1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل نسي الألمان أغانيهم الشعبية؟

١٠ مايو ٢٠١٠

ألوان الغناء الألماني هي كنز موسيقي يتنوع من أغاني الأطفال مرورا بأناشيد الربيع و الفصول الأربعة إلى ترانيم التجوال والترحال وتراتيل عيد الميلاد. إلا أن هذا الكنز قلّ ما يعطيه أبناؤه حقه، بعكس أبناء الثقافات الأخرى.

الموسيقى الشعبية لم تعد تروق لكثير من الألمانصورة من: picture alliance / dpa

يتابع ملايين الألمان البرنامج التلفزيوني " ألمانيا تبحث عن السوبرستار" الذي يحاول فيه المتنافسون إقناع لجنة التحكيم بمواهبهم الغنائية. إلا أن الذين تخطر لهم فكرة الغناء بأنفسهم من هذا الجمهور الغفير هم قلة قليلة. ويلاحظ هذا الأمر بوضوح حتى لدى المشاركين في " يوم ثقافة الغناء" في منطقة الرور غرب ألمانيا، الذي أقيم في إطار الاحتفالات في منطقة الرور كعاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2010 ومن ضمنها ورش عمل تعنى بالغناء في الثقافات المختلفة. فلدى سؤال معظم زوار هذه الفعاليات عن تجاربهم الخاصة مع الغناء يجيبون بأنهم لا يغنون على الإطلاق في أوقات فراغهم.

هل أصبح الغناء في ألمانيا موضة قديمة ؟

لم يكن من المصادفة أن تحتضن منطقة نهر الرور الألمانية فعاليات "الغناء في الثقافات المختلفة". ففي هذه المنطقة بالتحديد، والتي كانت مركزاً رئيسياً لصناعة المعادن والفحم بألمانيا، تمت المحافظة على الأراجيز الغنائية لعُمال المعادن منذ وقت طويل. لكن جيل الشباب الألماني لا يكاد يعرف هذه الأغاني، تماماً مثل عدم معرفته بالأغاني الشعبية الألمانية القديمة. كما أن أبناء هذا الجيل يعتبرون أن هذا الغناء ليس عصرياً. وهذا الرأي لا يقتصر على الشباب فحسب، بل ينتشر أيضا لدى الكثيرين من كبار السن.

شباب وشابات ألمان يغنون ضمن احتفالية الرور عاصمة للثقافة الأوروبيةصورة من: Jan Tengeler

وتقول المتخصصة في علم التربية الموسيقية إرمغارد ميركت من الجامعة التقنية في دورتموند: " عندما يسأل الألمان عن الأغاني التي يعرفونها أو إذا كانوا يحفظون أجزاء منها عن ظهر قلب، يجيب معظمهم بأنهم لا يستطيعون الغناء أو لا يرغبون فيه." وتشرح ميركت ذلك من خلال الإشارة الى أن ثقافة الغناء لم تعد أمراً معتاداً في أوساط الشعب الألماني. بينما ما تزال منتشرة لدى شعوب عديدة ، ومن بينها الأتراك مثلا، فهم لا يزالون يغنون ويهتمون بالغناء. ويحافظون على أغانيهم الشعبية والتي يرجع بعضها إلى القرن الثالث عشر، ثم تبدي ميركيت إعجابها في ذلك قائلة:"إن هذا لأمر في غاية الجمال".


وفي ألمانيا لا تتواجد ثقافة الأغنية التركية فقط ، إنما أيضا ثقافة الغناء البرتغالية والإسبانية والإيطالية واليوغسلافية واليونانية، فقد جلب العمال، الذين جاؤوا من هذه البلدان إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية في الستينيات من القرن الماضي تراثهم معهم وحافظت أسرهم المتواجدة معهم في ألمانيا على هذا التراث إلى يومنا هذا.


الغناء في وسائل الإعلام


في حين أن الأغاني الألمانية العصرية غالبا ما تتقدم ببطء في عالم أغاني "آخر صيحة" التي تتسم بالسطحية، تحتل الأغاني التركية أو الألبانية أو الكوسوفوية مكانة أفضل. وكما يقول مؤلف الأغاني فرانك باير

"تنتشر في تلك البلدان على نطاق أوسع أغاني الرثاء والحزن والألم من النزوح والهجرة.

الفنان التركي صبري أويسال يغني مع إحدى المتدربات بالتركية في فعاليات "الغناء في الثقافات المختلفة"صورة من: DW

صحيح أن وسائل الإعلام باتت تؤثر في هذه الأثناء على تقاليد الغناء في تلك البلدان، لكن هذه التقاليد تبقى مع ذلك أكثر حيوية بكثير مقارنةً بنظيراتها الألمانية. وهذا لابد أن يشعر به الألمان عندما يحتفلون مثلا مع الإيطاليين أو الإسبان كما تقول إرمغارد ميركت: وتضيف:"في تلك البلدان يغني الناس في كل وقت، لكن بالنسبة لنا نحن الألمان فلم يعد الغناء تعبيرا بديهيا عن السعادة والفرح"

الكاتب: سونيا غيلليرت/ علي المخلافي

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW