودة مواطن العمل من الخارج إلى أمريكا. فمواطن العمل هذه ظلت لقرابة 100 عام العمود الفقري للنجاح الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية، وفي السنوات الـ 20 الأخيرة انتقلت إلى بلدان مثل الصين والمكسيك.
وبغض النظر عن النتائج المثيرة للتساؤل بشأن محاولة إعادة إحياء حركة الإنتاج الداخلية، وجدت السياسة الحمائية لترامب وشعاراته مثل "أمريكا أولا" صدى كبيرا في الوسط العمالي. ولذلك لم يكن مثيرا للعجب أن يعد منافسه الديمقراطي في الحملة الانتخابية باستعادة الموقع الصناعي المتقدم لأمريكا إذا ما فاز في السباق الرئاسي، وبأن تكون هناك منتوجات أكثر تُنتج في أمريكا. والآن بما أن فوزه تحقق على جو بايدن العمل على الوفاء بوعوده.
الوعد بفرص عمل
ورغم أن مكافحة وباء كورونا لها الأولوية لدى بايدن كما جاء في خطابه بعد قوزه في الانتخابات، فإنه سيوسع حملة "اشتروا ما هو أمريكي" لدعم الإنتاج المحلي ومن تم إيجاد ملايين فرص العمل الجديدة، بينها مليون فرصة في قطاع صناعة السيارات. لكن بدون مكافحة ناجحة لجائحة كورونا، لا يمكن إصلاح الاقتصاد.
مارك زاندي، الخبير الاقتصادي لدى وكالة التصنيف الائتماني موديز، يقول في حوار مع DW إن هذا الجانب من "الجزرة والعصا" في خطة بايدن قد يكون له تأثير على اختيار الشركات الأمريكية أين تحدد موقع إنتاجها. ويضيف زاندي، بأنه لا يكفي أن الديمقراطيون إلى البيت الأبيض فقط، فإذا "ظل مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهوريين، فإنه سيكون من الصعب على بايدن تنفيذ مشاريعه. وهذا ينطبق أيضا على مشروع: صنع في أمريكا".
ليس مقنعا تماما
اقتصاديون آخرون يشككون في وعود بايدن الاقتصادية على غرار تلك التي أطلقها ترامب، لأن الشركات العاملة دوليا (العابرة للقارات) تحول إنتاجها في الغالب إلى الخارج للاستفادة أكثر من الأسواق الجديدة مثل الصين أو البرازيل. "جزء كبير من الانتاج الأمريكي في بلدان أخرى هو للأسواق أو المناطق التي توجد فيها المصانع"، يقول الخبير الاقتصادي ايد لوترمان، ويضيف "وسيعود منها القليل جدا إلى الولايات المتحدة الأمريكية".
ورغم أنه كسيناتور لولاية ديلاوير حذر بايدن من مخاطر عجز مفرط في الميزانية، وهو يخطط الآن لزيادة العجز في الموازنة الاتحادية التي تصل حاليا إلى نحو 3,3 تريليون دولار. ويخطط لحزمة نفقات بقيمة 5,4 تريليون دولار في السنوات العشر المقبلة.
كما أن وعود بايدن بمكافحة تغير المناخ وتسهيل الولوج لتأمين صحي وضمان سكن رخيص والاعتناء بمحاربة التفاوت الاجتماعي، تلقى تأييدا كبيرا لدى المواطنين الأمريكيين التقدميين. وحسب موقعه الدعائي فإن الاستثمارات في البنية التحتية ستساعد على تسهيل الحصول على تشغيل كامل. والجزء الأكبر من النفقات الحكومية يجب صرفه على التأهيل والتكوين.
تحول في سياسة الضرائب
ولدى بايدن أيضا خطط لزيادات كبيرة في الضرائب على أصحاب الرواتب العالية، لسد النقص في التسهيلات الضريبية للسنوات الأربع الماضية بحجم 1,5 تريليون دولار وتمويل ثلثي النفقات المبرمجة. وإعادة التوازن في الثلث المتبقي يمكن أن تتولاها السياسة النقدية الحالية للبنك المركزي.
"سيكون هناك عجز أكبر في الميزانية"، يقول زاندي لـ DW، لكن "من الناحية الاقتصادية لا يمثل ذلك إشكالية كبيرة، لأن مستوى الفوائد متدني وسيبقى على هذه الحال لوقت ما". ومحللون آخرون يشيرون في المقابل إلى رفع كبير في ضريبة الأرباح الرأسمالية التي قد تقود إلى عملية بيع كبرى في أسواق السندات.
وسيخضع بايدن لضغط كبير للتراجع عن الكثير من السياسة التجارية العدائية لدونالد ترامب التي ألحقت الضرر بالعلاقات مع أهم الحلفاء مثل المكسيك والاتحاد الأوروبي. وخبراء تجارة يشيرون إلى أنه قد يبقى مقيد اليدين بسبب وعوده وحملته "صنع في أمريكا" التي تستوجب فرض رسوم جمركية حتى ولو أنها تمثل عبئا كبيرا على الكثير من المستوردين.
"بايدن سيواصل ممارسة الضغط على الصينيين. لكنه سيلتزم في ذلك بقوانين التجارة الدولية ولن يشعل حروبا تجارية"، كما يتنبأ مارك زاندي، ويضيف بأن بايدن "سيتعاون من جديد مع منظمة التجارة العالمية ومع اتحادات دولية أخرى لممارسة الضغط على بكين حتى تقوم الصين بتعديل سلوكها".
نيك مارتن/ م.أ.م
بوش وأوباما وترامب ـ هل يصبح بايدن بالنسبة لميركل رابع رئيس أمريكي؟
منذ 15 عاما تحكم أنغيلا ميركل. وبالنسبة إلى المستشارة سيكون جو بايدن رابع رئيس أمريكي. علاقات ميركل مع ترامب لم تكن على ما يرام ومتوترة. فكيف ستكون العلاقة مع بايدن؟ وهل تعود الحرارة لعلاقة برلين مع واشنطن؟
صورة من: Andrew Harnik/AP Photo/picture alliance
هل سيكون هناك تناغم بينهما كما في الصورة؟
كانت المستشارة آنغيلا ميركل من أوائل قادة العالم الذين رحبوا بفوز جو بايدن وقالت مهنئة إياه "أتطلع للتعاون مستقبلا مع الرئيس بايدن". وأضافت "صداقتنا عبر الأطلسي لا غنى عنها إذا كنا نريد التصدي للتحديات الجسام في عصرنا". فهل ستكون العلاقة مع بايدن أفضل مما كانت مع ترامب الذي كانت علاقته مع المستشارة متوترة؟ وهل تعيد ميركل مع بايدن الحرارة للعلاقة بين واشنطن وبرلين؟
صورة من: Maurizio Gambarini/dpa/picture alliance
اضحكي ولو مرة
نوفمبر 2009: أنغيلا ميركل تحدثت لتوه أمام الكونغرس الأمريكي. وفي الوقت الذي استمرت فيه التصفيقات، يمزح نائب الرئيس السابق جو بايدن مع المستشارة. بايدن كرئيس، كما يأمل البعض يمكن أن يحيي من جديد الصداقة الأمريكية الألمانية. على الأقل على المستوى الشخصي، قد يكون ذلك أسهل بالنسبة لميركل خلافا لما هو الحال مع دونالد ترامب.
صورة من: Reynolds/dpa/picture alliance
هنا تسود برودة
ايران والتجارة والناتو ـ في كثير من الموضوعات يسود خلاف بين ميركل وترامب. والعلاقة ليست فقط سيئة من الناحية السياسية، فحتى العلاقة الشخصية تبدو متوترة. ويبدو أن ترامب سبق ووصف ميركل "بالغبية". وحتى هذا اللقاء على هامش قمة لحلف الناتو نهاية 2019 لا يوحي بوجود صداقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
من هو الزعيم الآن؟
ميركل وترامب خلال قمة مجموعة السبع في كندا في يونيو 2018. وهذه الصورة أثارت عالميا نقاشات. هل هي تحاول أن تشرح له العالم؟ القائدة الحقيقية للعالم الغربي؟ أو هل هو الزعيم هنا ـ وحده يجلس.
صورة من: Reuters/Bundesregierung/J. Denzel
هل نتصافح؟
المستشارة طرحت السؤال بلطف في مارس 2017 خلال زيارتها الأولى عند دونالد ترامب في البيت الأبيض. لكن مضيفها لم يرد ونظر إلى جهة أخرى. ولاحقا قال بأنه لم يسمع السؤال. وستأمل ميركل في لقاء رئيس جديد خلال زيارتها المقبلة في البيت الأبيض.
صورة من: Reuters/J. Ernst
وفي النهاية كانا قريبين من بعضهما البعض
ظهر تجاوب بين المستشارة وباراك أوباما خلال زيارته الأخيرة كرئيس أمريكي إلى برلين. وفي نوفمبر 2016 ـ بأيام قليلة عقب انتخاب دونالد ترامب كخلف له ـ يبدو أنه أراد نقل مسؤولية الديمقراطية الغربية لأنغيلا ميركل. وروجت وسائل إعلام أمريكية أنها الآن قائدة العالم الحر.
صورة من: Reuters/F. Bensch
أعلى وسام
في لباس احتفالي تلقت ميركل في يونيو 2011 من الرئيس الأمريكي أوباما في البيت الأبيض ميدالية السلام، أعلى تكريم مدني للولايات المتحدة الأمريكية. وحصلت على الجائزة مقابل التزامها في سياسة أوروبا. ومراقبون قيموا الوسام كدليل على العلاقات الأمريكية الألمانية الجيدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
ضيف عند أصدقاء
خلال قمة مجموعة السبع في يونيو 2015 في منطقة الألب البفارية انكشفت بوادر علاقة صداقة بين أوباما وميركل. والمستشارة الألمانية كان بمقدورها الاعتماد على الدعم الأمريكي في مكافحة تحول المناخ. ومع التحول إلى ترامب تغير ذلك فجأة.
صورة من: Reuters/M. Kappeler
اعطني يدك يا صغيرة
سلف أوباما، الرئيس الأمريكي جورج بوش كان منذ اللقاء الأول شغوفا بحب الحرية لدى أنغيلا ميركل الذي شرحه بماضيها في المانيا الديمقراطية. وخلال قمة مجموعة الثماني في سانت بيترسبورغ في يوليو 2006 مسكها من خلف ظهرها، ورفعت المستشارة على إثرها في فزع ذراعيها إلى الأعلى. يبدو أن نيته كانت حسنة.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Nemenov
شوي اللحم في البيت
يبدو أن جورج بوش في يوليو 2006 كان يشعر بالمتعة في دائرتها الانتخابية في وضع قطعة لحم من الخنزير المشوي في صحنها. وكانت ميركل قد استضافته في دائرتها الانتخابية على ساحل ولاية ميكلنبورغ فوربومرن.
صورة من: picture-alliance/dpa/BPA/G. Bergmann
أصطحبك معي إلى تكساس
وزارت أنغيلا ميركل سلف أوباما جورج بوش في 2007 في ضيعته في تكساس. وفي سيارة مفتوحة من إنتاج أمريكي لعب بوش دور السائق لميركل وزوجها يواخيم زاور. ومن الناحية السياسية كان يدور الحديث حول موضوع احتدم مجددا في وقت ترامب: الوضع في ايران.
صورة من: Matthew Cavanaugh/dpa/picture-alliance
يد في يد مع بيل كلينتون
خلال الجنازة للمستشار هلموت كول في يوليو 2017 ألقى الرئيس السابق بيل كلينتون خطاب تأبين حزين ميال للدعابة. "كنت أحبه"، كما قال. وعندما ـ متأثرا على ما يبدو ـ توجه مجددا إلى مقعده، أخذ بيد أنغيلا ميركل.