1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل من نفوذ لدى الدول العربية لإحباط خطة ترامب؟

١٨ فبراير ٢٠٢٥

خطة ترامب لتحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" ما زالت تلقى معارضة شديدة من قبل الدول العربية التي تقترح خطة عربية بديلة لإعادة إعمار غزة، فما النفوذ الذي تمتلكه الدول العربية، وكيف يمكنها الضغط على الولايات المتحدة؟

قطاع غزة 2025 | فلسطينيون يعودون إلى منازلهم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي
قطاع غزة 2025 | فلسطينيون يعودون إلى منازلهم بعد انسحاب جيش الاحتلال من معبر نيتساريم، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.صورة من: Abed Rahim Khatib/dpa/picture alliance

ما زال اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" وتهجير الفلسطينيين منه موضوعاً مثيراً للجدل، وخصوصاً أن ترامب يستند في خطته هذه إلى وثيقة مكوّنة من 49 صفحة، أعدّها أستاذ الاقتصاد المقيم في واشنطن جوزيف بيلزمان الصيف الماضي وفق تقارير إعلامية.

تضمّنت خطة ترامب في غزة أكثر من مجرّد إعادة الإعمار، لتشمل أيضاً إمدادها بالطاقة المتجددة، ونظام السكك الحديدية الخفيفة، والحوكمة الرقمية، وبناء المطارات، والموانئ، والفنادق المطلة على الشاطئ.

إعادة إعمار قطاع غزة أمر ضروري وملحّ بعد وقف إطلاق النار ساري المفعول، فالقصف الإسرائيلي الذي تعرّض له القطاع على مدار أكثر من عام رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، أدى إلى دمار هائل.

ولكن إعادة الإعمار وفق خطة ترامب تتطلب إخلاء القطاع من سكانه تماماً، على حدّ تعبير بيلزمان خلال حلقة بودكاست في أغسطس/ آب الماضي، وأشار أيضاً إلى أن الولايات المتحدة يمكنها أن تعتمد على مصر والأردن لقبول اللاجئين من غزة بحكم أنها مدينة للولايات المتحدة.

ريفييرا وموناكو...من يوقف ترامب عن تحويل غزة إلى منتجع؟

06:04

This browser does not support the video element.

تحدّيات خطة ترامب

تقف أمام تحقيق خطة ترامب عراقيل عديدة، فبالإضافة إلى بعض المشاكل الرئيسية بالخطة نفسها، تُطرح اليوم تساؤلات حول من سيمول مثل هذا المخطط الكبير، وكيف سيتم إقناع مليوني فلسطيني بمغادرة منازلهم إلى الأبد، وهو ما يمكن تصنيفه على أنه تطهير عرقي.

أدانت معظم حكومات الشرق الأوسط خطة ترامب هذه، كما أبدت مصر والأردن اعتراضاً على اقتراح ترامب لاستضافة اللاجئين الفلسطينيين، فبعد زيارة وُصفت "بغير المريحة" لواشنطن نشر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أكّد من خلالها موقف الأردن الثابت ضد تهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وهو ذاته ما أكدته وزارة الخارجية المصرية بدورها.

وبالرغم من ذلك يعتقد ترامب أنه لا توجد خيارات أخرى أمام الأردن ومصر سوى قبول خطته؛ لأنهما يتلقيان من الولايات المتحدة مساعدات خارجية ودعماً عسكرياً بمليارات الدولارات.

نفوذ عربي في الولايات المتحدة قد يغير قواعد اللعبة

تسعى الدول العربية من خلال نفوذها في الولايات المتحدة إلى إقناع ترامب بالتخلي عن خطته في غزة. فالأردن وهو أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة كان قد وقع معها اتفاقية تعاون دفاعي في عام 2021، مما يسمح للقوات والمركبات والطائرات الأمريكية بدخول الأردن والتحرك فيه بحرية تامّة.

وإن إجبار اللاجئين الفلسطينيين على دخول الأردن يشكل "تهديداً وجودياً" للحكومة التي تقودها العائلة المالكة في البلاد وفق خبراء، وفي حال سقوط الحكومة الأردنية سيتعرّض التعاون الأمني للخطر، الأمر الذي لا يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة.

كما أن خطة تهجير مليوني فلسطيني من قطاع غزة إلى مصر سيؤثر على الأردن أيضاً، فقد يكون هذا مصير الثلاثة ملايين فلسطيني الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة الذين قد يتم تهجيرهم إلى الأردن.

أما ورقة الضغط التي تعتمد عليها الحكومة المصرية هي إنهاء معاهدة السلام طويلة الأمد مع إسرائيل في حال حاولت الأخيرة تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء. وأفادت تقارير عن حشد عسكري مصري في سيناء، ولكن من غير الواضح فيما إذا كان كرد فعل مباشر على خطة ترامب أم له مآرب أخرى. وبكل الأحوال، تتمركز القوات المصرية في هذه المنطقة بسبب أنشطة بعض المتطرفين هناك.

قد تعيد المملكة العربية السعودية النظر فيما يخص تطبيع العلاقات مع إسرائيل.صورة من: Jack Guez/AFP/Getty Images

ومن ناحية أخرى، يبدو أن السعودية تعيد النظر فيما يخص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بالرغم من خطة إدارة ترامب بتهدئة العلاقات بين إسرائيل والسعودية، ولكن التطبيع وتهدئة العلاقات بين البلدين مشروط بالنسبة للسعودية بفتح طريق واضح نحو إقامة دولة فلسطينية.

نفوذ الدول العربية لم ينتهِ هنا، فلدى بعض القادة العرب أوراق ضغط أخرى على الولايات المتحدة، تتمثل بالتعاون الاستخباراتي معها، ووصول الولايات المتحدة إلى قناة السويس في مصر، بالإضافة إلى الدعم المالي الذي تقدمه دول الخليج لاستثمارات ترامب في المنطقة، والعلاقات الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وجاريد كوشنر، صهر ترامب، واستثمارات شركة الأسهم الخاصة به.

استخدام الدول العربية لنفوذها مشكوك به

يعتقد خبراء أنه من غير المرجح أن تستخدم الدول العربية نفوذها لوقف خطة ترامب. فيقول بريان كاتوليس، زميل بارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن لـ DW: "إن النفوذ الحقيقي هو، أولاً وقبل كل شيء، لما هو موجود على أرض الواقع"، وأضاف: "أن الأمر الواقع سيمنع تنفيذ هذه الخطة".

وقال كاتوليس إن هناك قضايا لوجستية شبه مستحيلة يجب مراعاتها، من ضمنها وجود حماس في غزة، وأضاف أن للدول العربية نوع آخر من النفوذ، وهو وحدتها المتزايدة في معارضة خطة ترامب والضغط من أجل حل الدولتين.

ومن جانبه يعتقد أحمد أبو دوح زميل مشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز تشاتام هاوس البريطاني للأبحاث أن الدول العربية لا ترغب بالتصادم مع ترامب، خصوصاً في بداية ولايته.

ترامب يكرر خطته بتهجير الفلسطينيين

02:01

This browser does not support the video element.

وما تعمل عليه الدول العربية حالياً وخاصة مصر هو تشكيل جبهة عربية موحدة والتحدث مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون والكونغرس لمحاولة الضغط على ترامب ليحيد عن خطته.

وقال أبو دوح لـ DW إن العرب يريدون أن يظهروا أن هذه القضية أكبر من مجرد مصر والأردن، كما يحاولون أيضاً الحصول على الدعم الأوروبي، بالإضافة إلى أن عدّة دول عربية كانت قد قدّمت اقتراحات وخطط بشأن إعادة إعمار غزة، ما قد يكون بديلاً لخطة ترامب، ومن المرجح أن يسفر اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، في 27 فبراير/ شباط في القاهرة، عن مسوّدة خطة.

وترجّح تقارير إعلامية أن تستند الخطة العربية الجديدة بشأن إعادة إعمار غزة إلى أفكار قديمة كانت قد طرحتها سابقاً السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية المحتلة، ويُعتقد أن تشكل الخطة العربية إدارة تكنوقراطية لغزة، وتشكيل قوات أمن تدربها دول عربية، مع شرط عدم إخلاء القطاع، وبالتالي قد يتم إيواء الفلسطينيين النازحين في المناطق الزراعية وغيرها من المناطق في غزة حتى اكتمال إعادة الإعمار.

وقد تقترح الدول العربية تدابير مؤقتة لمساعدة الأردن ومصر للتصدي إلى احتمال خفض واشنطن مساعداتها لهذه الدول في حال لم تقبل باستقبال اللاجئين الفلسطينيين المحتملين، وفق مروان المعشر، نائب رئيس الدراسات في مؤسسة كارنيغي ومقرها واشنطن.

فلسطينيون يسيرون في أحد الشوارع بين أنقاض المباني المدمرة وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في مدينة غزة، 03 فبراير/ شباط 2025.صورة من: Omar Ashtawy/apaimages/SIPA/picture alliance

ترامب يحيي أحلام اليمين الإسرائيلي

بغض النظر عن شكل الاقتراح، يشير خبراء إلى أن هناك العديد من الأمور التي ما زالت غير واضحة، فيتساءل كاتوليس عن مدى التزام الدول العربية بتقديم الدعم الذي تتحدث عنه، ويضيف أن الوضع يعتمد أيضاً على نوع الحكومة الإسرائيلية التي سيتعاملون معها وما هي القرارات التي ستتخذها.

ومن ناحية أخرى يقول أبو دوح: "إذا كنا نتحدث عن ترامب فقط، فيمكننا القول بثقة إن خطة "ريفييرا غزة" لن تحدث، ولكن إذا كنا نتحدث عن اليمين المتطرف في إسرائيل، فهذه قصة مختلفة، فهم يتبنون هذه الفكرة ويريدون المضي فيها قدماً".

ومن جانبه يقول كاتوليس: "حديث ترامب عن "ريفييرا غزة" قد شجع اليمين في إسرائيل على تخيل أن أحلامهم الجامحة  قد تتحقق، وإذا تم ضم الضفة الغربية، فإن كل هذه الافتراضات لا قيمة لها".

أعدته للعربية: ميراي الجراح

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW