هل نرى قريباً لقاحا مضادا لكورونا يُعطى بلا حُقن أو ألم؟
٢٦ يناير ٢٠٢٢
عندما نفكر في لقاحات كورونا، أو أي لقاح، أول ما يتبادر إلى أذهان معظمنا إبرة مدببة وألم قد ينتهي بإغماء البعض. ولكن ماذا لو كان التطعيم سهلاً يعطى عن طريق الفم أو الأنف؟
إعلان
تقدر منظمة الصحة العالمية أعداد الحقن التي يتم إعطاؤها كل عام بحوالي 16 مليار حقنة. وفي ظل إقبال دول العالم على تلقيح مواطنيها ضد فيروس كورونا المستجد يتوقع أن تزيد عدد الحقن بمقدار 5.6 مليار حقنة.
وفي المكسيك، يعمل باحثون على لقاح ضد كورونا يعطى عن طريق الأنف يسمى "باتريا"، ويعني "الوطن" باللغة الإسبانية، ويأملون أن تبدأ التجارب السريرية قريباً.
وكشف رئيس قسم الأحياء الدقيقة في كلية الطب في جامعة ماونت سيناي الأمريكية، وهو الذي قام بتطوير المكون الرئيسي للقاح الأنفي، لـ DW أن "إحدى المزايا الرئيسية للقاح الأنف هي قابليته للتخزين في الثلاجة العادية عند درجة حرارة من 2-4 درجات مئوية، بدلاً من درجات الحرارة المنخفضة للغاية المطلوبة للقاحات فايزر-بيونتيك وموديرنا. وأشار بيتر باليس إلى أن تكلفة إنتاجه أرخص أيضاً مقارنة بلقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال mRNA.
لقاح الأنف "أكثر كفاءة"
العلماء في جامعة واشنطن في سانت لويس يعملون أيضاً على لقاح مضاد لكورونا يعطى عن طريق الأنف. ووجد فريق بحثي، بقيادة عالم المناعة الفيروسية مايكل دياموند وعالم الأورام ديفيد كوريال، أن الفئران التي تلقت جرعة واحدة من اللقاح عبر الأنف كانت محمية تماماً من الإصابة بكورونا، لكن الفئران التي تلقت نفس اللقاح عن طريق الحقن كانت محمية بشكل جزئي فقط.
ولصنع اللقاح، قام الباحثون بإدخال بروتين السارس CoV-2 الحاد داخل أحد "الفيروسات الغدية" المسببة لنزلات البرد. لكنهم غيروا الفيروس الغدي بحيث لم يكن قادراً على التسبب في المرض. هذا يسمح للجسم بتطوير دفاع مناعي ضد بروتين سبايك.
وقال العلماء إنه نظراً لعدم احتواء اللقاح على فيروس حي، فإنه سيكون أيضاً خياراً جيداً للأشخاص الذين تتعرض أجهزتهم المناعية للخطر بسبب أمراض مثل السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية والسكري.
فكرة جديدة؟
قد تبدو الفكرة جديدة، لكن اللقاحات التي لا تعطى عن طريق الحُقن موجودة منذ عقود. فقد كان أول لقاح فعال ضد شلل الأطفال يتم تعاطيه عن طريق الفم، وهو لا يزال يستخدم في البلدان ذات الدخل المنخفض. ويحتوي اللقاح على نسخة ضعيفة من فيروس شلل الأطفال ويعمل عن طريق إصابة الجهاز الهضمي وإثارة استجابة مناعية في المضيف.
هناك أيضاَ لقاحات فموية لحمى التيفوئيد والكوليرا، بالإضافة لوجود لقاح أنفي أيضا ضد الإنفلونزا.
لويزا رايت/ خ.س (DW)
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance