هل نجوت من كورونا؟ أسباب تفسر قدرتك على صد هجمات الفيروس
١٤ أبريل ٢٠٢٢
بعد أكثر من عامين على انتشاره، وأنت لحسن حظك نجوت من الإصابة بفيروس كورونا حتى الآن وتتساءل عن السبب؟ أربعة عوامل تقدم لك التفسير العلمي. فهل تنطبق هذه العوامل عليك وعلى نمط حياتك؟
إعلان
سُجلت حتى الآن أكثر من 22 مليون إصابة بفيروس كورونا في ألمانيا خلال العامين الماضيين، وحوالي 496 مليون إصابة في جميع أنحاء العالم. هل تساءلت يوما ما، لماذا نجوت من إلتقاط العدوى، رغم العدد الكبير والمتزايد للحالات من حولك؟مجلة "فرويندين" Freundin النسائية الألماني التي تصدر في ميونخ بألمانيا، ذكرت أربعة أسباب علمية قد تفسر لك ذلك:
العيش في مكان منخفض التلوث الهوائي
الفيروس ينتشر بسهولة في الأماكم ذات المستويات العالية من تلوث الهواء، وفق خبير "الأيورفيدا"، العلاج البديل من الثقافة الهندية، سام فاتس. نقلاً عن تصريح له لمجلة "ماري كلير" البريطانية: "المدن الإيطالية التي تتجاوز مستويات تلوث الهواء المقبولة لأكثر من 80 يوماً في السنة لديها معدلات أعلى بكثير للإصابة بفيروس كورونا من المدن الساحلية مع 60 يوماً أو أيام أقل من تلوث الهواء المرتفع.
من جانب آخر، تقدم وكالة البيئة الفيدرالية، تفسير بسيطاً لذلك:" يمكن للفيروسات أن تلتصق بالجزيئات جيدًا بسبب هياكلها وخصائص سطحها، وبالتالي تنتشر الفيروسات بشكل طبيعي أيضاً في الغبار الناعم".
نسبة فيتامين "د" الطبيعي
غالبا ما يربط فيروس كورونا بنقص فيتامين" د". علمياً يلعب فيتامين "د" دوراً رئيسياً في تصنيع الاستجابات المناعية للعدوى، بما في ذلك ضد كورونا. بالإضافة إلى ذلك، تمكنت دراسة أجرتها جامعة، كانتابريا في سانتاندير بإسبانيا من التوصل إلى أن 80في المائة من جميع مرضى كورونا، الذين عولجوا يعانون من نقص فيتامين "د". لكن لا ينصح الأطباء بتناول فيتامين "د" ، لأن أقراص فيتامين" د" لم يكن لها أي تأثير يذكر على علاج التهابات الجهاز التنفسي الحادة. في الواقع، يتمتع فيتامين "د" بتأثير وقائي، وفق معهد روبرت كوخ )RKI(. لهذا ينصح بتجنب النقص من خلال التعرض فترة وجيزة لأشعة الشمس.
الوزن الطبيعي
توصلت دراسات سابقة إلى أن زيادة الوزن، تزيد من خطر حاجة المريض إلى دخول المستشفى للعلاج بسبب مرض كورونا. إذ أن السمنة لا تضاعف خطر الإصابة بفيروس كورونا ثلاثة أضعاف فحسب، بل تزيد من معدل الاستشفاء. وفي هذا الصدد ذكر، الطبيب، بيت ويليامز، عدة أمراض أخرى مرتبطة بزيادة الوزن والإصابة بعدوى كورونا : "هناك أيضاً دليل على أن مرض السكري ووجود الأمراض الالتهابية المزمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية مرتبطة بارتفاع مخاطر الإصابة بكورونا". لذلك إذا لم تكن قد أصبت بكورونا بعد ، فقد يكون السبب ببساطة هو أن وزنك ضمن المعدل الطبيعي.
ممراسة الرياضة بانتظام
أي شخص يمارس الرياضة بانتظام (من الناحية المثالية ثلاث مرات أو أكثر في الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل) لا يحافظ على لياقته فحسب، بل يقوي جهاز المناعة لديه أيضاً، مما يفيده في تجنب الإصابة بفيروس كورونا. بالإضافة إلى أن إفراز هرمون" الأدرينالين" أثناء ممارسة الرياضة، يزيد من عدد الخلايا المناعية في الدم وعادة ما يتمتع عشاق الرياضة برئة ذات كفاءة أفضل من أولئك الذين لا يمارسون الرياضة. من جهة أخرى أظهرت نتائج دراسة، نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي،أ ن خطر الوفاة من عدوى كورونا أعلى بنحو 2.5 مرة لدى الأشخاص غير النشطين بدنيًا مقارنة بالأشخاص الذين يتحركون 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع.
إ.م
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.