1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل من أمل في عودة الأقلية الأرمنية الهاربة إلى سوريا؟

منى النجار / عبد الكريم اعمارا١٣ ديسمبر ٢٠١٣

الحرب الأهلية وتداعيات النزاع في سوريا على ثالث أكبر أقلية أرمنية في الشرق الأوسط أجبرت المزيد من السوريين الأرمن على مغادرة وطنهم، احتمال العودة لا أمل فيه ومصير مجهول؟

صورة من: DW/A. Williams

"آني شمميان" جالسة وابنها البالغ من العمر سنة ونصف في حضنها يتتبع على شاشة التلفزيون برنامجا أرمينيا للأطفال. قبل عام تركت "آني شمميان" مع زوجها وطفليهما مدينة حلب، المدينة التي ولدت ونشأت فيها هذه المرأة الأرمنية التي تبلغ من العمر 29 عاما. ويعيش في حلب حوالي 45 ألف أرميني، لكن الحرب الدائرة رحاها في شمال سوريا أجبرت "آني شمميان" وعائلتها على ترك البلاد.

أما الآن فإن "آني شمميان" تعيش مع عائلتها في شقة تتكون من غرفة واحدة في حي برج حمود الواقع في منطقة بشمال العاصمة اللبنانية بيروت. عائلة "آني شمميان" تعيش في شقة لا تتسع لجميع أفراد العائلة لكن لا يمكنهم في الوقت الحاضر أن يحصلوا على شقة أخرى نظرا لغلاء المعيشة وصعوبة الحياة كما تقول "آني شمميان" وتضيف أيضا: "يمكننا بالكاد تسديد نفقاتنا".

مساعدات إنسانية لللاجئين

تلقى "آني شمميان" الدعم من جمعية هووارد القرغيزية وهي عبارة عن مركز اجتماعي وطبي في برج حمود. ويعمل هذا المركز في شراكة مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين ويعتبر مركزا لللاجئين الأرمن في المقام الأول، فهناك تتلقى "شمميان" نصائح اجتماعية وتعالج أطفالها طبيا أو تستلم تبرعات من الملابس. أما عن عدد اللاجئين الأرمن الذين هاجروا من سوريا في الأشهر الأخيرة فليس معروفا، فالإحصائيات تشمل فقط أولئك الذين يسجلون أنفسهم للحصول على مساعدات. ويقول سيروب أوهانيان مدير جمعية هووارد القرغيزية أن 1300 عائلة أرمنية من سوريا سجلت نفسها في هذا المركز لحد الآن.

سيروب أوهانيان مدير جمعية هووارد القرغيزيةصورة من: Mona Naggar

وقال مدير المركز البالغ من العمر 35 عاما أيضا أن معظم اللاجئين الأرمن من سوريا كانوا يعتقدون أنهم سيعودون إلى ديارهم بعد بضعة أيام، لهذا لم يحملوا معهم أغراضا كافية عندما غادروا سوريا واكتفوا بقليل من المال وسكنوا عند أقاربهم في برج حمود. ويضيف: "لكن الوضع ازداد سوءا وأصبح من المستحيل التفكير في العودة، بل أصبح من الضروري البحث عن مأوى وعمل".




مدينة أرمينية صغيرة في لبنان

في برج حمود، الحي الذي تعيش فيه "آني شمميان" يسود عليه انطباع متواضع، وتُطلق على شوارعه أسماء لقديسين مسيحيين. ففي بعض الشرفات تُعلق أعلام لبنانية وأرمنية، ولافتات بعض المحلات مكتوبة بالإضافة إلى اللغة العربية باللغة الأرمنية. الطوابق الأرضية للمنازل البسيطة ذات طابقين أو ثلاثة طوابق تضم محلات لحرفيين، كمحلات لخياطين و ورشات ميكانيكية ومحلات لبيع المنتوجات الجلدية. ومعظم سكان برج حمود هم من أصل أرمني. والوضع هنا كما هو الحال عليه في سوريا، فالأقلية الأرمينية هم من سلالة الأرمن الذين قتلوا على يد الأتراك القوميين في عام 1915 في عهد الإمبراطورية العثمانية أو هُجروا إلى البلدان المجاورة.
في سوريا ولبنان يُعتبر الأرمن المسيحيون جزءا لا يتجزأ من المجتمع، ففي حلب ودمشق أو بيروت لديهم مدارس وجمعيات ثقافية وكنائس خاصة بهم، ويعيش في لبنان قرابة 240 ألف من الأرمن وفي سوريا حوالي ألف أرميني.

مقر جمعية هووارد القرغيزيةصورة من: Mona Naggar

الهجرة إلى الغرب

يعيش الأرمن في خوف مستمر نتيجة حدة النزاع الذي تعرفه سوريا منذ أكثر من سنتين، فكثير منهم يخشون أن يطول هذا النزاع وأن يتعرضوا للخطر في المناطق المتنازع عليها، لاسيما في حلب. فغالبية الأحياء هناك لازالت لحد الآن تحت سيطرة وحماية الجيش السوري كما تقول مارال كيشيشيان شوهميليان التي غادرت حلب منذ أكثر من عام ولا زالت على اتصال منتظم بأقاربها هناك. الطبيبة البالغة من العمر 36 عاما تعمل مع جمعية هووارد القرغيزية والمنظمة الخيرية "كاريتاس" وتعاني من صراع داخلي نفسي فيما بين رغبتها للعودة إلى وطنها أو الهجرة إلى الغرب ومواصلة دراستها هناك.

مارال كيشيشيان شوهميليان لاجئة أرمنية سوريةصورة من: Mona Naggar

وتقول مارال إنها تفكر مثل معظم الشباب وتضيف: "الحصول على تأشيرة للذهاب إلى الخارج والعمل هناك". هدفها هو إكمال دراستها العليا وتكوين أسرة والعمل بعد ذلك وربما في يوم ما العودة إلى حلب. وتُعِد حاليا مع زوجها الأوراق اللازمة لتقديم طلب للهجرة إلى أمريكا أو كندا.






مستقبل مجهول

مارال وغيرها يواجهون ظروفا صعة، أفيديس غويدانيان مدير المحطة الإذاعية المحلية "صوت فان" في برج حمود يخشى أن تهدد الهجرة إلى الغرب حياة الأقلية الأرمنية وتأثر على استمراريتها في الشرق الأوسط.

ويقول غويدانيان: "عندما طُردنا منذ وقت طويل من تركيا، حطّت بنا الرحال في سوريا ولبنان". ويضيف: "بالنسبة لنا وجودنا في هذه البلدان بالقرب من تركيا وعلى مقربة من بلدنا الأصلي أرمينيا مهم جدا". فهو لا يؤيد هجرة الأرمن لهذه المنطقة. لأن هجرة اللاجئين الأرمن إلى أوروبا تعني هجرة بدون عودة على الإطلاق إلى سوريا، كما يقول غويدانيان مدير إذاعة "صوت فان". فهو يفعل المستحيل لإقناعهم بالبقاء هنا في لبنان. "نحن نحاول أن نقدم لهم المساعدة قدر الإمكان. فاحتمال عودتهم من لبنان إلى سوريا وارد أكثر مما هو عليه إذا ما هاجروا إلى أوروبا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW