هل مات مارادونا بسبب الإهمال الطبي؟ القضاء يفتح تحقيقا
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٠
فتحت النيابة العامة في الأرجنتين تحقيقا حول إمكانية حدوث إهمال في تلقي الرعاية اللازمة، أدى إلى وفاة أسطورة كرة القدم دييغو مارادونا، فيما أكد مصدر من عائلة اللاعب الراحل "حصول مخالفات". وسيلفي بجانب النعش يثير الغضب.
إعلان
بعد ساعات من وفاة الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا عن 60 عاما، أعلن محاميه وصديقه ماتياس مورلا أن "سيارة الإسعاف استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول إلى منزل مارادونا". وحذّر من أنه سيذهب "إلى النهاية". لكن لم يتقدم هو أو أحد أفراد العائلة بأي شكوى، بحسب ما أعلن مصدر قضائي لفرانس برس.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه "فُتح التحقيق لأن شخصا توفي في منزله ولم يوقع أحد على شهادة وفاته. هذا لا يعني حصول مخالفات". فيما قال أحد أفراد عائلة مارادونا لوكالة فرانس برس: لقد "حصلت بعض المخالفات".
وتوفي نجم نابولي الإيطالي السابق في نومه بسبب "وذمة رئوية حادة ثانوية وتفاقم قصور مزمن في القلب"، بحسب تشريح أولي. وكان مارادونا في منزله في بلدة تيغري التي تبعد 30 كلم شمال العاصمة بوينوس أيرس، حيث كان يقطن منذ 11 تشرين الثاني/نوفمبر إثر خروجه من عيادة خضع فيها قبل ستة أيام لجراحة في رأسه لإزالة ورم دموي.
وأوضح مصدر في العائلة لفرانس برس "أعلن المدعي العام يوم وفاة دييغو "يجب أن نحدد ما اذا كانوا قد قاموا بعمل صحيح أم لا. قدّمت الممرضة (المتواجدة اثناء وفاة مارادونا) إفادتها للمدعي العام يوم وفاة دييغو، ثم قامت بتغييرها. تحدثت أمام التلفزيون لتعلن أنه تم فرضها عليها. هناك تناقض في الإفادة".
وافادت النيابة العامة أن "سكرتيرة مارادونا طلبت مساعدة طبية الساعة 12:17 فحضرت سيارة إسعاف من شركة فيدا الساعة 12:28 بحسب شريط من سجلات حي سان أندريس حصل عليه مكتب المدعي العام". ووصلت سيارات إسعاف إضافية من هيئات أخرى في وقت لاحق. كما أظهرت التحقيقات أن طبيب مارادونا ليوبولدو لوكي اتصل بالطوارىء الساعة 12:16 طالبا سيارة إسعاف.
وتنتظر النيابة العامة النتائج المخبرية، وقد وضعت يدها على الملف الطبي، بالإضافة إلى تسجيلات الكاميرات في المنطقة التي عاش فيها مارادونا أيامه الأخيرة.
سيلفي بجانب النعش يثير الغضب
وأثير جدل إضافي بعد ظهور أحد موظفي الجنازة يلتقط صورة إلى جانب النعش المفتوح حيث رقد مارادونا قبل دفنه الخميس. ولم تنفع الاعتذارات المتكررة الجمعة، فيما وعد محامي مارادونا بمحاكمة المخالفين. وبدأ القضاء بالاستماع إلى الشهود.
وقالت النيابة العامة في بيان "تبيّن لنا أن (ممرضا مسؤولا عن مراقبته) كان آخر شخص رآه على قيد الحياة نحو الساعة السادسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، الاربعاء أثناء تغيير نوبة المراقبة". وأكّد الممرض في شهادته أن مارادونا "كان يرتاح في سريره" وأنه "كان يتنفس بشكل طبيعي". في المقابل، أكّدت الممرضة التي تولت المهمة بعده وكانت حاضرة وقت وفاته أنها سمعته "يتحرّك" بعد بنحو ساعة. وكانت قد أشارت في السابق أنها رأته نائما الساعة الحادية عشرة ولم ترغب في ازعاجه، مفضلة وصول الطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف والطبيب النفسي كارلوس دياس منتصف اليوم. ولاحظ الثنائي أن مارادونا لا يتفاعل مع أي محاولة لإيقاظه، فدقا ناقوس الخطر.
وقد حاول طبيب في الحي إنعاشه. وتم اختيار مكان إقامة مارادونا كي يكون قريبا من ابنتيه.
بعد الجراحة، كانت عملية تعافيه تسير بشكل جيد، بحسب طبيبه الخاص الدكتور لوكي. لكن صحة مارادونا كانت سيئة بسبب ماضيه مع انتكاسات القلب. خضع أيضا لعلاج للتوقف عن إدمان الكحول التي كان يخلطها مع أدوية كثيرة كان يتناولها. أعلن أحد أفراد العائلة "أوصت العيادة بذهابه إلى المستشفى. لكن عائلته قررت خلاف ذلك. وقعت ابنتاه على خروجه من المستشفى".
ف.ي (ا.ف.ب)
الأسطورة مارادونا.. حين تعانق العبقرية الجنون بالساحرة المستديرة
رحل أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا عن 60 عاماً ليخلف أرثاً من الإبداع والسحر والإثارة، وصفحات قاتمة من التهور والإدمان. محطات صعود وأفول موهبة فذة.
صورة من: Tareq Onu
الحزن يخيم على الأندية
الحزن يخيم على الأندية
توفى أسطورة الكرة العالمية دييغو أرماندو مارادونا عن عمر 60 عاماً في منزله بأحد ضواحي العاصمة متأثراً بأزمة قلبية. ونعى العالم الكروي بالكامل، وليس وطنه الأرجنتين فحسب، وفاة أحد أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Seeger
العالم يشاهد مراوغة مارادونا
بدأ مارادونا مشواره الكروي باللعب في سن مبكرة بنادي أرجنتينوس جونيورز، ومن هناك انتقل إلى بوكا جونيورز في بوينس آيرس. فقد كان النادي المفضل لأبيه، وتُوج معه بلقب الدوري الأرجنتيني عام 1981. ثم سرعان ما انتقل دييغو بعد ذلك إلى أوروبا للانضمام إلى نادي برشلونة الإسباني، بعد أن أصبحت الأرجنتين صغيرة للغاية بالنسبة له.
صورة من: AP
مارادونا يشتبك مع أودو لاتيك
لقد أنفق النادي الكتالوني رقماً قياسياً بلغ 7,3 مليون دولار في عام 1982 للفوز بتوقيع الفتى الأرجنتيني الساحر مارادونا، ولكنه لم يكن سعيداً قط في برشلونة. واشتبك مارادونا باستمرار مع المدير الفني الألماني أودو لاتيك، وذلك لاهتمامه المفرط بإقامة الحفلات الليلية في منزله الجديد وتعمد السهر. وبعد ثلاثة أعوام، ترك مارادونا النادي وربما اتخذ القرار الأفضل في مسيرته.
صورة من: imago/Werek
بطل نابولي بلا منازع
في يوليو/ تموز 1984، انتقل مارادونا إلى نابولي مقابل مبلغ قياسي عالمي آخر قدره 10.5 مليون دولار. ولم يحقق النادي الإيطالي قبل مارادونا سوى كأس إيطاليا عامي 1962 و1976، لكن الفتى الأرجنتيني قاد النادي بين عامي 1984 و1991 للتتويج بلقب الدوري الإيطالي مرتين وكأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالي وكأس الاتحاد الأوروبي في 1989.
صورة من: picture alliance / Mark Leech / Offside
من بطل إلى إيقونة
في نابولي تخلد مارادونا بطلاً، ولكن إقامته في المدينة ومغامراته فيها اتسمت بالشهرة والسمعة السيئة، إذ بدأ في تعاطي الكوكايين والاقتراب من المافيا المحلية. لقد تمتع مارادونا بالحياة إلى أقصى حد، على حافة الشرعية. ولكن شعبيته ظلت رغم من ذلك، وبات إيقونة خالدة.
صورة من: Getty Images
دييغو مارادونا ولقب كأس العالم
لم يترك أي لاعب آخر بصماته على بطولة كأس العالم كما فعل مارادونا عام 1986. فقد فاز بالبطولة مع الأرجنتين وأصبح نجم كرة القدم بلا منازع. وأحرز هدفه الشهير – المعروف بـ "يد الله"- ضد إنجلترا في ربع النهائي، لكنه تبعه بهدف آخر في نفس المباراة وكان واحداُ من أكثر الأهداف إثارة في تاريخ اللعبة. واُختير مارادونا كأفضل لاعب في البطولة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Fumagalli
الهزيمة الأصعب
كانت واحدة من أصعب اللحظات في مسيرة مارادونا الكروية عندما خسر نهائي كأس العالم أمام المنتخب الألماني في إيطاليا عام 1990، حيث حد المدافع غيدو بوخفالد من خطورته في المباراة، ليسجل الألماني أندرياس بريمه هدف الفوز من ركلة جزاء مانحاً ألمانيا المجد ويفسد حلم مارادونا في الفوز بكأس العالم للمرة الثانية. الكابتين لوتر ماتيوس يواسي مارادونا بالخسارة.
صورة من: picture-alliance/dpa
لحظات متهورة
وعلى مستوى الأندية انتقل مارادونا إلى إشبيلية عام 1992 قبل أن يعود إلى وطنه الأرجنتين. ولعب خمس مباريات فقط بقميص نيولز أولد بويز. ففي فبراير/ شباط 1994 أطلق النار من بندقية هوائية على الصحفيين بعد محاصرة فيلته بالقرب من العاصمة بوينس آيرس وحُكم عليه بالسجن لمدة سنتين و10 أشهر مع وقف التنفيذ.
صورة من: picture-alliance/AFP
قرار الاعتزال
خاض مارادونا مباراته الأخيرة في 25 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1997 مع نادي بوكا جونيورز الذي كان يدعمه دائماً. وقبل ذلك، تم إيقافه عن اللعب لمدة 15 شهراً بسبب تعاطيه المواد المخدرة. ومن أجل تجنب المزيد من الإيقاف، أعلن مارادونا اعتزال اللعب في نهاية الشهر، وهو يبلغ من العمر 37 عاماً، لينهي مسيرته الكروية المليئة بالسحر والإبداع والفضائح والتهور.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Pisarenko
تدريب المنتخب.. حلم يتحقق ولكن...
في أكتوبر/ تشرين الأول 2008 عُين مارادونا مدرباً لمنتخب الأرجنتين، على الرغم من قلة خبرته التدريبية. ورغم نجومه الكبار ومنهم ليونيل ميسي فقد عانى فريقه في نهائيات كأس العالم 2010، حيث خسر 4-0 أمام ألمانيا في ربع النهائي وتمت إقالته في النهاية. ومن ثم درب أندية في المكسيك وأماكن أخرى، لكنه لم يكن بنفس مستوى نجاح مسيرته الكروية.
صورة من: DANIEL GARCIA/AFP/Getty Images
مارادونا والسياسة
بعد مسيرته الكروية ظل مارادونا يتصدر عناوين الصحف - على سبيل المثال عندما زار الرئيس الكوبي الأسبق فيدل كاسترو. كان هناك تقارير منتظمة عن إقامة حفلات كبيرة واستخدام مفرط للمخدرات والكحول. فأينما حل مارادونا كان موضع ترحيب.
صورة من: AP
صراع مع المرض
لقد أدى أسلوب حياة مارادونا إلى مشاكل صحية، بما في ذلك وزنه. أكثر من مرة تفادى الموت، إلى أن وفاته المنية أمس. وبعد أن خضع اللاعب السابق لجراحة طارئة هذا الشهر لعلاج تجمع دموي على المخ، تعرض مارادونا لأزمة قلبية أمس الأربعاء وتوفي عن عمر يناهز 60 عاماً. إعداد يورغ ستروشين/ و.ع